ميرنا حامد –  صور

 

ينتصف شهر رمضان المبارك، وأحوال اللاجئين الفلسطينيين في لبنان على حالها، لم يستجد شيء عليهم سوى إعلان وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" عن مساعدة طارئة لا تتجاوز مائة ألف ليرة لبنانية.

ولا يبدو أن هذه المساعدة ستغير الحال إلى أفضل، فالجائحة التي حلت على العالم أقعدت من كان يجد عملاً من اللاجئين الفلسطينيين، بعدما ضربت معدلات البطالة في صفوفهم رقماً قياسياً بعد إجراءات وزارة العمل السابقة التي فرضت مزيداً من التضييقات على العمال من الفلسطينيين بخصوص إصدار إجازة عمل .

ولا شك، أن يوم العمال العالمي الذي حل مطلع الشهر الجاري أي قبل تسعة أيام جاء مثقلاً بهموم العمال الفلسطينيين في لبنان الذين لم ينالوا يوماً حقاً واحداً من حقوقهم .  

 

العمال الفلسطينيون في لبنان .. تاريخ من الحرمان

في هذا الإطار، يقول عبد القادر كابولي - أمين سر الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين/فرع لبنان لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" أن "معدل البطالة في المخيمات كان يبلغ حوالى 40 إلى 50 %، وبعد الأزمة الاقتصادية التي نشأت في لبنان وهبوط الليرة اللبنانية وحالة التعبئة العامة على أثر جائحة كورونا التي ألمت بالعالم أصبحت نسبة البطالة لدى اللاجئين في لبنان حوالى 90%، وآلاف العمال متخوفون من فقدان عملهم نهائياً".  

ويضيف: "أوضاع عمالنا الصعبة في المخيمات الفلسطينية في لبنان هي قصة قديمة جداً من تاريخ اللجوء. فالنظام السياسي اللبناني مرة يعتبر الفلسطيني لاجئاً ومرة يعتبره أجنبياً، فإن كان لاجئاً له حقوق وإن كان أجنبياً له حقوق أيضاً، وبدا ذلك بارزاً في شهر تشرين الماضي عام 2019 من خلال قرار وزير العمل السابق كميل أبو سليمان بمساواة اللاجئين بالعمال الأجانب وضرورة إصدارهم إجازة عمل".

ويتابع: "في حقيقة الأمر أن العامل الأجنبي يحتاج إلى إقامة وكفيل، بينما اللاجئ الفلسطيني ليس أجنبياً إنما هولاجئ مقيم يحمل بطاقة اللاجئين من وزارة الداخلية والبلديات مكتوب عليها لاجئ مقيم وهذا يعفيه من الكفيل والإقامة".

ويؤكد الكابولي أن "العامل الفلسطيني لن يكون مزاحماً للعامل اللبناني إنما هو أخ له. نحن ضيوف على الأراضي اللبنانية ونصرف كل مدخراتنا في لبنان، أي أننا نحن أداة بناء في لبنان".

ويختم: "نحن متمسكون بقرار 194 المتعلق بحق العودة إلى ديارنا في فلسطين، والمسؤول عن حق اللاجئ المقيم هم ثلاث جهات، أولاً وكالة الأونروا، ثانياً الدولة المضيفة من خلال معاملة اللاجئ المقيم على أرضها مثل مواطنيها، وثالثاً مسؤولية منظمة التحرير الفلسطينية".
 

أوضاع مادية صعبة يعيشها العمال في المخيمات

"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" جال في مخيم برج الشمالي في مدينة صور جنوب لبنان  وعاينت أوضاع العمال عن قرب.

ويقول اللاجئ وليد جمعة: "قبل الثورة اللبنانية وقبل ارتفاع الدولار لم يكن لدينا أي حقوق ولا حتى أشغال لنعيش منها، وفي ظل وباء كورونا بات العمال في منازلهم. أصبحت الحيطان تستر الناس من حالة العوز التي يعيشونها".

أما اللاجئ سامح طه يؤكد أن "الوضع سيء جداً ولا يحتمل، فالعامل الذي يعمل اليوم طيلة النهار ليتقاضى 15 آلاف ليرة لبنانية باتت تكفيه لشراء بعض الخضراوات فقط  مع وصول الدولار إلى 4 آلاف ليرة لبنانية".

فيما يرى اللاجئ عيد رميض أن "الأزمات تؤثر بشكل كبير على أوضاعنا كالأزمة التي خلفها قرار العمالة الأجنبية، والثورة اللبنانية وصولاً إلى الكورونا".

من ناحيته، يقول اللاجئ كامل سعيد الذي يعمل في ضمان بساتين الليمون أن "يوميته لا تتعدى العشرة آلاف ليرة لبنانية، وهي لا تكفي لشراء شيء في هذه الأيام".

ويعتبر أن "الشعب الفلسطيني يعيش الفقر والمعاناة منذ النكبة وبات في حالة تأقلم لهذا الوضع الصعب".


شاهد الفيديو 
خاص

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد