مخيّمات الفلسطينيين في سوريا تئنّ من غلاء الأسعار ومخيّم درعا الأضعف من حيث القدرة الشرائية

الخميس 01 اغسطس 2019
محل لبيع الخضار في مخيم درعا .. تاريخ الصورة شهر أيّار/مايو
محل لبيع الخضار في مخيم درعا .. تاريخ الصورة شهر أيّار/مايو

سوريا
 تواصل أسعار المواد الغذائيّة في مخيّمات اللاجئين الفلسطينيين  بسوريا، تسجيلها  أرقاماً تفوق القدرة الشرائيّة للأهالي،  لمعظم الأصناف من خضروات ولحوم وحبوب ومشتقّات الألبان وسواها، الأمر الذي بات يزيد من معدّلات الفقر الغذائي في منازل الكثير من قاطني المخيّمات لا سيّما مخيمي خان دنون وجرمانا بريف العاصمة السوريّة دمشق، في حين يسجّل مخيّم درعا مستوىً أدنى عن سواه من حيث تدهور لقدرة الشرائيّة، يلامس عتبة الفقر المطلق.

ففي مخيّم درعا، لم تعد معونة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين " أونروا" التي تقدّمها لأهالي المخيّم كل 3 أشهر،  تكفي لتحقيق أمنهم الغذائي، 24 الف ليرة سوريّة للحالات الأكثر عوزاً كل 3 أشهر، أي 8 آلاف ليرة في الشهر الواحد، وهو مبلغ لا يحقق القدرة الشرائيّة لأيّ من الأصناف الموجودة في أسواق المخيّم ومدينة درعا لمدّة أسبوع واحد وفق ما أكّد اللاجئ " أبو عمر" من سكّان مخيّم درعا  لـ" بوابة اللاجئين الفلسطينيين".

الأسعار ارتفعت بشكل جنوني في عموم درعا خلال الأشهر الأخيرة، بسبب تهريب المنتجات الزراعيّة إلى الأردن، وفق أبو عمر، وأضاف :" كنت أعمل أنا وابني في بيع الخضار بواسطة عربة نجرّها في مناطق قريبة من المخيّم، وأحيانا في درعا المحطّة لنحسّن عيشنا، والآن لم يعد بمقدورنا شراء الخضار حتّى بسعر الجملة، فأسعارها ارتفعت بسبب التهريب".

وتُشير مصادر محليّة متعددة في درعا، أنّ أسعار كافة المنتجات الغذائيّة قد تضاعفت عمّا كانت عليه قبل إعادة جيش النظام السوري سيطرته على المحافظة، بسبب ازدياد نشاط التهريب من خلال جنود وضبّاط الجيش عبر الحدود مع الأردن، حيث تشمل المهرّبات كافة أنواع الخضار والطحين والحبوب بالإضافة للأغنام والدواجن.

فسعر البطاطا تضاعف من 300 ليرة سوريّة إلى 600، في حين بلغ سعر الفليفلة الحلوة 500 ليرة سوريّة، والبندورة الحوارنية بلغت 450 ليرة للنوع الجيّد و350 للنوع المتوسط، بينما يصل الكيلوغرام الواحد من لحم الغنم 4 الاف ليرة، وكيلو الدجاج 1800 ليرة، كما تسجّل معظم أصناف الخضار والحبوب أسعاراً خياليّة وفق ما يصفها الأهالي، تقارب حدّ العجز عن شرائها خصوصاً من قبل اللاجئين الفلسطينيين الذين تصنّفهم " أونروا" في سوريا " الأكثر ضعفاً" من كافة النواحي المعيشيّة والأمنية وسواها.


وقد لا يبدو الحال في مخيّمات ريف دمشق أكثر حالاً، ففي مخيّم خان دنون، يبلغ سعر الكيلوغرام الواحد من البندورة 360 ليرة سوريّة، والبطاطا 400 ليرة، أمّا طبق البيض فسعره 1200 ليرة، وكيلو السمن العادي 1200 ليرة، أمّا الكيلو غرام الواحد من الدجاج فيصل إلى 1500 ليرة، في حين لا تتخطّى المداخيل الماليّة لم عظم السكّان 20 الف ليرة شهريّاً.

وكانت "بوابة اللاجئين" قد تلقّت شهادة  " أبو رافع" وهو ابن لأسرة من 6 أفراد ومن أبناء المخيّم، حول الحال المعيشي في ظل هذا الارتفاع في الأسعار ويقول : إنّ "جولة واحدة في السوق للتبضّع بثلاثة أصناف من الغذاء وبكميّات قليلة، كفيلة بأن تحرق ربع دخلنا الشهري".

 ويضيف: " غالبيّة سكّان المخيّم، باتوا يطبخون ذات الصنف معظم أيّام الأسبوع، أي ما يتوفّر من حبوب رخيصة كالعدس والحمّص والتي بدأت أسعارها بالارتفاع، أمّا الخضار والفاكهة، فننتظر حتّى تنفد الأسواق ولا يتبقّ فيها سوى النوعيات الرديئة والتي تباع بسعر رخيص".

واقع شرائي، يحتّم على اللاجئين ترتيب أولوياتهم في الشراء، فالماء  والغاز  الذي يحصل عليه السكّان بشقّ الأنفس، أهمّ من الفاكهة واللحوم، كما أنّ للحياة مصاريف متعددة، وليست كلّها أكل وشرب وفق "أبو رافع".

الحال المعيشيّ في مخيّم جرمانا ليس بالأفضل عن نظيره في مخيّم خان دنون، وفق ما تُظهر الشكاوى المتواصلة لسكّانه، فأسعار المواد الغذائيّة بلغت عتبات عاليّة لا يطالها الأهالي، فسعر الكيلو غرام الواحد من البطاطا يلامس أحيانا عتبة 400 ليرة للنوع الجيّد، أمّا النوع قليل الجودة لا يدنو سعره عن 250 ليرة، في حين صارت العديد من الأصناف الغذائيّة من مشتقّات الألبان حلماً لمعظم السكّان.

فسعر الكيلوغرام الواحد من جبنة الحلّوم على سبيل المثال، بلغ 2500 ليرة سوريّة في مدينة جرمانا ومخيّمها، أمّا الكيلو غرام الواحد من أرخص نوع لبنة بلغ 600 ليرة سوريّة، وهي صنف يعتمد عليه الأهالي في فطورهم الصباحي، بالإضافة إلى الزيتون الذي بلغ الف ليرة للكيلو غرام الواحد.

يأتي هذا الارتفاع الكبير في الأسعار، في ظل اتساع رقعة الفقر، وتفشّي البطالة، فضلاً عن ارتفاع أسعار ايجارات المنازل، والذي يثقل كاهل الأسر النازحة عن مخيّماتها المنكوبة إلى مخيّمي خان دنون وجرمانا، حيث تعتمد تلك الأسر بشكل أساسي على المعونات الماليّة التي تقدّمها وكالة " أونروا" كل 3 أشهر، وتبلغ 25 الف ليرة سوريّة، و بالكاد تكفي لدفع أجرة المنزل.
خاص - بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد