فلسطين المحتلة
 

لا تزال الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة تعيش حالة من التوتر الشديد جراء إجراءات الاحتلال واعتداءاته المتواصلة، والتي ارتفعت وتيرتها أمس الخميس لتشهد نقاط مواجهات عدة مع الاحتلال أسفرت عن ثلاثة شهداء، بالإضافة إلى شهيد وأسير خلال 3 عمليات استهدفت الاحتلال في القدس ورام الله.

وفي وقت منعت فيه قوات الاحتلال المصلين من الداخل المحتل من الوصول إلى المسجد الأقصى، أعلن جيش الاحتلال رفع حالة التأهب في الضفة الغربية خوفاً من المزيد من العمليات.

 وزعمت صحيفة "يديعوت أحرونوت" نقلاً عن "مصادر فلسطينية وصفتها بالرفيعة " أن "التنسيق الأمني لم يتضرر"، بالرغم من إطلاق جنود الاحتلال النار على الشرطي الفلسطيني الشهيد طارق بدوان أمس في جنين شمالي الضفة.

واستشهد خلال اليومين الماضيين، 4 فلسطينيين برصاص الاحتلال خلال مواجهات في الضفة والقدس، فيما أصيب عشرات تجاوز عددهم 80،  وفي المقلب الآخر أصيب نحو 16 جندياً إسرائيلياً في عملية دهس في سلوان.
 

منع المصلين من الوصول إلى المسجد الأقصى

وعلى الرغم من إجراءات الاحتلال التضييقية التي حاول من خلالها عرقلة وصول المصلين من الداخل المحتل عام 1948، أدى آلاف المصلين صلاة الفجر في المسجد الأقصى المبارك بالقدس المحتلة.

ومنعت شرطة الاحتلال حافلات تنقل مصلين من الجليل والمثلث من التوجه إلى المسجد الأقصى فجر اليوم الجمعة، وأعادتها إلى البلدات التي انطلقت منها.

وأكد مصلون على أنه لا يحق لشرطة الاحتلال القيام بهذه الممارسات، واعتراض حرية العبادة، واتهموها بممارسة العقاب الجماعي.، فيما نقلت وسائل إعلام عبرية عن الشرطة زعمها أن هؤلاء المصلين "هم جهات تحريضية يمكن أن يتسببوا بانعدام الهدوء".

وشهدت القدس القديمة وأبواب الأقصى انتشاراً كثيفاً لقوات الاحتلال، التي اعتقلت المرابطة عايدة الصيداوي من أمام الأقصى، فيما اعتدت على المرابطة خديجة خويص وابنتها شفاء ونظام أبو رموز أمام باب حطة بالبلدة القديمة.

في غضون ذلك، اندلعت مواجهات عقب اقتحام  قوات الاحتلال مخيم شعفاط، حيث أطلقوا القنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع، فيما استخدم الشبان الألعاب النارية.

وتتزامن هذه التطورات مع إعلان جيش الاحتلال، مساء أمس الخميس، رفع حالة التأهب والاستنفار والدفع بتعزيزات عسكرية إلى الضفة الغربية المحتلة.

 

الاحتلال يعلن اعتقال "منفذ عملية الدهس"

وكانت سلطات الاحتلال قد أعلنت مساء أمس، اعتقال شاب ادّعت أنه منفذ عملية الدهس في القدس المحتلة، وذلك بعد ساعات من عمليات البحث والتمشيط.

وذكرت وسائل إعلام عبرية أن جيش الاحتلال اعتقل "المنفذ" قرب مفترق "غوش عتصيون"، دون أن تورد مزيداً من التفاصيل.

وقال موقع "يديعوت أحرونوت" العبري إن "المهاجم فلسطيني يبلغ من العمر 25 عاماً"، فيما تداول ناشطون فلسطينيون علة مواقع التواصل الاجتماعي ان اسم المعتقل الفلسطيني سند طرمان، وذكروا أن آخر ما كتيه على صفحته في مواقع التواصل الاجتماعي عبارة "وجدت أجوبتي" مهنئين إياه على هذه العملية البطولية، ومثمنين خطوته هذه في الرد على اعتداءات الاحتلال بحق الفلسطينيين، في الوقت الذي لم تقم فيه أي من الفصائل الفلسطينية بعملية واحدة، خاصة بعد الغعلان عن الخطة الأمريمية للتسوية المسماة "صفقة القرن" والتي تغيّب الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني في أرضه ومقدساته وثرواته.

ونقلت "رويترز"، في وقت سابق، عن "خدمة إسعاف نجمة داود الحمراء" التابعة للاحتلال، أن أحد المصابين الـ 16 نُقل إلى المستشفى مصاباً بجروح بالغة، فيما أصيب آخر بجراح متوسطة.

وفي حيفا، داهمت شرطة الاحتلال منزل عائلة الشهيد شادي بنا واعتقلت شقيقيه، منفذ عملية إطلاق النار على جندي صهيوني بالقرب من باب الأسباط في المسجد الأقصى المبارك.

 وذكرت وسائل إعلام عبرية أن شرطة الاحتلال داهمت منزل عائلة الشهيد ومحله المتخصص في بيع الورود في حيفا وفتشتهما واعتقلت شقيقيه وحولتهما للتحقيق.

 

 

كوشنر يحمّل عباس "جانباً من المسؤولية عن احتدام العنف"

إلى ذلك، قال جاريد كوشنر، مستشار ترامب البارز ومهندس "صفقة القرن"، إن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس "يتحمل جانباً من المسؤولية عن احتدام العنف".

وأضاف، بعد دقائق من إطلاعه سفراء مجلس الأمن الدولي على تفاصيل "صفقة القرن": "أعتقد أنه يحمل مسؤولية... هو يدعو لأيام غضب كنوع من الرد، بل وقال ذلك حتى قبل أن يرى الخطة".

وأشار إلى أنه التقى أربع مرات مع عباس شخصياً أثناء صياغة الخطة "لكنهم اختاروا ألا يجتمعوا معنا مرة أخرى".

وزعم أن "القيادة الفلسطينية لديها تاريخ طويل في دفع الأموال لعائلات الإرهابيين والتحريض على الانتفاضات عندما لا تسير الأمور كما تريد"، مضيفاً "أعتقد أنّ المجتمع الدولي سئم هذا السلوك".

 

وسائل إعلام عبرية: "التنسيق الأمني لم يتضرر"

وفي سياق آخر، نقلت صحيفة "يديعوت احرونوت" عن ما سمتها "مصادر فلسطينية رفيعة المستوى"، أنه وعلى الرغم من جريمة قتل أحد عناصر الأمن الفلسطيني بدم بارد في جنين الليلة الماضية على يد جيش الاحتلال، إلا أن التنسيق الأمني لم يتضرر.

ونقلت عن المصادر قولها: إن التنسيق مستمر ولا يمكن التخلي عنه إلا  كحل أخير، وكآخر الدواء في قائمة العقوبات الفلسطينية ضد "إسرائيل"، بحسب ما أوردته الصحيفة.

وأضافت المصادر باأن وقف التنسيق الأمني سيؤدي الى نهاية العلاقات مع " إسرائيل" وبالتالي فيتم التعامل مع هكذا خيار بانتباه شديد.

وذكرت المصادر أن "إمكانية وقف التنسيق بشكل كامل ضعيفة ومن شأنها أن تتحقق حال إعلان إسرائيل عن ضم أجزاء من الضفة الغربية".

وأمس حرّض رئيس أركان جيش الاحتلال أفيف كوحافي جنود جيشه ضد الفلسطينيين، معطياً إياهم تعليمات مباشرة بالاعتداء على الفلسطينيين بقوله: "الحجر، الزجاجة الحارقة، البالون الحارق، كل هؤلاء تعد إرهاباً"

وأضاف كوخافي بأن جيشه يركز عمله على الساحة الفلسطينية منذ أسابيع وسيحسم كل هذه التهديدات، بحسب زعمه.

 جاء ذلك خلال زيارة له برفقة قائد قيادة المنطقة الوسطى "نداف فادن"، لمنطقة بيت لحم  التي شهدت مواجهات حامية، ولمقر قيادة اللواء المناطقي عتسيون، والتقى بقائد فرقة الضفة الغريبة ينيف الآلوف ،وكذلك بقائد لواء عتسيون دافيد شبيرا وقيادات أخرى.

متابعات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد