فلسطين المحتلة - وكالات

 

قال المُفوّض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، بيير كرينبول، إنّ خدمات الوكالة كانت مُعرضة للخطر خاصة عندما أوقفت الولايات المتحدة دعمها المالي للوكالة عام 2018، المُقدّر بـ (360) مليون دولار أمريكي.

وأضاف المُفوّض الأممي خلال مؤتمر صحفي عُقد بمقر "أونروا" الإقليمي بمدينة غزة، الثلاثاء 27 آب/أغسطس، إنّ الوكالة واجهت تحديات سياسيّة وماليّة كبيرة خلال الأشهر الماضية، وخدماتها كانت مُعرضة للخطر، مُشدداً على أنّ كل ما يتعلّق باللاجئين الفلسطينيين بات مُسيّساً اليوم، ولكم رغم كل هذه التحديات ستُبقى الوكالة هنا وستقف إلى جانب اللاجئين وتُواصل خدماتها لهم.

وأكّد كرينبول خلال حديثه أنّ الوكالة عملت على تحشيد الدعم المالي، وتمكّنت من الحفاظ على خدماتها المُقدمة للاجئين الفلسطينيين، إلّا أنّ المنظمة ما زالت تُواجه عجزاً مالياً يُقدّر بحوالي (150) مليون دولار.

كما أشار إلى أنّ وكالة الغوث واجهت في الفترة الماضية تحديات سياسيّة تتعلّق بتعريف اللاجئ وأعداد اللاجئين الفلسطينيين، في إشارة إلى ما ورد على منصات إعلاميّة أمريكية بأنّ إدارة ترامب تُريد تقليل أعداد الفلسطينيين المُصنفين كلاجئين، والتركيز على نحو سبعمائة ألف فقط ممّن هجّرتهم العصابات الصهيونيّة من منازلهم عام (1948-1949).

شدّد أيضاً على أنّ الوكالة ستُواصل طريقها باتجاه تقديم الخدمات والدفاع عن اللاجئين الفلسطينيين وحقوقهم، مؤكداً على أهميّة تجديد تفويض المنظمة الأمميّة، لافتاً إلى أنّ غالبية الدول الأعضاء في الجمعيّة العامة تؤيّد منح التفويض وتتفق على أهميّة استمرار الوكالة.

وجاء في حديثه "في كل زياراتي لمُخيّمات الفلسطينيين كان لديهم طلباً ثابتاً دوماً، يقولون لي في كل مرة لا تتسوّل حقوقنا، لكن أنا أؤكد لكم أنّ حديثي للمانحين هذا ليس توسلاً إنما هو توضيح وتأكيد لأهميّة الوكالة ودورها وخدماتها".

وقال خلال كلمته "إنّ العالم لا يُقدّر حقيقة المُعاناة وخيبة الأمل أيضاً التي يعيشها الناس في قطاع غزة"، مُضيفاً "ما يحدث في غزة هو حالة من فقدان الأمل تزداد بسبب الحصار والاحتلال، وهذه الاستمرارية بالمُعاناة غير المسبوقة."

ذكر أيضاً أنّ الفلسطينيين في غزة يُحرمون من حقوقٍ أساسيّة إلى جانب ارتفاع مستويات الفقر والبطالة، وعدم قدرة الكثيرين على تلقّي العلاج بالخارج، مُشيراً إلى أنّ آلاف الفلسطينيين استشهدوا أو جُرحوا خلال أحداث مسيرات العودة التي تُنظّم أسبوعياً منذ نحو عام ونصف العام، قرب السياج الأمني العازل بين قطاع غزة والأراضي المحتلة.

تجدر الإشارة إلى أنّ قطاع غزة الذي يُشكّل اللاجئون نحو ثُلثي سكانه، يُعاني (56.6) بالمائة من سكانه من انعدام الأمن الغذائي، فيما يعيش نحو (80) بالمائة من السكان تحت خط الفقر، حسب بيانات أمميّة.

وكان تقرير صدر عن الأمم المتحدة عام 2017 توقّع بأن تُصبح غزة غير قابلة للعيش فيها بحلول عام 2020، فيما ارتفعت نسبة الفقر في القطاع العام الماضي إلى (53) بالمائة، وتخطت مُعدلات البطالة (80) بالمائة، وفق بيانات المركز الفلسطيني للإحصاء، واللجنة الشعبية لرفع الحصار عن قطاع غزة.

ومن المُقرر انعقاد اجتماع الجمعيّة العامة للأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر المُقبل لبحث تجديد تفويض ولاية المنظمة الأمميّة، ويُعقد على هامشه اجتماعاً آخر للدول المانحة لبحث الدعم المالي لـ "أونروا"، فيما يسبق ذلك انعقاد اجتماع تحضيري مع الدول المُضيفة للاجئين في الثالث من الشهر ذاته، تمهيداً لاجتماع وزراء خارجيّة الدول العربيّة لبحث الأزمة الماليّة التي تُعاني منها وكالة الغوث، حيث تُعاني الأخيرة من عجز مالي بقيمة (150) مليون دولار أمريكي.

وكالات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد