نفّذ اللاجئون الفلسطينيون الذين عادوا إلى قطاع غزّة إثر تهجيرهم من سوريا، اعتصاماً اليوم الخميس 11 حزيران/ يونيو أمام مقر الوكالة في القطاع، لمطالبتها باستئناف دفع بدل الإيجار لنحو 150 عائلة فلسطينية مهجّرة.

وحول الاعتصام ودوافعه، قال عضو "لجنة متابعة شؤون اللاجئين من سوريا إلى قطاع غزّة" وهي الجهة التي دعت إلى الاعتصام محمد الشيخ، إنّ مسألة وقف وكالة " أونروا" دفع بدل إيجارات المنازل من جزيران/ يونيو 2018 هي السبب الرئيسي للتحركات المستمرة منذ فترة، والتي تسبب وقفها بمشاكل اجتماعية داخلية وخارجيّة للاجئين.

وأوضح في حديث مع "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" أنّ مشكلة اجتماعية كبيرة تحيط باللاجئين المهجّرين ومنها خارجيّة مع أصحاب المنازل والمحيط، حيث أنّ التخلّف عن دفع الإيجارات تسبب في طرد عائلات من منازلها وأدّى إلى إشكالات أدّت ببعضهم إلى السجن، فيحين أنّ مشاكل داخليّة بدأت تعصف بالعائلات بسبب توجه بعضها للعيش في منازل صغيرة غير لائقة وبأعداد كبيرة، ما يؤدي إلى مشاكل داخليّة بين الأفراد، حسبما أضاف.

وبلغت أعداد اللاجئين الفلسطينيين المهجّرين من سوريا بسبب الحرب، وعادوا إلى قطاع غزّة نحو 350 عائلة بين عامي 2011 و2012، وانخفضت أعدادهم إلى 160 عائلة بسبب ميل العديد منهم إلى الهجرة عبر طرق متعددة.

وأضاف الشيخ، أنّ العائلات المهجّرة غير مسموح لها بالعمل، سوى بالمهن الحرّة، وهي شحيحة أساسا في قطاع غزّة الذي يعاني من ظروف الحصار، وغير متاحة للكثير من أبنائه، في حين تقدّم وكالة "أونروا" كوبونة مواد غذائيّة كل 3 أشهر لا تكفي لسد الاحتياجات وفق قوله.

كما أشار، إلى أنّ العديد من الأسر يعيلها أشخاصٌ كبار في السن، يجري استثناؤهم من أيّة فرصة للتشغيل، لافتاً إلى أنّه منذ فترة جرى توفير فرص عمل لمدّة ستّة أشهر لبعض العائلات، استثني منها الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم فوق الستّين عاماً.

وحول استجابة وكالة "أونروا" للمطالبات المتكررة من قبل فلسطيني سوريا في قطاع غزّة، بما يخص استئناف دفع بدل الإيجار، قال الشيخ: "شكّلنا لجان متابعة تواصلت مع الجهات الرسميّة والوكالة لبحث مسألة بدل الإيجارات ولكن لم نحصل على نتيجة" مشيراً إلى أنّ مدير الوكالة في قطاع غزّة ماتيوس شمالي قد قال لهم ذات مرّة، إنّ المسألة مرتبطة في ميزانية الطوارئ التي تعاني كم أزمة ماليّة، وفي مرّة أخرى ربط المسألة بالميزانيّة الخاصّة بسوريا.

ووجه الناشط وعضو في لجنة متابعة شؤون اللاجئين من سوريا في غزّة محمد الشيخ، رسالة عبر موقع "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" للمفوّض العام لوكالة "أونروا" السيّد فيليب لازاريني، ومدير عام منطقة غزّة ماتيوس شمالي، طالبهم فيها بضرورة "اعتبار اللاجئين الفلسطينيين من سوريا في عزّة بشراً وإعادة تسديد مستحقات بدل الإيجار لهم".

واعتبر الشيخ، أنّ مسألة بدل الإيجار هي الأكثر الحاحاً وتأثيراً على حياة اللاجئين المهجّرين من سوريا، داعياً إلى أخذها على محمل الجد والإسراع بالنظر فيها، كما توجّه إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عبّاس، ومنظمة التحرير وحركة حماس، وطالبهم بالتحرّك العاجل من أجل قضيتهم.

 

رسالة رسميّة لفيليب لازاريني

وكانت "لجنة متابعة شؤون اللاجئين من سوريا في قطاع غزّة" قد وجّهت أمس الأربعاء، رسالة إلى المفوّض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين " أونروا" فيليب لازاريني، وذلك عبر هيئة شؤون اللاجئين التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، حثّت فيها الوكالة على القيام بالدور المناط بها تجاه اللاجئين المهجّرين من سوريا.

وانتقدت اللجنة في رسالتها التي وصل " بوابة اللاجئين الفلسطينيين" ما اعتبرته " تعامل الوكالة مع اللاجئين المهجّرين كحالة طبيعية وكأنهم لم يفقدوا كل ممتلكاتهم وأسباب عيشهم الكريم".

غزّة، لافتقادهم الوثائق الرسميّة وعدم الاعتراف بهم من قبل الأحوال المدنية في غزّة، وبيّنت الرسالة أوضاع فلسطينيي سوريا في القطاع، من ناحية عدم قدرتهم على التحرّك خارج حدود مدينة " فهم في حكم عديمي الجنسية حيث أنّهم لم يسجلوا في الدوائر الرسمية كمواطنين يتبعون أيّة حكومة" حسب الرسالة.

وجاء في الرسالة:" لقد قامت الوكالة منذ عام 2013، وبعد مناقشات مستفيضه مع السيد روبرت ترنر بتقديم مبلغ 125 دولار لكل عائله بدل ايواء ليرتفع المبلغ الى 200 دولار بعد حرب 2014 أسوة بما يقدم للاجئين في غزه الذين هدمت منازلهم في الحرب".

وتابعت:" عدم دفع المبلغ بصوره مستمرة مما ادى الى ظهور مشاكل اجتماعيه وتفلت أسري وعدم انتظام الحياة الاجتماعية للأسرة واستمرت هذه الحالة حتى نهاية شهر 6-2018 لتعلن الوكالة توقف برنامج بدل الإيواء لعدم توفر الامكانيات المادية بالرغم تقلص عدد الاسر من 360 اسره الى 160 أسرة نتيجة الهجرة غير شرعيه لأغلب العائلات لعدم قدرتها على الاستمرار في حياة لا تتوفر فيهل ابسط مقومات الحياة".

ولفتت اللجنة في رسالتها، إلى أنّ الوكالة قد توقفت عن دفع بدل الايواء للاجئين بالرغم من استمرار الدفع للاجئي سوريا في كل من سوريا ولبنان والاردن ليبدأ فصل جديد من المأساة وعدم القدرة على الاستمرار في حياة تشبه الحياة" وفي تعبيرها.

واعتبرت اللجنة، إنّ الوكالة "قامت بالتخلي عن مسؤوليتها التي انشات من أجلها وهى إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، بالرغم من تقدمنا اكثر من مره لمدراء الوكالة في غزه إن كان السيد روبرت ترنر أو السيد بوشاك أو السيد ما تيوس شمالي".

وختمت اللجنة رسالتها:" نتقدم اليكم للعمل على إنقاذ ما يمكن انقاذه من حطام عائلات أكلها الفقر والجوع، وتقطعت بها السبل من منطقة صراع إلى منطقة صراع أسوأ تفتقد لكل أسباب العيش الكريم، وتعملون على توفير أماكن ايواء لهم وفرص عمل للقادرين ورعاية كبار السن وإعادة العمل ببرنامج بدل الايجار الى حين توفير أماكن إيواء لهم في غزه أو خارجها".

15.jpg
14.jpg
13.jpg
12.jpg
قطاع غزة- خاص/ بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد