تقرير صابر حليمة - مخيم برج الشمالي

يضج مخيم برج الشمالي شرقي صور هذه الأيام بملف الأدوية الفاسدة داخل عيادة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".

وعقب تلقي موقع "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" عدداً من الشكاوى في هذا الصدد، أجرى اتصالات عدة للإطلاع على تفاصيل هذا الملف الذي يهدد حيوات كثير من اللاجئين الفلسطينيين.

لا يمكن لبوابة اللاجئين الفلسطينيين نشر الصور المتدوالة على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ لم نتمكن من التأكد من تاريخ التقاطها، أو تاريخ استلام المرضى لهذه الأدوية من عيادة "أونروا".

 بيد أن، أحد مريضي السكري في المخيم، فضل عدم ذكر اسمه، أكد أنه استلم دواء منتهي الصلاحية من عيادة "أونروا"، وهو ما قاله غير واحد ممن قابلهم موقعنا.

لكن الخطورة تتضاعف، وتصبح مهددة لحياة المريض، في حال تجرع الدواء ولم يتنبه إلى انتهاء صلاحيته، وهو ما أكده فعلاً عدد من المرضى.

حصول مضاعفات صحية نتيجة الأدوية منتهية الصلاحية

وفي هذا السياق، قال الناشط في المخيم أحمد دحويش في حديث مع "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" إن عدداً من المرضى، ممن شربوا الدواء التالف، يستعدون إلى إجراء فحوصات طبية شاملة بعدما أصابتهم مضاعفات وعوارض صحية لم يعتادوا عليها سابقاً.

كما أشار دحويش إلى أن العاملين في عيادة "أونروا" داخل المخيم وزعوا غير مرة الدواء على المرضى على طريقة ظروف أو حبوب خارج علب الدواء لإخفاء انتهاء صلاحيتها على مستلميها.

لا تقتصر معاناة المرضى في برج الشمالي على الأدوية التالفة فحسب، بل يشتكي كثير منهم من تغيير أنواع الأدوية المستمر من قبل العيادة، بحسب كثير من الشكاوى.

ففي إحدى الحالات التي اطلعنا عليها، كادت إحدى المريضات أن تصاب بجلطة عقب تغيير نوع دواء الضغط من قبل العيادة، إذ إن الدواء الجديد لم تتناسب مكوناته ومرض "التلاسيميا" الذي تعاني منه.

وحول أسباب تغيير الأدوية المستمر، رجح أحد المرضى سبب ذلك البحث عن الدواء الأرخص، بغض النظر عن فعاليته وقدرة أجسام المرضى على التجاوب معها.

 نفي من قبل الأونروا

 

إلا أن مسؤول الملف الصحي لدى "أونروا" في لبنان عبد الحكيم شناعة نفى بشكل قاطع هذه الشكاوى التي وصفها بالإشاعات.

وقال لبوابة اللاجئين الفلسطينيين إن لدى عيادات "أونروا" تعميمات صارمة تمنع الموظفين في العيادات من تسليم أي دواء قبل شهر من تاريخ انتهاء صلاحيته، مؤكداً على أن الوكالة "على علم ودراية بتواريخ انتهاء صلاحية الأدوية لديها، ولديها اتفاقيات لإتلاف الأدوية التالفة."

وحول تغيير أنواع بعض الأدوية قال "شناعة": إن ما يتم تغييره هو اسم الدواء، أما من ناحية التركيبة والمكونات فهي نفسها

من جهته  أمين سر اللجنة الشعبية في مخيم برج الشمالي أبو جمعة لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" أشار إلى تواصله مع الدكتور في عيادة الوكالة بالمخيم خليل نصار والذي نفى بدوره الأخبار المتداولة حول الأدوية التالفة.

تأخير وصول الأدوية.. مشكلة تؤرق المرضى لم تنكرها الوكالة

وفيما يتعلق بتأخر الأدوية، وهو ما يشتكي منه المرضى في أغلب المخيمات الفلسطينية في لبنان، أكدت إحدى المصابات بـ "التلاسيميا" أن دواء "فوليك أسيد Folic Acid" الخاص بهذا الداء غير متوفر لدى العيادة منذ ثلاثة اشهر.

ويعتبر ملف مرضى "التلاسيميا" في مخيم برج الشمالي إحدى الملفات المعقدة جراء وقف "أونروا" عدداً من الأدوية لهؤلاء المرضى، الذين يترواح عددهم بين 180 و190، بذريعة التقليصات.

 الأزمة أكدها أيضاً الدكتور "شناعة" وعزاها إلى مشكلة  في استيراد الأدوية، حيث قال:" كان هناك نقص في الأدوية واستلمنا مليون دولار من الحكومة اليابانية وعملنا على توفير الأدوية من السوق المحلية التي لم تستطع تلبية احتياجات الوكالة من الأدوية كافة، وركزنا في ذلك على الأدوية المزمنة غالية السعر"

 وبين شكاوى اللاجئين الفلسطينيين في مخيم برج الشمالي ونفي "أونروا" لارتكاب موظفيها في العيادات أي مخالفات بخصوص الأدوية، تظل الكلمة الفصل ربما لتحقيق نزيه، يصحح الخلل المتعلق حقيقة بحيوات كثير من اللاجئين وسلامتهم الصحية.

 

خاص - بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد