ألغي اجتماع كان مقرراً اليوم الثلاثاء بين مجموعتي العمل الفلسطينية واللبنانية في السراي الحكومي وسط العاصمة اللبنانية بيروت، لإصدار بيان إدانة لمخطط الضم الإسرائيلي فقط دون مناقشة قضايا اللاجئين الفلسطينيين في لبنان الذين باتت أوضاعهم مقلقة بشكل كبير بالتزامن مع الأزمة الاقتصادية في البلاد والتي تأتي في ظروف حساسة، تٌستهدف فيها قضية اللاجئين الفلسطينيين برمتها.

ورفض ممثل حركة حماس في لبنان، أحمد عبدالهادي، تحميل قوى التحالف الفلسطيني مسؤولية إلغاء الاجتماع، مؤكداً في حديث مع "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، أن سبب رفض التحالف المشاركة في هذا الاجتماع هو حصره ببند سياسي واحد يتعلق بإدانة قرار الاحتلال ضم أجزاء من الضفة الغربية والأغوار الفلسطينية، دون أي بنود أخرى تتعلق بأوضاع اللاجئين الفلسطينيين السيئة في لبنان.

وقال: "تفاجأنا واستغربنا أن يتم دعوتنا لمناقشة هذا البند الوحيد"، ولفت إلى أنه طلب أن يكون اللقاء حول أوضاع اللاجئين، مبدياً استعداد التحالف للمشاركة في أي اجتماع يناقش هذا الملف.

كما أوضح أن لجنة الحوار لا علاقة لها بهذا الموضوع السياسي، وإنما يتعلق دورها بأوضاع اللاجئين الفلسطينيين وسبل تحسينها.

 

لجنة الحوار تأسف لعدم عقد الاجتماع

بالمقابل، أكد رئيس لجنة الحوار اللبناني-الفلسطيني، حسن منيمنة، أن لجنة الحوار سبق لها وأن نظمت أكثر من اجتماع يتعلق بالأوضاع داخل فلسطين، وخاصة في القضايا الكبرى، كإعلان القدس المحتلة عاصمة لكيان الاحتلال و"صفقة القرن".

وأوضح، لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، أن "كل موضوع بوقته"، مشيراً إلى أنه عندما صدرت الوثيقة المتعلقة بالرؤية اللبنانية لقضايا اللاجئين الفلسطينيين، نوقشت حينها حقوق اللاجئين الفلسطينيين.

وذكر أن الاجتماع الملغى كان يهدف إلى إصدار إدانة موحدة لقرار الضم الإسرائيلي، ومطالبة المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته تجاه هذه الاعتداءات.

وأسف منيمنة على عدم إتمام هذا الاجتماع لأنه "كان من المهم أن يصدر هكذا موقف موحد".

وحيال الوضع الحالي، أكد منيمنة أن اللبنانيين والفلسطينيين يتشاركون الأحوال الصعبة بسبب الأزمة الاقتصادية التي يمر بها لبنان، إلى جانب أزمة "كورونا"، معتبراً أن هناك فئات من اللبنانيين، وخصوصاً في الشمال، فيها نسبة فقر كالمخيمات الفلسطينية، إن لم تكن أشد.

وشدد أن لجنة الحوار هي المدافع الأول عن الحقوق الإنسانية والمدنية للاجئين الفلسطينيين في لبنان "أكثر من أي طرف فلسطيني أو لبناني"، وهي تسعى إلى دفع الأمور باستمرار، انطلاقاً من الأخوة بين الشعبين ومن حقوق الإنسان، وهو موقف مبدئي للجنة الحوار.

 

فصائل المنظمة تبدي استغرابها من موقف التحالف

وفي سياق متصل، قال عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية، صلاح اليوسف: "تفاجأنا من رد التحالف على عدم المشاركة في هذا الاجتماع علماً أن على جدول أعمال الاجتماع نقطة واحدة هي إصدار بيان مشترك باسم اللجنة السباعية بخصوص رفض عملية الضم لأجزاء كبيرة من الضفة الغربية والأغوار".

وأوضح، في حديث مع "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، أن هناك إجماعاً فلسطينياً من كل ألوان الطيف السياسي الوطني والإسلامي على رفض عملية الضم. 

وأبدى اليوسف تخوفه من أن "ينعكس قرار عدم المشاركة سلباً على هيئة العمل الفلسطيني المشترك، علماً أن الوزير منيمنة دائماً يسعى من أجل وحدة الموقف الفلسطيني".

يذكر أن الأيام الماضية شهدت كسراً لحالة الجمود السائدة بين حركتي فتح وحماس في لبنان، وتحديداً مع زيارة سفير السلطة الفلسطينية في لبنان، أشرف دبور، لممثل حركة حماس في لبنان، أحمد عبدالهادي، يوم السبت الماضي.

 

66.jpg

 

وأكد المجتمعون حينها رفضهم قرار الضم الضفة الغربية، وشددوا على ضرورة الوقوف صفاً واحداً لمواجهة هذا المخطط الخطير.

كما رحبوا بالمؤتمر الصحفي المشترك بين صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وأمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح، جبريل الرجوب، معتبرين أن هذا المؤتمر هو خطوة مهمة في سبيل توحيد الجهود الفلسطينية لمواجهة قرار الضم وعدوان الاحتلال، وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية.

كما شدد المجتمعون على أن تفعيل هيئة العمل الفلسطيني المشترك خطوة ضرورية من شأنها أن تساهم في المحافظة على أمن المخيمات والتخفيف من معاناة اللاجئين الفلسطينيين.

ودعوا وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" إلى القيام بواجباتها وإقرار خطة طوارئ عاجلة، تلبي احتياجات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، والتي أصبحت كثيرة ومتنوعة بفعل الأزمة الاقتصادية التي يشهدها لبنان.

خاص/ بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد