لبنان

 

أتى عيد الفطر المبارك واللاجئون الفلسطينيون في أحوال معيشية غير مسبوقة، متأثرة بالأزمة الحادة التي يشهدها لبنان، إضافة إلى تفشي فيروس "كورونا" والتدابير الإجرائية المقرة لمواجهته.

لكن، ونتيجة لهذه الأزمات، برزت في المخيمات مبادارات وفعاليات تكافلية، إذ حاول كثيرون ممن يطلق عليهم أهالي المخيمات "أصحاب الأيادي البيضاء"، في التخفيف من معاناة الأهالي، عبر توزيع وجبات الإفطار بشكل يومي، وحتى شراء كسوة العيد للكثيرين، وغيرها.

 

مخيم الرشيدية: مأساة تتكرر

إلى جانب هذه الأوضاع، كان مخيم الرشيدية في مدينة صور على موعد مع مأساة جديدة، في ثاني أيام عيد الفطر، حيث قضى جمال سالم "الجاعوني" (55 عاماً) نتيجة السلاح المتفلت، بعد أقل من ثلاثة أسابيع على صدمة أخرى تمثلت في استشهاد الشاب عباس قاسم، في اشتباكات لم يكن للإثنين علاقة بها.
 

 

وعلى الرغم من تسليم مفتعلي الاشتباكات، لكن الكثير من الأهالي شككوا بجدية معالجة هذه الظاهرة من جذورها، إذ إن تدخل الفصائل يأتي كردة فعل بعد انتهاء الاشتباكات، وليس من قبل أن تحصل عبر ملاحقة حاملي السلاح المتفلت قبل استعماله.

ولا تزال قضية السلاح العشوائي، وتجارة المخدرات، قضية ملحة في أكثر من مخيم، حيث بات "الزعران" يعبثون بحيوات الأهالي وبأمن المخيمات متى يشاؤون، وسط مطالبات وتحركات من أهالي المخيم بضرورة إيجاد حل جذري لهذه الآفة.

 

مخيم الجليل: شفاء جميع مصابي "كورونا"

ومع أول ايام العيد، كان مخيم الجليل في مدينة بعلبك خالياً من المصابين بفيروس "كورونا"، بعد تعافي المحجورين في آخر ليلة من شهر رمضان، بحسب أمين سر اللجنة الشعبية في المخيم، أحمد شاهين.

لكن شاهين أوضح، في حديث مع "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، أن مظاهر العيد في المخيم كانت محدودة جداً، لأن اللجنة الشعبية بالتعاون مع بلدية بعلبك اتخذت إجراءات حاسمة تمنع الإخلال بقرار التعبئة العامة.

وقال شاهين إن ألعاب الأطفال والمراجيح وما شابهها، والتي عادة ما تنتشر في أرجاء المخيم وتعد فرحة العيد بالنسبة للأطفال، منعت بسبب الإجراءات الوقائية، منعاً لانتشار فيروس "كورونا.

كما ذكر أن الأوضاع المادية ساهمت بشكل كبير من الحد من الفرحة المعتادة في كل عام.

 

مخيم برج البراجنة: نسبة التزام ضئيلة بالإجراءات الوقائية

في مخيم برج البراجنة، انقسم الأهالي خلال العيد إلى قسمين، قسم التزم بالتعبئة العامة المفروضة والحجر المنزلي، وقسم آخر، أكبر، لم يأبه بالإجراءات، بل خرج وأطفاله كالعادة في كل عيد.

هذا ما أكده الناشط في المخيم، حسن الخطيب، الذي أشار إلى أن كثافة الناس في أزقة وشوارع المخيم كانت مخيفة، على الرغم من قرارات الإغلاق والتعبئة العامة.

 

لكنه أكد أن فرحة العيد لا شك تأثرت بالأوضاع المادية السيئة، خصوصاً في ظل الغلاء غير المسبوق للأسعار، وعدم قدرة الكثيرين على تأمين مستلزمات العيد.

كما أوضح أن بعض العادات المتبعة في العيد تم تجاوزها بسبب الإجراءات، كزيارة القبور.

وأشار الخطيب بالتكافل الاجتماعي الذي حصل خلال رمضان والعيد، وقال إنه كان كبيراً جداً في ظل ظروف صعبة جداً يعاني منها الأهالي.

 

 

عيد خجول في نهر البارد

شمالاً، إلى مخيم نهر البارد، حيث أكد مسؤول الحراك الفلسطيني في مخيم نهر البارد، محمد أبو قاسم، أن عيد الفطر لهذا العام كان خجولاً جداً في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة.

وأوضح لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، أن معظم الأهالي لم يتمكنوا من شراء حلويات العيد أو اللحوم، بسبب الغلاء الفاحش في الأسعار ونسبة البطالة المرتفعة.

وأشار إلى أن لم ير البهجة التي اعتاد أن يراها خلال الأعياد السابقة، بسبب تأثيرات الأحوال المادية، والهاجس من فيروس "كورونا"، الذي حد من الاحتكاك والتواصل الاجتماعي في العيد.

ولفت إلى أن تعليق وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" مساعداتها كان له أثر سلبي على الكثيرين، إذ كانوا يعتزمون في شراء حاجات العيد من هذه المبالغ الموزعة.

هو عيد استثنائي بجميع المقاييس، يأمل اللاجئون الفلسطينيون في لبنان أن يأتي العيد القادم والأوضاع الاقتصادية في حال أفضل والعودة إلى فلسطين أقرب.

خاص

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد