تقرير صابر حليمة

 

ساعات وتعلن الإدارة الأمريكية فحوى الشق السياسي من "صفقة القرن"، دون اكتراث لأي من الاتفاقيات الدولية أو القرارات الأممية أو حتى الرفض الفلسطيني المستمر.

لكن الأنظار تتجه نحو رد الفعل الفلسطيني، خصوصاً وأن التهديدات وصلت إلى التلويح  بـ "حل السلطة الفلسطينية" و"الانسحاب من اتفاقيات أوسلو"..

كما دعا رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، قادة حركة حماس في الضفة الغربية إلى المشاركة في اجتماع طارئ، مساء اليوم الثلاثاء، في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، بينما طلبت وزارة الخارجيةعقد اجتماع طارئ السبت القادم، لمجلس جامعة الدول العربية، على مستوى وزراء الخارجية، لمناقشة "صفقة القرن" الأمريكية.

 

المطلوب إنهاء الإنقسام ووضع خطة تنفيذية للقرارت المتخذة

وفي هذا السياق، أوضح مسؤول دائرة البحوث في المركز الفلسطيني للبحوث والدراسات الاستراتيجية، والمحلل السياسي، خليل شاهين، أن السلطة الفلسطينية لم تتخذ حتى الآن أي إجراء عملي ضد "صفقة القرن".

وأشار، في حديث مع "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، إلى أن الإجراءات التي يمكن أن تتخذ رداً على إعلان "الصفقة" لا تحتاج إلى نقاش، لأنه جرت مناقشتها في المجلس المركزي منذ عام 2015، كما أنها كانت محل تباحث خلال السنوات القادمة.

وشدد أن الحاجة اليوم تكمن في وضع خطة تنفيذ لتلك القرارات.

وكان المجلس المركزي قرر في دورته العادية السابعة والعشرين عام 2015، "وقف التنسيق الأمني بأشكاله كافة مع سلطة الاحتلال الإسرائيلي  في ضوء عدم التزامها بالاتفاقيات الموقعة بين الجانبين".

ودعا شاهين إلى إنهاء حالة الانقسام الداخلي وإعادة تفعيل المؤسسات الوطنية، إلى جانب الدعوة إلى اجتماع تحضره الفصائل الفلسطينية كافة، بهدف وضع خطة شاملة لإسقاط مخطط ترامب.
 

دور اللاجئين يتعمّق مع "محدودية" خيارات السلطة

بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي، أحمد رفيق عوض، إن هناك انتظاماً في المواقف بين السلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني، ولكن "السؤال هو: هل تذهب السلطة بعيداً في بلورة هذا الرفض إلى أفعال جذرية؟".

لم ينف عوض أن السلطة ستقدم على التصعيد، لكنه استبعد أي خطوات جذرية من قبيل "حل السلطة" أو "الانسحاب التام من اتفاقات أوسلو"، موضحاً أن "السلطة لا تجرؤ أو تستطيع حل مفسها والذهاب للاشتباك التام مع الاحتلال الإسرائيلي".

أما عن دور الشتات، فأشار عوض إلى أن اللاجئين الفلسطينيين هم الرد على "صفقة القرن"، وذلك عبر تنظيم الجهود وخلق جبهات نخبوية في الأمكنة التي يتواجدون فيها.

واعتبر عوض أن "دور الـ 8 ملايين لاجئ فلسطيني يزيد ويتعمّق أكثر فأكثر في ظل الخيارات المحدودة أمام السلطة الفلسطينية".

يذكر أن فلسطينياً أصيب اليوم الثلاثاء بالرصاص الحي والعشرات بالاختناق، في أماكن متفرّقة في الضفة الغربية المحتلة، وقطاع غزة المُحاصر، وذلك خلال مواجهات مع قوات الاحتلال، احتجاجاً على "صفقة القرن".

وكانت لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية دعت لاعتبار يومي الثلاثاء والأربعاء، أيام غضب في جميع الساحات، مطالبةً جماهير الشعب الفلسطيني للخروج إلى الشوارع والميادين في مسيرات حاشدة.

خاص

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد