مصر تغرق نفق تجاري بين قطاع غزة والأراضي المصرية.. وفقدان أربعة فلسطينيين

الأربعاء 30 نوفمبر 2016
مصر تغرق نفق تجاري بين قطاع غزة والأراضي المصرية.. وفقدان أربعة فلسطينيين
مصر تغرق نفق تجاري بين قطاع غزة والأراضي المصرية.. وفقدان أربعة فلسطينيين

قطاع غزة - بوابة اللاجئين الفلسطينيين

تستمر طواقم الدفاع المدني الفلسطيني بالعمل لليوم الرابع على التوالي في عمليات بحث مكثفة عن أربعة عمال فلسطينيين فُقدوا عقب إغراق نفق تجاري بين قطاع غزة المحاصر ومدينة رفح المصرية فجر الأحد 27 تشرين الثاني.

وحسب مصادر فلسطينية، فإنه عقب ضخ الجيش المصري لكميات من مياه البحر إلى المنطقة الحدودية بين مصر وفلسطين، انهار عدد من الأنفاق القديمة، وحوصر أكثر من 20 عاملاً بينما اختفى أكثر من أربعة كانوا داخل أحد الأنفاق.

الأربعة المفقودون هم الشقيقان عماد (22) عاماً وعلي بدوي (45) عاماً، وسامي الطويل (32) عاماً، ومحمد بدوي (21) عاماً، وهم من سكان مخيمي الشابورة للاجئين في رفح جنوبي قطاع غزة، ومخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة.

وذكرت مصادر أن "الشبان الأربعة دخلوا النفق، وبعد نزولهم بقليل، سمعنا صوت أحدهم يصرخ مية.. في مية، وبعد ذلك اختفى صوته تماماً"، وأضافت "الصوت كان لأقرب شخص فيهم على الجانب الفلسطيني، وبعد سماع الصوت توجّه ثلاثة أشخاص للنفق لمعرفة ما الذي يجري هناك، إلا أنهم هربوا سريعاً حين شاهدوا المياه وهي تندفع باتجاه الجانب الفلسطيني".

تقدّم جيش الاحتلال قبيل انسحابه عام 2005 باقتراح حفر ممر مائي "ممر فيلاديلفيا المائي" بين القطاع ومصر بعمق 20 متراً وعرض 60 إلى 80 متراً لمنع حفر الأنفاق، على طول "ممر فيلادلفيا" الفاصل بين الأراضي المصرية والفلسطينية، لكن حكومة الاحتلال رفضت هذا الاقتراح آنذاك خوفاً من انتقادات المجتمع الدولي.

نهاية عهد الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك أمر بإنشاء جدار فولاذي عازل على الحدود مع وجود أنبوب يحقن في باطن الأرض لتدمير الأنفاق، إلا أنه مع ثورة "25 يناير" في مصر وقف العمل بشكل مؤقت، ثم واصل الجيش المصري عام 2013 موجات متتالية لتطهير سيناء من الجماعات المسلحة، تخللها عمليات تمدير متتالية للأنفاق.

وبدأت قوات الجيش المصري منذ عهد الرئيس السابق محمد مرسي، وتحديداً في شباط من العام 2013، سياسة إغراق المنطقة الحدودية الفاصلة بين مصر وغزة.

وفي ذلك الحين قالت قيادات سياسية من بينها مرسي ومستشاره للأمن القومي عصام الحداد لوسائل إعلام، أن عملية هدم الأنفاق تأتي مدفوعةً بمتطلبات الأمن القومي، وحرصاً على عدم تهريب الأسلحة من القطاع إلى شبه جزيرة سيناء، وكان الحداد قد صرّح لوكالة "رويترز" في ذلك الحين، قائلاً: إن وضع الحدود المستقر وفتح المعبر بصفة مستمرة يسمحان بدخول السلع التجارية إلى القطاع، مشيراً إلى أن ذلك يدفع في اتجاه إغراق الحدود.

ومنذ أغسطس 2013 عقب الإطاحة بمرسي، تسارعت وتيرة هدم وإغراق الأنفاق الحدودية إذ أشارت بعض التقديرات إلى أن عدد الأنفاق المهدمة قد تعدّى 2000 نفق.

وحفرت مصر خلال فترة حكم عبد الفتاح السيسي عام 2015 بركاً مائية بطول 14 كم بقصد تدمير 1000 نفق يخترق حدودها الشرقية، وبدأ الجيش المصري في 18 أيلول 2015 بضخ كميات كبيرة من مياه البحر المتوسط، تم نقلها عبر مواسير مياه في المنطقة الحدودية المحاذية لمصر جنوبي مدينة رفح في قطاع غزة، وكانت وسيلة جديدة للقضاء على الأنفاق الممتدة بطول 14 كم، ما أدى إلى تحويل الأنفاق إلى برك ممتدة.

وحتى عام 2015 دمّرت مصر قرابة ثلاثة آلاف نفق تهريب حدودي، وكانت قد أعلنت في تشرين الأول من عام 2015 عن إقامة منطقة حدودية عازلة بطول الشريط الحدودي الفاصل بين الأراضي المصرية وقطاع غزة، بعمق يزيد عن 1500 متر مرشح للزيادة إلى 3000 متر.

وكالات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد