ميرنا حامد – مخيم عين الحلوة

 

الإصرار الفلسطيني على مواجهة أمواج الحياة القاسية التي تتخبط باللاجئين الفلسطينيين في مخيمات لبنان يبقى نصب أعين هؤلاء اللاجئين في سبيل العيش بكرامة، في بلد أجبروا على اللجوء القسري إليه عام 1948.

وفي ظل تفشي معدلات البطالة وتجاوزها حاجز 65 % في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، تظهر مبادرات فردية عدة لدى الشباب الفلسطيني من أجل كسب الرزق، "ديلفري سوق الخضار" في مخيم عين الحلوة بصيدا جنوبي لبنان واحدة منها.

تقوم فكرة هذا العمل على جمع احتياجات المتصلين عبر الهاتف، والتسوق عوضاً عنهم في سوق المخيم المعروف ببضاعته الجيدة وأسعاره الزهيدة نسبة للجوار، مقابل مبلغ مالي بسيط، هو ربح صاحب الفكرة الشاب عبد الله اسماعيل ومساعديه.

ورغم أن العامل الاقتصادي البحت، هو من دفع عبد الله إلى ابتكار هذه المبادرة، بعدما توقف عن العمل في شركة لتلحيم الحديد، إلا أنها تحمل في طياتها جانباً مفيداً يعم على المخيم، بتنشيط الحركة الشرائية فيه، وإعادة استقطاب الزبائن من خارج المخيم، عبر توصيل بضائع المخيم إلى الزبائن بأقل الأسعار.

وفي حديث لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" قال عبدالله اسماعيل صاحب المبادرة: "خفت حركة البيع في سوق الخضار بنحو 90%"، بعد الأحداث الأمنية  أواخر عام 2018 في مخيم عين الحلوة فقدنا عدداً كبيراً من الزبائن من خارج المخيم، وأصبحت أوضاعنا الاقتصادية سيئة جداً، وازداد الوضع سوءاً بعد إجراءات وزارة العمل اللبنانية بمعاملة اللاجئ الفلسطيني كالأجنبي بخصوص العمل، وما تبعها من حراك شعبي في المخيمات لا سيما في مخيم عين الحلوة"   
 

أسعار زهيدة و فرصة عمل

وأضاف: "الكثير من الزبائن تحب شراء البضائع من مخيم عين الحلوة نسبة لجودة البضاعة ورخص الأسعار فيه، حينها فكرت كيف أقرب بين سوق الخضار والزبائن خارج المخيم، بدأت بفكرة ديلفري سوق الخضار منذ حوالي شهرين عبر إطلاق صفحة خاصة على موقع الفيسبوك، وكنت آخذ البضاعة من التجار بأسعار رخيصة كالخضار والفاكهة واللحوم والدجاج. وبعد اعتراض عدد كبير من الزبائن على غلاء بعض الأسعار، قررت فتح محل خاص بي لأبيع البضاعة بأسعار أقل تناسب أوضاع الزبائن الاقتصادية".

وتابع: "بفضل الله سبحانه وتعالى تلقيت أصداء إيجابية جداً واشترك بالصفحة آلاف الزبائن، وتلقيت طلبات من مختلف المناطق في صيدا وضواحيها، وذلك يعود لرخص الأسعار وجودة البضاعة، وكلفة الديلفري المتدنية وهي ألفي ليرة لبنانية في مختلف مناطق صيدا، وألف ليرة فقط داخل أحياء مخيم عين الحلوة".

ونوه اسماعيل إلى أن "فكرة الديلفري لها ايجابيات عدة وهي تحسين الأوضاع الاقتصادية لتجار المخيم، وترخيص الأسعار على الزبائن، إضافة إلى تحسين واقع العمل لبعض الشباب الذين يعانون من البطالة عبر تشغيلهم في توصيل البضائع إلى الزبائن".

 أصداء جميلة

"ديلفري سوق الخضار" لاقى ترحيباً لدى الزبائن، خاصة أهالي مخيم عين الحلوة الذين باتوا يتسوقون من مختلف محلات سوق الخضار عبر هواتفهم وهم داخل بيوتهم.

  محمد أبوجاموس أحد المشجعين لمبادرة "ديلفري سوق الخضار يقول " لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" إن "فكرة ديلفري سوق الخضار ساعدتنا بشكل كبير، فكنت أذهب بنفسي لشراء الأغراض التي تحتاجها أمي".

ورأى أن "هذه المبادرة جيدة فأصبحت مرتاحاً من هذا العبء، بحيث تصلنا أفضل البضائع بأسعار رخيصة، كما أن هناك أشخاصاً لا تستطيع الذهاب إلى السوق لأسباب مختلفة، باتت تستطيع الآن عبر دفع مبلغ بسيط للديلفري نحصل على جميع البضاعة التي تريدها".

 

شاهد الفيديو
 

خاص

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد