غربينلات: يجب إعادة النظر في تعريف اللاجئين الفلسطينيين ولا وجود لـ"حل الدولتين" في خطتنا   

الأحد 14 يوليو 2019

واشنطن - صحيفة "الشرق الأوسط" 
 

جدد المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط "جيسون غرينبلات" التلميح حول نوايا الإدارة الأمريكية في حلها لقضية اللاجئين الفلسطينيين ضمن خطتها للتسوية والمعروفة بـ"صفقة القرن".

ولا يختلف ما تحدث به غرينبلات إلى صحيفة "الشرق الأوسط" عن التصريحات الأمريكية المتكررة بخصوص اللاجئين الفلسطينيين، حيث اعتبر أن حل قضية اللاجئين يعتمد على أمور عدة، أهمها تعريف من هم اللاجئون، وما عددهم، وما "الحل العادل والواقعي" وما عدد اللاجئين اليوم مقارنة بوقت ظهور مشكلة اللاجئين؟، مضيفاً: "يجب أن يكون هناك شيء واقعي ولا يمكن الوفاء بالوعود التي قدمت لهم من قبل" في إشارة إلى القرار الأممي 194 الذي يضمن عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى الأراضي التي هجر منها أجدادهم عام 1948 على يد العصابات الصهيونية.

تصريحات غرينبلات تتساوق مع مساعي أمريكية لتغيير تعريف اللاجئين الفلسطينيين وفق المفهوم الدولي "وهو كل من عاشوا في فلسطين قبل سنتين على الأقل من النكبة، وهجروا قسراً منها وكل شخص من نسلهم من أبناء وأحفاد وأبناء أحفاد ..إلخ " إلى جعل اللاجئ الفلسطيني هو فقط من خرج من فلسطين عام 48.وكان قد قدم مشروع قرار صريح بهذه الدعوة في الكونغرس الأمريكي، وذلك بهدف تخفيض عدد اللاجئين الفلسطينيين، وإنهاء قضيتهم مع وفاة كل من عاصر النكبة وخرج من فلسطين.

وبحسب غرينلات فإن رئيس إدارته دونالد ترامب سيحدد موعد طرح الخطة السياسية من "صفقة الفرن"، والتي ستأتي في 60 صفحة، دون أن تتعامل مع مصطلح "حل الدولتين" أو تقبل بالحلول السابقة بشأن المستوطنات واللاجئين والقدس، بل ستركز على التعامل (مجابهة) فصائل مثل حماس والجهاد الإسلامي في غزة.

وبأسلوب تهديدي، نفى المبعوث الأممي أن الخطة ستقدم أي ضمانات للسلطة، وقال: "إما أن يرغب الجانبان في إبرام صفقة والعمل بجد لإبرامها وإلا فإن الوضع سيستمر كما هو، إذا فشلنا مثل كل من جاء قبلنا إذن سنفشل وسيستمر الفلسطينيون في العيش في معاناة وهذا أمر مأساوي، يمكننا منع ذلك عندما تأتي القيادة الفلسطينية إلى رشدها وتعود إلى غرفة المفاوضات".

وفي موضع آخر قال: "آمل بأن يدرك الرئيس محمود عباس أن هذه فرصة عظيمة، هم يحبون أن يقولوا إننا فشلنا، ولكن الولايات المتحدة لم تفشل، نحاول مساعدتهم ولسوء الحظ الشعب الفلسطيني هو الذي سيفشل إذا فشلت هذه الخطة"،  في تلميح إلى ممارسة الضغوط الاقتصادية على السلطة الفلسطينية، ففي رد على سؤال حول إلقائه اللوم دوماً على الجانب الفلسطيني تحدث بأن السلطة "تدفع نصف الرواتب للموظفين المدنيين، ولا يدفعون تكاليف الرعاية الصحية، ويلقون باللوم على الولايات المتحدة، وأقول لهم: استخدموا الأموال لمساعدة الشعب وليس لمكافأة الإرهابيين" في إشارة إلى عائلات الأسرى والشهداء.

يذكر أن،  الولايات المتحدة مساعداتها للسلطة الفلسطينية العام الفائت بسبب الرواتب التي تصرف على أسر الشهداء والأسرى، فيما ترفض السلطة أخذ أموال الضرائب التي يجبها الكيان الإسرائيلي لصالحها منقوصة بعد أن يصادر منها الاحتلال مبالغ يقول إنها تذهب لعائلات الشهداء والأسرى.

وفي سياق الضغط هذا ربط غرينبلات بين قبول الفلسطينيين بشروط الصفقة السياسية للحصول على منح اقتصادية قائلاً: "إذا نجحنا في الخطة السياسية فسيتم تنفيذ الخطة الاقتصادية، ولا توجد خطة سياسية من دون خطة اقتصادية". 

ورفض غرينبلات خلال اللقاء وصف تسمية المستوطنات في الضفة الغربية بالمستوطنات، قائلاً: "- أود أن أقول إنني أفضل لفظ الأحياء أو المدن لأنها كذلك ولأن كلمة مستوطنات هي مصطلح تحقير يتم استخدامه بشكل متحيّز لوضع إصبع على جانب واحد من الصراع. وفيما يتعلق بكيفية حل هذا الأمر فسوف يتم توضيحه في الخطة السياسية"

وكذلك أطلق على الضفة الغربية مصطلح "يهودا والسامرا" الذي يستخدمه المستوطنون الصهاينة وقادتهم في إشارات لافتة إلى التبني الأمريكي الكامل للرؤية السياسية الإسرائيلية في الخطة المرتقبة، دون مواربات أو تجميل.

وكالات - بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد