ميرنا حامد – مخيم عين الحلوة
 

ما إن انقضت فترة إغلاق سوق الخضار الرئيسي في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين بمدينة صيدا، حتى عاد مشهد الاكتظاظ في المخيم بما يخالف معايير السلامة من خطر وصول فيروس كورونا (كوفيد – 19) إلى المخيم، لا سيما وان البضائع تصل إلى المخيم من الخارج.

ورغم جميع الإجراءات الوقائية التي تقوم بها القوة الأمنية المشتركة بالتعاون من الفرق الصحية والجمعيات، وما يرافقها من دعوات ومناشدات تصدح في مساجد المخيم لاتخاذ إجراءات الوقاية، لم يظهر المشهد في اليومين الماضيين أي التزام، فالإجراءات الوقائية من قبل الزبائن في السوق لا تبشر بأي خير، حيث قلة قليلة منهم من يستعمل القفارات الطبية أو الكمامات، والعدد الأكبر يترك الأمور تسير بين أيدي الله سبحانه وتعالى، متذرعين بالآية القرآنية "قل لن يصيبنا إلا ما كتبه الله لنا"، دون أن يدركوا أن على الإنسان الأخذ بالأسباب.
 

مناشدات

وفي حديث لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، ناشد مدير مركز "خالد بن الوليد" الطبي في مخيم عين الحلوة جلال أحمد أهالي المخيم وكافة التجمعات والمخيمات الفلسطينية "بضرورة الالتزام في البيوت لأن الوضع الصحي في المخيم متهالك من الأساس، ولا يجب أن نلعب دوراً في زيادة تهالكه أكثر، لذا نحتاج إلى المزيد من الوعي والاهتمام أكثر ولإدراك أهمية الفايروس لأننا مقبلين على خطر كبير في حال انتلقت العدوى إلى المخيمات الفلسطينية".

وأضاف: "أصبح هناك حالة ضجر كبيرة لدى الأهالي جراء حالة التعبئة العامة في لبنان بما فيها مخيمات الشتات، ونتيجة لوجود أفراد العائلة بأكملها لساعات طويلة داخل المنزل مما ولد حالة من الضغط النفسي لدى الأهل".

وتابع: "الأمر يتطلب المزيد من الصبر حتى نحصل على نتيجة جيدة في هذا الموضوع. لذا نأمل من جميع الأهالي في المخيمات الفلسطينية الالتزام بالحجر المنزلي لمصلحة أهالينا وأولادنا وشعبنا داخل المخيمات".

وفي حديث لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" قال اللاجئ في مخيم عين الحلوة وليد حوارن إن "خطورة المرض أن المصاب يحمله 14 يوماً دون أن يعلم فيه، بالتالي ينقله إلى مئات الأشخاص".

وأشار إلى أن "هناك مصابة في كوريا الجنوبية كان رقمها الحالة 31، هذه الحالة نقلت العدوى إلى 1200 شخصاً لعدم التزامها بالتعليمات بعد ارتفاع حرارتها، وبقيت تتنقل وتلتقي بالأشخاص حتى نقلت العدوى إليهم".

وتابع: "من هنا ندرك خطورة المرض ونقله بين الناس، لذا نصيحة خليك بالبيت هي خير مثال اقتدت به الصين لتخرج من هذه الأزمة الصحية واحتواء المرض بهذه الطريقة".

أما اللاجئ وليد جمعة فأشار إلى نموذجين يجب الاقتداء بهما، قائلاً: "النموذج الصيني حيث التزم السكان في بيوتهم واستطاعت الصين السيطرة على الفايروس لا سيما في مركز انتشاره في مدينة ووهان التي لليوم الخامس على التوالي لم تسجل أية إصابة جديدة، وذلك بفضل الحجر المنزلي الإرادي، ولدينا النموذج الأوروبي وخاصة الإيطالي الذي استهتر بالفايروس وأصبح يفتك بالشعب الإيطالي، ويومياً تزهق آلاف الأرواح".

وختم: "التزم في بيتك 14 يوماً أفضل بكثير من أن تلتزم في غرف الحجر إذا وجدت".

كلام يدل على متابعة اللاجئين الفلسطينين في المخيم سيناريوهات تطور انتشار الفايروس في غير مكان من العالم، ما يخلق تساؤلاً لماذا لا يلتزم معظمهم بإجراءات الوقاية، لا سيما مع إدراكهم حجم الخطر المتربص بالأهالي في حال وصول الفايروس إلى مخيم عين الحلوة الأكبر كثافة سكانية في لبنان، حيث يبلغ عدد سكانه حوالى المئة ألف نسمة، الأمر الذي ينذر بكارثة بشرية صحية إذا لم يتم تدارك خطورة الأمر في أسرع وقت ممكن.

خاص

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد