الضفة الغربية – خاص
 

تواصل الحملة التطوعيّة لقطاف الزيتون في مناطق الضفّة الغربيّة المحتلّة، أعمالها منذ يوم الأحد 13 تشرين الاوّل/ أكتوبر في تقليد تطوعي سنوي يدخل عامه الحادي عشر، لكنّه في موسمه الحالي يكتسب أهميّة استثنائيّة في ظل تصاعد هجمات المستوطنين على المزارع المحاذيّة للمستوطنات وجدار الفصل العنصري، تماشيّاً مع مخططات توسيع الاستيطان وقضم أراضي الضفّة المحتلّة.

وحول أهميتها الاستثنائيّة هذا العام، قال ممثل حملة "إحنا معكم" التطوعيّة خالد منصور لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين": إنّ "الحملة تجري هذا الموسم في ظل تصاعد الحرب التي يشنّها المستوطنون على أراضي المزارعين الفلسطينيين، الأمر الذي أكسب الحملة طابع معركة مقاومة وتعزيز صمود فلّاحينا".

الحملة التي تمولّها "الإغاثة الزراعيّة" وتضم في صفوفها المئات من طلبة وطالبات المدارس والجامعات، ومتطوعون من كافة الفئات الاجتماعيّة الفلسطينية، تعتبر واحدة من أساليب مقاومة جدار الفصل العنصري و الاستيطان، وكان رئيس "هيئة مقاومة الجدار والاستيطان" وليد عسّاف قد أعلن بدء العمل في 45 موقعاً في مناطق المصنفة "ج" وفق اتفاق أوسلو والواقعة بمحاذاة بوابات جدار الضم والفصل العنصري.
 

الزيتون القريب من المستوطنات هدف سهل لاعتداء المستوطنين

وحول معايير اختيار المناطق، أوضح منصور لـ" بوابة اللاجئين" أنّ حملة " إحنا معكم" تعمل في المزارع الأكثر قرباً من المستوطنات ومعسكرات جيش الاحتلال، والواقعة في الأراضي الممتدّة بين الحواجز العسكريّة، حيث يتعرّض المزارع هناك لخطر كبير، في ظل تزايد هجمات المستوطنين وسرقتهم للمحاصيل الزراعية.

وتدعم الحملة بالعنصر البشري، العديد من الهيئات الطلّابية والجمعيات النسوية والهيئات الزراعيّة، فضلاً عن العديد من النشطاء الأجانب من أوروبا واليابان وكوريا ودول أخرى، الذي يشكّل وجودهم أحد عناصر الفاعليّة الهامّة.

يقول الناشط خالد منصور: إنّ "الحملة استطاعت بناء علاقات دوليّة وجذب المتضامنين المؤمنين بعدالة قضيّتنا للوقوف معنا، الأمر الذي يعزز فعاليتها" موضحّاً أنّ الاحتلال يتأثر سلباً من وجود المتضامنين الأجانب والإعلام بجانب المزارع الفلسطيني.
 

"العونة" عمل تطوعي عريق

حمل كبير تواجهه كافة شقوق الحملة في كافة المناطق، لما تكتسبه من أهميّة كبيرة في دعم الفلّاح الفلسطيني وتعزيز صموده في وجه المستوطنين، الذين يمثّلون مخالب الجيش الاحتلال وفق تعبيرمنصور، الذي أكّد على الحاجة لـ"فزعة" تطوعية كبيرة لمساندته.

ويعمل المتطوعون لمدّة 6 ساعات يوميّاً في المزارع التي يقصدونها سيراً على الأقدام أو استخدام تراكتورات زراعيّة في حال توفّرت، نظراً لوعورة الطرق المؤديّة إليها.

يقول خالد منصور ذو الستين عاماً، أحد المتطوعين العريقين في حملات قطاف الزيتون: إنّ هذه الحملات تقليد اجتماعي تاريخي في فلسطين، وكان يجري قديماً تحت اسم " العونة" وهي أن يساعد الناس بعضهم البعض في قطاف الزيتون.

ويضيف منصور، أنّ اليوم اتخذت هذه "العونة" أهميّة أكبر لكونها شكلاً لمقاومة الاحتلال ومساعدة الفلّاح على مواجهة الاعتداءات على أرضه، وكافة الأساليب القذرة التي يتبّعها المستوطنون في التضييق على المزارع الفلسطيني، فالزيتون هو رمز عروبة فلسطين وتحته سقط شهداء كثر للدفاع عنه على مر التاريخ، لذلك يندفع المتطوعون من أجل الدفاع عن هذه الأيقونة الطبيعية.
 

الزيتون الأيقونة .. بحاجة إلى دعم متواصل

وتركّز الحملة على معاونة الفلاحين الأكثر ضعفاً، الذين تقع أراضيهم في مناطق قريبة من قطعان المستوطنين، "لإشعار الفّلّاح بأنّه ليس وحده، وله من أبناء شعبه حقّ الدفاع والحماية".

وفي هذا السياق، دعا منصور إلى توسيع العمل التطوعي المقاوم لتعزيز صمود الفلاح الفلسطيني.

ويشدد منصور أهميّة المشاركة الواسعة في هذه الحملات، لمواجهة هجمات المستوطنين، التي تشمل الاعتداءات المتكررة على المزارعين، وسرقة أكياس المحاصيل، وإشعال النار بالكروم، كما يقومون أحيانا بتسميم جذور الشجر المعمّر على مرأى من وتحت حماية جيش الاحتلال.

 

خاص

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد