صابر حليمة – لبنان

تزداد أوضاع مرضى السرطان الفلسطينيين في لبنان سوءاً، في ظل تردي الأوضاع المادية وعدم وجود أي جهة ترعاهم أو تحمل كامل تكاليف علاجهم الباهظة.

وما يهدد بتفاقم أوضاعهم سوءاً، إعلان 10 مستشفيات، من أصل 60 مستشفى توفر العلاج الكيميائي في لبنان، توقفها عن تزويد مرضى السرطان بجرعات العلاج.

ووفق جريدة "الأخبار" اللبنانية، فإن الأخطر في هذا الملف، أن هذه الجردة – أي المستشفيات-  غير نهائية، وأن العدد مرشح للارتفاع.

واقع المرضى بين سوء الأحوال المادية واليأس

ولكن واقع الحال سيء - قبل إعلان االمشافي إضرابها- في حال مرضى السرطان الفلسطينيين الذين يتلقون علاجهم في المشافي اللبنانية، نظراً لعدم وجود مشفى متخصص بأمراض السرطان للاجئين الفلسطينيين في لبنان.

وفي هذا السياق، كشف عضو الصندوق الخيري لمساعدة مرضى السرطان في مخيم نهر البارد شمالي لبنان، بشار نصار، أن ما بين 7 و10 مرضى بالسرطان توقفوا مؤخراً عن أخذ العلاج الكيماوي.

وحول الأسباب، أشار نصار، في اتصال مع "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، إلى أن السبب الرئيسي يكمن في سوء الأحوال المادية التي يعاني منها معظم المصابين، إذ إن تكاليف العلاج باهظة جداً، ولا تساهم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" إلا في النصف.

وعلى سبيل المثال، ذكر نصار أن ثلاثة مرضى في مخيم نهر البارد يحتاجون في الوقت الحالي إلى 24 مليون ليرة لبنانية شهرياً، بمعدل 8 ملايين ليرة للمريض الواحد، وذلك لتأمين تكاليف العلاج الكيماوي.

أما بالنسبة للضمان الاجتماعي التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، فأكد نصار أن 90 مريضاً مسجلين في الصندوق الخيري لمساعدة مرضى السرطان في مخيم نهر البارد، لم يساعد الصندوق أياً منهم في تكاليف الجرعات.

واستدرك نصار أن الصندوق يعطي 50 ألف ليرة لبنانية عند تعليق الجرعة فقط، ويساعد في نصف تكاليف صورة "بيت سكان PET Scan" وفي العمليات.

وهذا ما يناقض تصريح مصدر في الصندوق لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" في وقت سابق بأن الصندوق  يعطي 50% من تكاليف العلاج التي يتكبدها المريض بعد المساعدات التي يتلقاها "أونروا".

يضيف نصار الذي يساهم مع متطوعين في مخيم نهر البارد في تأمين مساعدات لمرضى السرطان، أن حالة من عدم الثقة في العلاج الكيماوي باتت تسيطر على أغلب المرضى، إذ إن غالبيتهم لا تشعر بنتيجة العلاج.

وربما يضاعف حالة اليأس التي باتت تسيطر على مرضى السرطاتن الفلسطينيين في مخيم حالات الوفاة التي تحصل بينهم رغم أخذهم للعلاج، ففي حادثة مؤلمة منذ أكثر من شهر، توفي الطفل أحمد السعدي (13 عاماً)، بعد معاناة مع مرض السرطان، حيث أبلغه الأطباء في بادئ الأمر أن السرطان ضرب إحدى رئتيه، ما يستدعي استئصالها.

وعقب العملية، تبين أنه انتقل إلى الرئة الأخرى، فاستئصل نصفها، ثم جميعها، ليدخل السعدي في غيبوبة توفق على إثرها في المستشفى الإسلامي بطرابلس.
 

 

أما حول توقف 10 مستشفيات عن إعطاء العلاج الكيماوي، فأكذ نصار أن لهذا آثار وتداعيات سلبية على المرضى الذين يحتاجون الجرعات بشكل منتظم.

توقف ابنها عن العمل .. فأوقفت العلاج

مرضى آخرون أخبروا موقعنا أنهم استفادوا من العلاج، لكنهم لم يكملوه لارتفاع تكاليفه، كاللاجئة الفلسطينية أمينة عمر،الت ي بدأت بأخذ العلاج الكيماوي منذ أواخر عام 2014، وقالت لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" إنه وبالرغم من الاستفادة من العلاج الكيماوي إلا أنها اضطرت لتوقيفه بسبب سوء الأحوال المادية.

وأوضحت عمر أن لديها ابناً وحيداً لديه 3 أولاد يعينها في التكاليف، لكنه ومنذ نحو شهر، توقف عن العمل، ما حال دون استمرارها بالعلاج.

وناشدت عمر، التي تعاني أمراضاً أخرى كهشاشة العظام والدسك والسكري والضغط، بمساعدتها، لأن الألم في تزايد مستمر وبصورة لا تطيق تحملها.

وأشارت عمر إلى أنها حين كانت تتلقى العلاج، كانت تستفيد من صندوق الضمان الفلسطيني بجزء من تكاليفه، لكنها كانت تحصل عليها بعد أشهر طويلة من تلقيها للجرعة الكيماوية، لذلك هي لا يمكنها المراهنة والاعتماد على ما يقدمه الصندوق.

يسرى الجنداوي، فلسطينية لجأت من سوريا إلى لبنان في ظل الأحداث، تعاني مضاعفات جراء العلاج الكياوي الذي لم يناسب جسمها.

وأشارت الجنداوي، لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، إلى أن الأطباء قالوا لها إن عليها الاستعاضة عن العلاج الكياوي بالعلاج الهرموني.

لكن المشكلة الرئيسية تكمن في تكاليف هذا العلاج الباهظ جداً، إذ وبحسب الجنداوي، فإن المبلغ المطلوب يصل إلى 5 آلاف دولار أمريكي شهرياً، تساهم "أونروا" في نصفه، ويتبقى 2500 دولار أمريكي، وهو مبلغ كبير لا تستطيع تأمينه.

ولدى سؤالنا عن دور الضمان الاجتماعي الفلسطيني، أوضحت أن اللاجئين الفلسطينيين القادمين من سوريا إلى لبنان، يتبعون لمكتب في سفارة السلطة الفلسطينية في بيروت.

وأردفت أن السفارة ساعدتها مرة واحدة بمبلغ 50 ألف ليرة لبنانية (أي ما يعادل 33 دولاراً) حينما كانت تأخذ العلاج الكيماوي، ولم تستقبلها في مرة أخرى حاولت الحصول فيها على المساعدة.

ويطالب مرضى السرطان الفلسطينيون في لبنان بمستشفى يتكفل بعلاجهم ويساهم في التخفيف من ثقل الأعباء.

ويشهد مخيم نهر البارد في طرابلس ارتفاعاً ملحوظاً في عدد مرضى السرطان، الأمر الذي يعزوه مختصون إلى آثار الحرب التي دمرت مخيمهم عام 2007 بين الجيش اللبناني وعناصر تنظيم "فتح الإسلام"

في وقت يعتبر فيه لبنان، وفق منظمة الصحة العالمية، أعلى دولة في غرب آسيا من ناحية الإصابات بمرض السرطان قياساً بعدد السكان، ومن ضمنهم اللاجئون الفلسطينيون المتوزعون على 12 مخيماً و 156 تجمعاً.

 

 

خاص - بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد