هولندا

 

بالتزامن مع نية الاحتلال الإسرائيلي الإعلان رسمياً عن خطته في الاستيلاء على أجزاء من الضفة الغربية في إطار ما يسميه "خطة الضم"، تصاعد حراك الفلسطينيين في أوروبا وهو حراك كان قد بدأ منذ  الإعلان عن الخطة الأمريكية للتسوية "صفقة القرن" والتي يندرج مخطط الاستيلاء على أراض فلسطينية جديدة ضمنها.

وشهدت مدينة دنهاخ الهولندية (لاهاي) عصر اليوم الأربعاء 1 تموز/ يوليو، وقفة احتجاجية رافضة لخطّة رئيس وزراء الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتياهو، القاضية بضم أجزاء من أراضي الضفّة الغربيّة المحتلّة، وذلك أمام مقر قنصليّة الاحتلال الإسرائيلي في المدينة. 

ووفق برنامج أعلنته الجاليّة الفلسطينية في هولندا، فإنّ تحركاً ستشهده العاصمة الهولندية أمستردام، أمام مقر القنصليّة الأمريكية عند الساعة الثامة مساءً، وذلك في إطار تحركات بدأت في هولندا منذ 14 من حزيران/ يونيو الفائت، بمشاركة متضامنين هولنديين وأجانب.

وشارك في التظاهرة، العديد من اللاجئين الفلسطينيين المهجّرين من سوريا، وقال أحدهم وهو اللاجئ المهجّر معن جلبوط :" نحن اليوم نجدد وقفتنا وسنجددها بكل وقت ومناسبة لنؤكد على حقنا بالعودة  فهذه الأرض أرضنا وهذه البلاد بلادنا ولن نتراجع عنها".

وجدد جلبوط في كلمة إعلاميّة، تأكيد المشاركين، بأنّ جميع السياسات الاسرائيلية القديمة والجديدة لن تجدي نفعاً في تجريد الفلسطينيين من حقهم، كما وجّه رسالة للاجئين الفلسطينيين الموجودين في هولندا، للمشاركة الواسعة في هذه التحركات والوقوف مع المتضامنين الأجانب وتوجيه رسالة إلى المجتمع الدولي، بأنّ الفلسطيني لن يتخلى عن حقّه مهما طال الزمن.

تأثيرات إيجابيّة تراكميّة للتحركات

وحول التحركات الفلسطينية والمتضامنة مع القضيّة الفلسطينية في أوروبا، ثمّن عضو مؤتمر فلسطينيي الخارج ورئيس المركز الفلسطيني الاوروبي للإعلام أمين أبو راشد، التحركات السياسية والجماهيرية والاعلاميّة في هولندا والساحة الأوروبيّة، مشيراً إلى أنّ نتائجها الإيجابيّة تراكميّة.

وأوضح أبو راشد المقيم في هولندا، في حديث لـ" بوابة اللاجئين الفلسطينيين" أنّ معرفة المجتمع الهولندي عن فلسطين والقضيّة الفلسطينية اليوم، مختلفة تماماً عمّا كانت عليه قبل 30 و20 عاماً الفائتة، منوّهاً إلى التحركات الشعبية والسياسية الفلسطينية في أوروبا وتأثيرها الكبير.

ولفت أبو راشد، إلى الرفض الأوروبي الكبير على المستويين الرسمي والشعبي لمشروع الضم، باعتباره مخالفاً للقانون الدولي واعتبار أراضي الضفّة الغربيّة أراضٍ محتلّة.

اللوبي الصهيوني ينزعج من التحركات وعلى الفلسطينيين المشاركة بشكل أوسع 

وحول أهميّة مشاركة الجاليات الفلسطينية في هذه التحركات، أكّد أبو راشد ضرورة "أن يكون هناك صوت فلسطيني قوي، يعبر عما يتعرض له الشعب الفلسطيني في داخل وخارج فلسطين، وإيصال الرسائل للمحتل وداعميه بأنّ هذه السياسات لن تمر ضدّنا".

الجدير ذكره، أنّ التأثيرات الإيجابيّة بما يخص وعي الشعب الأوروبي للقضيّة الفلسطينية، عبر التحركات الشعبيّة، طالما دفعت اللوبي الصهيوني في هولندا، للقيام بتحركات مضادّة ولا سيما في الساحات المركزيّة كساحة الدام الشهيرة وسط العاصمة امستردام.

وحول الأمر، علّق أبو راشد، بأنّ اللوبي الصهيوني ينزعج كثيراً من التحركات الفلسطينية وخصوصاً في ساحة الدام، نظراً لكونها مزاراً للسيّاح الأجانب، حيث يشاهدون الأنشطة الفلسطينية التي توثّق بالصور واليافطات الجرائم الصهيونية، وهو ما يدفع مجموعات صهيونية لمضايقة الناشطين الفلسطينيين في تلك الساحة.

وأضاف أبو راشد، أنّ الاشكاليات التي طالما افتعلها الصهاينة في الساحة، دفعت رئيسة البلديّة لاصدار تعليمات خصصت بموجبها يوم الأحد من كل اسبوع للأنشطة، بواقع يوم أحد للأنشطة الفلسطينية، والآخر لأنصار اللوبي الصهيوني ..وهكذا.

وشدد على أنّ الأنشطة الفلسطينية متواصلة في ساحة الدام وسواها، داعياً، إلى أوسع مشاركة فلسطينية في التحركات جنباً إلى جنب مع المتضامنين الأجانب، نظراً لكون ذلك يعضّد من دور المتضامنين الغربيين بشكل كبير.

تجدر الإشارة، إلى أنّ نحو تسعة أحزاب هولندية كانت قد صوتت مساء أمس الأربعاء 30 حزيران/ يونيو، لصالح مقترح تقدمت به النائب عن حزب "SP" في البرلمان الهولندي ساديت كاربولوت، يقضي باتخاذ تدابير وإجراءات عقابية ضد "إسرائيل" في حال تفيذها لقرار الضم، وهو ما يجسّد أحد أوجه الرفض الرسمي الهولندي لقرارات الاحتلال.

 

 

خاص/ بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد