جنيف – وكالات
 

كشفت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" عن قيام  السلطات السعودية بحملة اعتقالات طالت فلسطينيين مقيمين بالمملكة، من بينهم القيادي في الحركة ، وممثلها هناك، محمد صالح الخضري ونجله الأكبر، منذ خمسة أشهر، وسط تكتّم عن مصيره وأسباب اعتقاله.

وقالت الحركة في بيان لها الاثنين، إنّها قد "التزمت الصمت على مدى خمسة شهور، لإفساح المجال أمام الدبلوماسيّة ومساعي الوسطاء لكنّها لم تثمر عن أي نتائج".

وأشارت الحركة إلى أنّ القيادي صالح الخضري، يبلغ من العمر 81 عاماً ويعاني من مرض عضال، مستهجنة بذات الوقت اعتقاله ضمن حملة شملت نجله والعديد من الفلسطينيين دون أيّة مبررات وفق ما جاء في البيان.

بدوره، تحدث المرصد "الأورومتوسطي" لحقوق الإنسان، وهو جهة حقوقية توثيقيّة مقرّها جينيف، في تقرير له، يوم 6 أيلول/ سبتمبر الجاري، عن عشرات الفلسطينيين، الذين تخفيهم سلطات المملكة السعودية قسراً دون إدانتهم بارتكاب أيّة مخالفات.

وقال المرصد، إنّه لم يستطع تحديد رقم دقيق لعدد المعتقلين من الفلسطينيين، غير أنه حصل على أسماء لنحو 60 شخصًا، فيما تشير تقديرات داخل الجالية الفلسطينية في المملكة العربية السعودية إلى أن العدد يفوق ذلك بكثير.

وأشار إلى شهادات أحد عشر عائلة فلسطينية، تعرض أبناؤها للاعتقال أو الإخفاء القسري خلال الأشهر الأخيرة أثناء إقامتهم أو زيارتهم للمملكة العربية السعودية وبينهم طلبة ومقيمون وأكاديميون ورجال أعمال.
 

أساليب تعذيب متعددة

ومن بين الأساليب التي قال المرصد أنّه وثقها، عزل المعتقلين عن العالم الخارجي دون لوائح اتهام محددة أو عرض على جهة الاختصاص (النيابة العامة)، وعدك السماح لهم بالاتصال مع ذويهم أو التواصل مع محاميهم.

وعرض المرصد حالة إخفاء قسري لمهندس فلسطيني من أبناء الضفّة الغربيّة، رمّز له بـ A5 ناقلاً عن عائلته، أنّها فقدت الاتصال مع نجلها مطلع الشهر الماضي، خلال مراجعته دائرة الجوازات في العاصمة السعودية الرياض.

وأفادت عائلة A5 للمرصد، أنه تم منعها وأصدقاء نجلها، الذي يعمل في إحدى الشركات السعودية، من السؤال أو الاستفسار عن مصيره أو مكان احتجازه، في حين قالت زوجته: "إنّ أشد ما يؤلمني هو عدم معرفة أي شيء عن زوجي حياً كان أم ميتاً أم معافى أم يتعرض للتعذيب، هذا الأمر زاد أوجاع أطفالي وكذلك والديه وأشقائه وشقيقاته".

كما عرض المرصد، عن إخفاء أسير سابق في السجون الإسرائيلية ومبعد إلى الأردن، انتقل إلى العمل في إحدى الشركات السعودية منذ سنوات، وفقدت عائلته الاتصال به في تموز/ يوليو الماضي.

وكشف الأورومتوسطي، أن السلطات السعودية اعتقلت رجل أعمال فلسطيني مقيم في جدة، منذ عقود ويبلغ من العمر (60 عامًا)، في يوليو/تموز الماضي، وقامت بمصادرة أمواله وهددت أفراد عائلته بالصمت ومنعتهم من مغادرة الأراضي السعودية خشية فضح عملية اعتقاله.

وتابع المرصد، في رصده، أيضاً، لعمليات احتجاز لحجاج من أصول فلسطينية ويحملون جنسيات عربية خلال أدائهم فريضة الحج هذا العام، ومن بين تلك الحالات أسرة من أصول فلسطينية وتملك الجنسية الأردنية غادر معيلها لأداء فريضة الحج مع زوجته، لكنه لم يعد إلى الاردن رغم عودة زوجته.

ونقل المرصد عن زوجته أنّها أبلغت أبناءه وأصدقاءه أن السلطات في جدة طلبت في التاسع من أغسطس/ أب الماضي مقابلته، ومنذ ذلك الوقت لم تعرف شيئًا عن مصيره أو مكان احتجازه.

الجدير بالذكر أنّ السلطات السعودية تواصل اعتقال الشاعر الفلسطيني، أشرف فيّاض، منذ خمسة أعوام، حيث يقضي عقوبة مخففة بالسجن لمدّة 8 سنوات، بعد التراجع عن حكم بالإعدام صدر بحقّه بعد إدانته بالكفر بسبب قصيدة شعريّة.

كما تجدر الإشارة، إلى أنّ السلطات السعوديّة منعت اللاجئين الفلسطينيين من حملة الوثائق الصادرة من سوريا، من أداء فريضة الحج لهذا العام، الأمر الذي وضعه مراقبون ضمن حملة التضييقات التي تمارسها المملكة تجاه الفلسطينيين.

وتمتلك المملكة العربية السعودية سجّلاً قاتماً بما يتعلّق بحقوق الانسان، دفع 36 دولة بمجلس حقوق الانسان للتوقيع على بيان مشترك في آذار/ مارس من العام الجاري، يوبّخ المملكة لسجلّها المليء بالانتهاكات الحقوقية.

وكالات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد