مخيم الجلزون - رام الله المحتلة 

في الصور أعلاه مُخيّم الجلزون، يقع تحديداً شمالي رام الله المُحتلّة وبمُحاذاته مُستوطنة "بيت إيل" التي أقيمت عام 1977 على أراضي الفلسطينيين في البيرة وعين يبرود ودورا القرع، ويعيش اليوم في المُخيّم أكثر من (11) ألف لاجئ مُسجّل لدى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" على مساحة لا تتعدّى ربع كيلو متر مربع.

يكاد لا يخلو بيت في مُخيّم الجلزون من أسيرٍ أو أكثر ما زالوا في سجون الاحتلال أو تحرّروا، وحسب اللجنة الشعبيّة للمُخيّم فإنّ أكبر أعداد للأسرى في الضفة المُحتلّة خلال الانتفاضتين "انتفاضة الحجارة وانتفاضة الأقصى" كانت في هذا المُخيّم، ولكن البطالة تنهش حياة الأسرى المحررين.

الأسير المُحرر محمد أبو شريف من مُخيّم الجلزون في حديثه لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" قال: إنّ أوّل اعتقال له لدى الاحتلال كان عام 1997 والثاني عام 2003 فيما الاعتقال الثالث عام 2004، ثم عام 2006 و2010، لكنه للأسف حين خرج من سجون الاحتلال لم يجد عملاً.

"نذهب إلى المؤسسات فحين يعلمون أننا أسرى لا يقبلون بتوظيفنا، نحن مهمّشون وللأسف السلطة الفلسطينيّة لا تُتابع أمور الأسرى، حيث يقضي الواحد منّا أربع سنوات إلى ست سنوات ويخرج دون عمل أو أي شيء يُذكر"، يقول أبو شريف.

فيما يتحدّث عبد الله شراكة والد الشهيد الطفل أحمد شراكة ونجله الآخر أسير، كما أنّ شقيقه شهيد، يقول لـ "بوابة اللاجئين" إنه يجب على الحكومة أن تُوفّر فُرص عمل للناس بدلاً من توزيع الأموال هنا وهناك، إذ إنّ قلّة فُرص العمل في المُخيّم تخلق المشاكل.

ويقول من جانبه حسين عليان نائب رئيس اللجنة الشعبيّة للمُخيّم، إنّ المُعتقل من أبناء المُخيّم يُحكم لأربع أو خمس أو عشر سنوات ومنهم (15) أو (16) عاماً أو أكثر، وحين يخرج يرى الأوضاع من فقر وبطالة وأنه سوف ينضم إلى صفوف العاطلين عن العمل، فهذه مُشكلة، وأن يكون في الاعتقال طوال هذه المُدّة ويخرج ليرى أنّ عائلته غير قادرة على تزويجه أو بناء منزل له، أو يضطر إلى طلب ثمن علبة السجائر أو مصروفه الشخصي من والده، فهذه أيضاً مُشكلة.

وحمّل عليان مسؤوليّة البطالة في صفوف الأسرى الجهات المسؤولة، قائلاً "لا أقول وكالة الغوث لأنها لا تعترف بالشق الوطني والأسرى، لكن من يتحمّل المسؤوليّة الجهة الوطنيّة وهي الحكومة وسلطتنا الوطنيّة، هي من تتحمّل مسؤوليّة هذا الجيش من الأسرى الذين يخرجون لينضمّوا إلى صفوف البطالة."

وفي تقريرٍ سابق نشرته "بوابة اللاجئين" قبل نحو عامين حول مُخيّم الجلزون، أشار الأهالي إلى أنّه بسبب مستوطنة "بيت إيل" يعتقل الاحتلال كعام العشرات الذين رفضوا التأقلم مع وجودها، بالإضافة لاستشهاد وإصابة آخرين بسببها.

ولطالما شكى سكان المُخيّمات في الضفة المُحتلّة من انعدام فُرص العمل إن كان بفعل الاحتلال الذي يُحاصر خيارات الفلسطينيين أو التهميش من قِبل الجهات المسؤولة، والاتهام الدائم الذي يُلاحق اللاجئين في المُخيّمات بأكملهم والذي يختلقه كل من يرغب بتبرير رفضهم ونفيهم، وهو مُضاعف للأسرى وعائلاتهم تخوّفاً من أفعال الاحتلال وانتهاكاته بحق كل من له صلة بهم، فيُصبح الأسير أو الشهيد وعائلته منفيّاً داخل منطقة سُكناه التي كان من المُفترض أن تكون مؤقّتة حتى عودته إلى دياره الأصليّة التي شُرّد منها بفعل النكبة عام 1948.

وعلى الرغم من صعوبة الحياة وتقبّلها واستيعابها والتأقلم مع مُستجداتها لمن يخرج من سنوات في زنازين الاحتلال، إلا أنّ ما يُقابَل به الأسرى من رفض وفُقدان الاحتضان المُجتمعي، يُضاعف هذه المأساة التي تتجاهلها كافّة الجهات المسؤولة، وفي حال الأسرى من مُخيّمات اللاجئين باتت المأساة أكبر كونهم لا يملكون شيئاً بالفعل ويعيشون حياةً مؤقّتة منذ أكثر من سبعين عاماً، وفي مُخيّم الجلزون يتعرّض الأهالي لمُواجهةٍ يوميّة مع الاحتلال الذي يُحيط بالمُخيّم، حيث تقتحم قوّاته المُخيّم بشكلٍ شبه يومي، لتخرج بالعشرات من سكّان المُخيّم، بالإضافة للمُضايقات والتنكيل اليومي على مدخل المُخيّم والاعتداء على طلبة
المدارس.

شاهد الفيديو 

 
خاص - بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد