خاص- بوابة اللاجئين الفلسطينيين

أصدرت السلطات الألمانية قراراً يمنع الكاتب الفلسطيني، خالد بركات، من دخول أراضيها مدة أربع سنوات.

وجاء القرار بعد ستة شهور على رفضها تجديد إقامته وإجباره على الخروج من البلاد.

وفي حديث مع "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، أكد بركات، أن قرار السلطات الألمانية جزء من الهجمة على الشتات ودور الشعب الفلسطيني في الخارج، مشيراً إلى زيف الديمقراطية الألمالية. 

وشدد أن القرار الألماني لم يتضمن مخالفة واحدة منه، لا أمنياً ولا قانونياً، ولكن "الموضوع كله من أوله إلى آخره في 24 صفحة، هي مواقفي حول حق العودة والتحرير وعدم الاعتراف بشرعية الكيان الصهيوني".
 

دور أساسي لـ "اللوبي الصهيوني"

وفي هذا الصدد، أوضح بركات أن اللوبي الصهيوني في ألمانيا يلعب دوراً أساسياً في إصدار هكذا قرارت، وتحديداً ما تسمى وزارة الشؤون الاستراتيجية في كيان الاحتلال، حيث نظمت حملة ضخمة ضده منذ شهور.

وبحسب بركات، فقد اعتمدت السلطات الألمانية على استراتيجية جديدة مؤلفة من 80 صفحة، بعنوان "إرهابيون ببدلات"، تستهدف عبرها حركة المقاطعة، وتحاول الربط بينها وبين المقاومة الفلسطينية، تحديداً حركة حماس والجبهة الشعبية.

وأشار بركات إلى أن اسمه ذكر في التقرير المذكور أكثر من مرة.

 أما الحملة الثانية التي شنت ضده، فكانت عقب زيارته مقر الاتحاد الاوربي.

وأوضح بركات أن ألمانيا تريد أن تكون صهيونية أكثر من الصهاينة، إذ تعتبر، على سبيل المثال، أن "عدم الاعتراف في حق إسرائيل في الوجود تهمة كافية لشخص بأنه معاد للسامية، بينما يوجد يهود يقولوا هذا الكلام داخل الكيان ولا يجري معاقبتهم!".
 

حملة استباقية للحد من دور اللاجئين الفلسطينيين في أوروبا

وحول الأهداف الكامنة وراء حظر دخوله إلى ألمانيا، لفت بركات أن كل صوت فلسطيني أو مناصر للقضية الفلسطينية، يثير مخاوف السلطات الألمانية ومن ورائها حليفها الإسرائيلي، وهذا الخوف نابع من وجود كتلة شعبية فلسطينية كبيرة اليوم في أوروبا.

واعتبر أن "هذه الحملة هي استباقية، بمعنى أنها تسعى إلى الحد من دور اللاجئين وخاصة الجيل الشاب".

وأوضح بركات أن الطلبة الفلسطينين كانوا في السنوات الماضية يأتون لأوروبا للدراسة، لكن، وبسبب حالة التهجير، خاصة خلال العشر سنين الاخيرة، ارتفع عدد العرب في ألمانيا خصوصاً، وأوروبا بشكل عام.

وأضاف: "هم ينظرون إلينا باعتبارنا خطر.. إذا تنظمنا، إذا توحدنا، إذا بدأنا نشارك بالعمل السياسي العام، إذا بدأنا ننخرط في أحزاب تقدمية ويسارية.. كل هذه الأمور بالنسبة للحركة الصهيونية هي مخاوف".

 

دور للسلطة الفلسطينية؟!

و لم ينف بركات مشاركة السلطة الفلسطينية، في عملية التحريض ضده من خلال أبواق محلية لها.

و في ذات الوقت، أكد أن السلطة تشارك أساساً في الحملات ضد اللاجئين الفلسطينيين في الاغتراب، من خلال تخليها عن مسؤوليتها تجاههم، إذ لا دور بتاتاً للسفارات في الدفاع عن اللاجئين الفلسطينيين، وهي عملياً لا تمثل الشعب الفلسطيني في الشتات.

عدم التمثيل هذا، بحسب بركات، ينكشف كل ما علا صوت الفلسطينيين في الخارج، لافتاً أن "كل ما تحقق من إنجازات وطنية صنعه شعبنا في الشتات: تأسيس المنظمة، مؤسسات شعبنا كلها، العمل الفدائي.."

وأوضح بركات أن دور اللاجئين صودر بعد التوقيع على اتفاقيات أوسلو، واليوم، بعد 25 سنة على تلك الاتفاقيات، ولد جيل جديد، في المنفى وفي الوطن، وكلاهما لا يثقان بالسلطة الفلسطينية ونهجها، وهنا يكمن خوف السلطة، التي "تريد تكريس مفهوم مشوه عن "الدولة" وأن تجعل دور الشتات مسانداً لهذه "الدولة "، أي تجعل من الفلسطينيين في الخارج مجرد مغتربين لا دور لهم مطلوب ان يكونوا بقرة حلوب وفقط.."

 

 أسلوب التخويف والتهديد .. إسرائيلي بامتياز

يؤكد الكاتب الفلطسيني أن هذه الحملات ضده وضد أي فلسطيني في أوروبا يرفع صوته عالياً ضد الاحتلال الإسرائيلي، جزء من سياسة إسرائيلية قديمة – جدية اعتمدت سابقاً على الاغتيالات فيما تفضل اليوم التخويف وتشويه السمعه.

 ويذكّر بركات أن عملية التصفية التي جرت في سنوات ماضية بحق فلسطينيين في أوروبا  استهدفت بالدرجة الأساسية ما اسمته، غولدا مائير "الرؤوس الحامية"، أي مجموعة كبيرة من المثقفين في أوروبا.

وأوضح بركات أن هذه لم تكن صدفة، بل هدفت إلى تفريغ الحركة الوطنية والثورة من أي صوت ثوري، ولكن الاحتلال اليوم، يفضل الحصار، الطرد من العمل، تشويه السمعة، الاعتقال، "لكن بمجرد أن تنهض حركة ثورية حقيقية في الشتات لا شك عندي في أن العدو سيعود إلى عمليات التصفية والاغتيالات".

وأكد أن هناك تهديد واضح وعلني من العدو أنه سوف يستهدف قيادة حركة المقاطعة.

وكشف بركات برلين "قلعة للحركة الصهيونية"، مشيراً إلى أن الحملة اشتدت عليهم بسبب استضافة مناضلات من الأرض المحتلة، مثل رسمية عودة ودارين طنطور وأسيرات محررات.

وقال بركات إن "التقرير الصادر عن السلطات الألمانية ذكر ما قلته في تأبين باسل الأعرج"، كاشفاً أن اسم الشهيد باسل الأعرج تكرر أكثر من مرة، إلى جانب أسماء قادة الحركة الأسيرة.

وعاد بركات في الختام للتذكير بأن هذه الحملات جميعها تأتي بسبب الخوف من تنامي دور الشتات، لأن الخيار المتاح أمامهم هو التخويف.

وكانت الشرطة الألمانية اعتقلت بركات في شهر حزيران/يونيو من العام الماضي، خلال توجهه للمشاركة بندوة في برلين هدفت للحديث عن "صفقة القرن" تحت عنوان "أزمة المشروع التحرري الفلسطيني وآفاقه العربية"، وقد أُمهل بركات في حينه شهر واحد لمغادرة ألمانيا.

خاص

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد