تقرير صابر حليمة
 

قبل أيام، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي، وتحديداً في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، بخبر يفيد بإصابة محمد الشولي، أحد أبناء مخيم برج البراجنة، القاطنين في الولايات المتحدة الأمريكية، بفيروس "كورونا".

وتعود جذور الشولي إلى قرية الشيخ داود في قضاء عكا، ودرس الصيدلة وعمل بها لنحو ثماني سنوات في لبنان، قبل أن يسافر إلى نيويورك منذ قرابة خمسة أعوام، ويؤسس شركة تعنى بالتسويق الرقمي والعلاقات العامة.

"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" يعرض في التقرير التالي قصة الشولي مع "كورونا".

 

إصابة مجهولة المصدر

أكد الشولي أنه لا يدري كيف تعرض للإصابة بفيروس "كورونا"، خصوصاً وأنه لم يكن هناك في بداية انتشار الفيروس فحوصات للتثبت من الإصابة، كما أنه يقطن في مدينة ضخمة جداً، يقابل فيها أناساً من شتى أصقاع المعمورة.

وحول الوهلة الأولى، لم ينف الشولي الشعور بالخوف، والذي يعتبره فطرياً في هكذا حالات، لكنه يؤكد أنه لم يدع هذا الشعور يسيطر عليه، بل تصرف بوعي وحس بالمسؤولية، خصوصاً وأن لديه خلفية طبية وعمل سنين عديدة في مجال الصيدلة.

هذا الحس بالمسؤولية دفع الشولي، إلى التواصل مع جميع الأشخاص الذين قابلهم قبل أسبوع من علمه بالإصابة وإخبارهم بما جرى وأن عليهم إجراء فحص "كورونا"، ليتبين لاحقاً أن جزءاً منهم مصاب بالفعل.

 

داخل العزل الإنفرادي

بعد تواصل الشولي مع الأطباء في نيويورك، أخبروه بأن الإصابة لا تشكل أي خطر عليه، وأن عوارض الفيروس ستبدأ بالذهاب بعد ثلاثة أيام.

وبالفعل، قال الشولي: إنه شعر ببعض الآلام خلال الأيام الثلاثة الأولى، لتبدأ بعدها آثار الفيروس بالزوال.

الشولي، الذي لا يزال في العزل داخل غرفة في منزله، لإكمال أربعة عشر يوماً، وهي المدة اللازمة التي تنتهي فيها مدة حضانة فيروس"كورونا"، عليه أن يجري فحص "كورونا" بعد الانتهاء من فترة العزل للتأكد من زوال الفيروس نهائياً.

ويواصل الشولي متابعة شتى أعماله وإدارة الشركة التي يرأسها من داخل منزله خلال هذه الفترة.

 

دعوة إلى عدم الاستهتار بـ "كورونا"

وفيما يتعلق بالرسالة التي وجهها الشولي إلى الأهالي في مخيمات لبنان، انطلاقاً من التجربة التي لا يزال يعيشها، هي دعوة إلى الشعور بالمسؤولية تجاه هذا المرض.

واعتبر أن المخيمات الفلسطينية هي وحدها في ظل هذه الأزمة، فالدول التي تساعد المخيمات أحياناً هي نفسها تحتاج إلى مساعدة اليوم في ظل الانتشار الهائل للفيروس.

من هنا، أكد الشولي أن على الأهالي، وتحديداً الشباب الفلسطيني، أن يتعامل بجدية وعدم استهتار تجاه "كورونا"، لأنه -لا سمح الله- وفي حال وصوله إلى المخيمات، سيجد تربة خصبة للانتشار السريع، في ظل الاكتظاظ السكاني الكبير والكم الهائل ممن يعانون أمراضاً مزمنة.

كما اقترح الشولي، على الشباب، ممن يشعرون بالضجر الشديد داخل منازلهم، إلى التطوع في مؤسسات المجتمع المدني في المخيمات، كالدفاع المدني، وبالتالي يساعدون المجتمع الفلسطيني في ظل الأزمة الراهنة.

ومن خلال عمله في المجال الرقمي، دعا الشولي جميع  رواد مواقع التواصل الاجتماعي إلى التعامل بواقعية مع تداول الأخبار المتعلقة بالفيروس، والتأكد من المصادر والمعلومات قبل نشرها.

واعتبر أن من الأهمية بمكان نشر الأخبار بواقعية وعدم التهويل، إلى جانب نشر الأخبار الإيجابية والابتعاد عن تلك السيئة، في ظل انعدام الرقابة على الانترنت في بلادنا.

خاص

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد