تقرير صابر حليمة
 

جمعت مبادرة "نهر الخير" في مخيم نهر البارد شمالي لبنان، نحو 14 مليون ليرة لبنانية أي ما يعادل 7 آلاف دولار أمريكي لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين في ظل الأوضاع المعيشية السيئة بسبب أزمة "كورونا" الراهنة.

وأوضح أحد المشرفين على المبادرة، وسام محمد، في حديث مع بوابة اللاجئين الفلسطينيين، أنه ومجموعة من الناشطين، جمعتهم فكرة إقامة عمل إغاثي يخفف عن أهالي المخيم في ظل الضائقة المالية التي اتسعت رقعتها مع الأزمة الاقتصادية اللبنانية ثم تعطل الأعمال اليومية التي كانت تعتاش منها نسبة كبيرة من العائلات في المخيم، كنتيجة طبيعية للالتزام بالحجر المنزلي الصحي، للوقاية من فيروس "كورونا".

وتقوم المبادرة، بحسب محمد، بجمع التبرعات من خلال البث المباشر عبر قناة خاصة يبثها اشتراك الستايلايت في المخيم، وعدد من الصفحات الإعلامية المحلية، ومن ثم إعداد الطعام من خلال مطبخ البارد "مبادر" وتوزيعه على أهالي المخيم.

 

ويشارك في الحملة نحو 50 متطوعاً، ينقسمون على لجان أربع: لجنة البث المباشر المعنية بالجانب التقني، لجنة التبرعات التي تتلقى التبرعات، لجنة جمع التبرعات، ولجنة المطبخ.

ولفت محمد إلى أن الحملة لاقت تفاعلاً كبيراً بمجرد عرض فكرتها على عدد من الاشخاص، إذ بدأت تتلقى التبرعات قبل الشروع بالحملة.

وهكذا، جمعت الحملة في حلقتها الأولى، التي امتدت لساعة ونصف الساعة، يوم الأربعاء الماضي، نحو 8 ملايين ليرة لبنانية، وفي حلقتها الثانية، يوم الأحد المنصرم، نحو 6 ملايين ليرة لبنانية.

وأكد محمد أن الحملة مستمرة طالما الأزمة مستمرة.

 

إعداد الوجبات بشكل يومي

بدوره، أشار المشرف على مطبخ البارد، حمزة طربيه، إلى أن تحديات جمة واجهت المبادرة منذ اليوم الأول، أبرزها الأعداد الكبيرة من العائلات المحتاجة وأخذ الاحتياطات اللازمة في ظل تفشي وباء "كورونا".

وأوضح، لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين": "قمنا على الفور بتجهيز المطبخ الذي نمتلك كافة معداته منذ السنة الماضية، فنحن عملنا خلال رمضان الماضي، لكن اليوم الوضع مختلف وغالبية العائلات تعيش أوضاعاً اقتصادية صعبة".

وأضاف: "قبل البدء بالحلقة الأولى، بدأنا بتجهيز المطبخ واتخاذ كافة الاحتياطات الصحية، لا سيما في هذه الظروف الصعبة وتفشي مرض "كورنا"، وبدأنا بالطبخ ثاني يوم من البث وأعددنا نحو 100 وجبة وبدأ العدد يزداد.. وخلال الأيام الخمسة أعددنا نحو 1500 حصة من بينها نحو 150 حصة عينية".

 

وذكر طربيه أن 25 متطوعاً يعملون في المطبخ، بينهم مندوبون عن الأحياء والحارات، فيما تعمل 5 نساء على إعداد الطعام وتحضير الوجبات.

وقال: "ننتج بشكل يومي ما لا يقل عن 200 حصة ونسعى للتوزيع على كافة العائلات في المخيم في هذه الظروف الصعبة التي يعاني منها الجميع".

وتجدر الإشارة، إلى أن أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان عموماً، ومخيم نهر البارد خصوصاً، تدهورت بشكل كبير، جراء الاضطرار للالتزام بالمنازل في ظل أزمة "كورونا" الحالية، إلى جانب التراكمات المتلاحقة، آخرها الأزمة الاقتصادية الحادة في لبنان وإجراءات وزير العمل السابق، كميل أبو سليمان، ما كان له كبير الأثر في تراجع أوضاع اللاجئين معيشياً واقتصادياً.
 

خاص

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد