البقاع اللبناني
 

تفاجاً اللاجئون الفلسطينيون المهجّرون من سوريا إلى لبنان، والقاطنون في مناطق البقاع اللبناني، صباح اليوم الخميس 26 كانون الأوّل/ ديسمبر، من عدم تمكّنهم سحب مبلغ معونة الشتاء الذي جرى صرفه من قبل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" للاجئين المهجّرين، عبر بطاقة الصرّاف الآلي الخاصة بالمعونات.

الناشط الفلسطيني المهجّر من سوريا والمقيم في مخيم الجليل بمدينة بعلبك البقاعية، بسّام جميل، أوضح في حديث لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين"أنّ العائلات اللاجئة اندفعت لقبض مخصص معونة الشتاء الذي أعلنت "أونروا" عن صرفه صباح اليوم، لتتفاجأ بأنّ معظم الصرّافات في نطاق مدينة بعلبك ومحيطها خارج الخدمة.

وأضاف جميل، أنّ عدداً من العائلات المقيمة في بعلبك اضطرّت للذهاب إلى منطقتي زحلة وشتورة، لقبض معوناتها، إلّا أنها لم تفلح بذلك، مؤكّداً أنّ الصرافات التي هي داخل الخدمة، بدت فارغة من النقود، أو مخصصة لبطاقات قوى الأمن والجيش، بينما البطاقات الخاصّة باللاجئين لم تمكّنهم من سحب مستحقاتهم.

ونبّه الناشط اللاجئ، إلى أنّ الأوضاع لا تحتمل المزيد من التأخير، نظراً لما يمكن أن يجّره على اللاجئين المهجّرين من تبعات عديدة، خصوصاً مع اشتداد العواصف في منطقة البقاع، واعتماد العائلات على قيمة المعونة لشراء مستلزمات التدفئة، مؤكّداً أنّ معظم العائلات تعيش حالة إفلاس، وغير قادرة على قطع مسافات طويلة لقبض معوناتها.

كما لفت في حديثه لموقعنا، أنّ هذه الأزمة ليست الوحيدة  أو تتعلق فقط بمعونات الشتاء،إنما هي أزمة تتكرر بأشكال مختلفة بشكل شهري في بعض المناطق، مع حلول موعد المعونات الشهريّة العادية؛ فالأمر يتعلّق بصعوبة الوصول إلى البنك المخصص لقبض المعونة، موضحاً أنّه في معظم الأحيان لا يستطيع اللاجئون قبض معوناتهم سوى من البنك البحر المتوسط الذي تتعامل معه وكالة " أونروا"، ما يضع صعوبات أمام اللاجئين المقيمين في مدينة بعلبك، حيث لا وجود لفرع له فيها، ما يضطر اللاجئين لقطع مسافات طويلة باتجاه زحلة أو سواها، ودفع أجور نقل ومواصلات، تشكّل فعليّاً فارقاً في معيشتهم.

ونقل جميل انتقادات العائلات الفلسطينية المهجّرة من سوريا، لوكالة "أونروا" ومطالباتها بإيجاد حلول عاجلة  لتوزيع المساعدات الماليّة على اللاجئين، بمعزل عن تعقيدات المصارف في ظل الأزمة التي تشهدها البلاد، لتجنيب اللاجئين تبعات هذه التعقيدات على واقعهم المعيشي، والتي بدأت بالفعل إلى جانب العجز عن قبض المعونات، قضم نحو ثلث قيمتها الشرائيّة بسبب تباين سعر الصرف الرسمي للدولار الذي تعتمده البنوك، مع سعره في سوق التداول الحر، ما أفقد اللاجئين فرق غلاء الأسعار في الأسواق وفق ما أكّد.

و تصرف وكالة "أونروا" شهريّاً مبلغ 100 دولار أمريكي لكل عائلة فلسطينية مهجّرة من سوريا كبدل إيواء، إضافة إلى 27 دولاراً بدل طعام لكل فرد من أفراد الأسرة، يجري استلامها عبر الصرّاف الآلي بالعملة اللبنانيّة بقيمة سعر الصرف الرسمي المحدد بـ1500  ليرة لكل دولار، في حين يتراوح سعر الصرف في السوق التداول الحر بين 1700 إلى 2020 ليرة لبنانية للدولار الواحد، ما دفع اللاجئين لمطالبة الوكالة بإيجاد حلول تجنّبهم خسارة قيمة المعونات التي تشكّل على قلتها الداعم الأساس لمعيشتهم وفق ما أظهر تقرير نشره "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، في وقت سابق.

خاص

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد