المتضامنة البرازيلية كريفيلينشي: "من هنا من الخارج (خارج فلسطين) نرى حقيقة أن هذا الاحتلال باتت أيامه معدودة وسوف ينهار من الداخل"

الثلاثاء 13 ديسمبر 2016
موارا كريفيلينشي خلال تواجدها في رام الله
موارا كريفيلينشي خلال تواجدها في رام الله

حاورها وترجم الحوار من اللغة البرتغالية للعربية : أحمد أبو حسنة

ساوباولو - بوابة اللاجئين الفلسطينيين

يفيض الحوار مع "موارا كريفيلنتشي" بحب فلسطين. الشابة البرازيلية المناضلة في قضايا التحرر العالمي والناشطة المتضامنة مع الشعب الفلسطيني ودكتورة العلوم السياسية تشعرك بأنك تحاور واحدة من بنات فلسطين. كيف لا، وهي التي زارت فلسطين ثلاث مرات.. عاشت خلالها أياماً رائعة بين أهلها وشاركت في قطاف زيتونها، وتعرضت للاعتقال والتحقيق شأنها شأن سائر أبناء فلسطين.

مشاعرها تجاه فلسطين لا تقتصر على الجانب "الرومانسي". إنها واحدة ممن لا زالوا يؤمنون بأن فلسطين تشكل القضية الأكثر عدالة والأكثر مركزية في هذا العالم. وترى بعين عالمة السياسة أن أي نصر تحققه فلسطين وشعبها سيكون له تبعاته على شكل النظام السياسي الدولي. نترككم مع تفاصيل هذا الحوار:

 

بالنسبة لك, ماهي أهمية زيارة فلسطين؟ هل تعتقدين ان ذلك يساعد الشعب الفلسطيني؟ كيف؟

بالنسبة لنا جميعاً، نحن من كرسنا أنفسنا لهذه القضية، فإن لجهود التضامن الدولي أهمية واضحة. ومن بين هذه الجهود تبرز مهمة زيارة فلسطين، لنعبّر بشكل شخصي عن دعمنا للنضال من أجل الحرية ومن أجل السلام، وأيضاً من أجل أن نؤكد وننقل للعالم بشكل موضوعي، الوضع الناتج عن الاحتلال "الإسرائيلي" لشعب كامل. أصدقاؤنا الفلسطينيون يوضحون دائما أن وجود الناشطين الدوليين يجلب الاهتمام لقضيتهم، وكذلك يحد نوعاً ما (مع علمنا أنه تأثير محدود) من انتهاكات الحقوق وحتى من الاعتداءات الجسدية على الفلسطينيين والفلسطينيات. فقد كانت الاعتداءات أخف شدة خلال الاحتجاجات التي اشتركنا فيها. بكل الأحوال، تبقى الغاية الأساسية هي إظهار تضامننا مع الشعب الفلسطيني ونقل الوضع إلى من لم يزوروا فلسطين.

إضافة إلى ذلك، فبالنسبة لي كأكاديمية، فإن لزيارتي لفلسطين أهدافاً بحثية بغرض إنجاز أعمال أكاديمية حول الظروف الراهنة التي يعيشها الشعب الفلسطيني. ورغم أن العمل البحثي يتطلب صرامة تحليلية، فإن كلا النشاطين (الأكاديمي والتضامني) لا يتطلبان فصل أحدهما عن الآخر، فنشاطي الأكاديمي أيضاً يحمل هدف المشاركة بشكل بنّاء.

هل ترين أن مستوى التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني متكافئ مع نضال هذا الشعب؟

إن نضال الشعب الفلسطيني التاريخي والمستمر، هو نضال ملهم، ينعكس تأثيره على النضال العالمي ضد العنصرية والعنف والاستعمار، ضد الاحتلال والإمبريالية. يوحد نضال العمال والشباب ونضال المرأة والهنود (السكان الأصليين) والسود وكل من يواجه العنف والتمييز، ويحرضهم على المقاومة. وبالتالي، فإن تعزيز التضامن الدولي تبقى مهمة ضرورية. علينا تطويره وتصليبه لنصل به إلى مستوى النضال الذي يقوم به الشعب الفلسطيني.

برأيك, ما هو الشكل اللازم من التضامن مع الشعب الفلسطيني؟

الشعب الفلسطيني بحاجة للدعم المطلق لتحرير فلسطين. عبر إنهاء الاحتلال "الإسرائيلي" وأنشطته الاستيطانية التوسعية، وصولاً إلى دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة. وعبر تحرير سبعة آلاف أسير من السجون والمعتقلات "الإسرائيلية"، وعبر عودة ملايين اللاجئين. طالما هذه "النكبة" مستمرة، يجب علينا أن نواصل العمل. على سبيل المثال فإن فضح الحكومات والشركات المساهمة، بشكل مباشر أو غير مباشر، في احتلال فلسطين من خلال إبرامها اتفاقات عسكرية أو عبر المساعدة السياسية للقيادة "الإسرائيلية" المجرمة، يعتبر واحداً من أفعال التضامن. يجب علينا دوماً  تجنيد كل الدعم من أولئك الذين واللواتي يعارضون القمع الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني وأن نعمل باستمرار على فضح المؤسسات والهيئات التي تدعم هذا القمع، على الصعيد الدولي وبشكل منظم.

كم مرة تمكنت من زيارة فلسطين؟

ثلاث مرات. في الرابعة، قامت السلطات "الإسرائيلية" بمنعي من الدخول.

مع أنك دخلت ثلاث مرات قبلاً. ما الذي اختلف هذه المرة؟

في شهر تموز/يوليو 2016، حاولت زيارة فلسطين للمرة الرابعة. وصلت إلى مطار "بن غوريون الدولي في تل أبيب" (مطار اللد)، من أجل القيام بدورة تدريبية في القانون الدولي مع إحدى المنظمات الحقوقية الفلسطينية في رام الله. قام موظفو "الأمن الإسرائيلي" بالتحقيق معي لعدة ساعات، مستخدمين كل الأساليب المعروفة للجميع؛ أسئلة مكررة مع محاولة دفعي لإعطائهم عناوين فلسطينيين في فلسطين (إجراء متبع دوماً) أو حتى تسجيل اعترافات. على سبيل المثال، طلبوا مني تسجيل اعتراف حول رؤية متظاهرين فلسطينيين يرمون الجنود "الإسرائيليين" بالحجارة!!

ضغطوا عليّ لأعطيهم أسماء وحاولوا الوصول إلى كلمة السر الخاصة بجهازي المحمول. وكذلك قام موظفو الأمن "الإسرائيلي" بعرض صور فوتوغرافية من المفترض أن الجنود قاموا بالتقاطها أثناء التظاهرات، وطلبوا مني أن أتعرف على أوصاف محتجين في فلسطين حيث قالوا إنني موجودة في هذه الصور.

ومن أجل الضغط عليّ لـ "التعاون"، قاموا بنقلي إلى مركز تحقيق، واحتجزوني عدة ساعات، حتى يتم معالجة أمر طردي. بعد ذلك قام "موظفو الأمن" بإبلاغي لفظياً بأنني ممنوعة من العودة لمدة عشر سنوات، ببساطة لـ "أسباب أمنية".

هل تخططين لزيارة فلسطين مجدداً؟

بلا شك، ولكن آمل ألا يستغرق ذلك عشر سنوات، فشوقي لفلسطين كبير. أنا في صدد تقديم استئناف ضد قرار منعي من العودة، ولذلك فأنا أقوم بإعداد حملة في مواجهة قرار الإبعاد، بمشاركة العديد من المتضامنين الممنوعين من دخول فلسطين أيضا.

مؤخراً, قامت الجالية الفلسطينية في ساوباولو وكلك برلمان ولاية ساوباولو بتكريمك في يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني. ما أهمية هذا التكريم بانسبة لك؟

بالنسبة لي، فإن هذا يعتبر تأكيداً من قبل الفلسطينيين أنفسهم على أهمية التضامن الدولي. لقد كنت شاكرة بصدق لهذا التكريم من الجالية الفلسطينية ومن المشاركين في برلمان ولاية ساو باولو. هذا التكريم هو تكريم لكل من عمل، على مر الأيام، في كل المناسبات التاريخية من عمر النضال الفلسطيني الملهم، لكل من يدعم هذه القضية، قضية السلام والحرية.

ما هي رسالتك للشعب الفلسطيني؟ وللمتضامنين البرازيليين والدوليين؟

أود القول للشعب الفلسطيني، إن بسالة مقاومتك اليومية، سواء تحت الاحتلال أو في الشتات القسري، قد حققت الكثير من الإنجازات التي يجب أن تستمر وتدعم نضالك. ليس من العدل أن أقول أنا ذلك لشعب يواجه الطرد والمذابح والاستعمار والعنف والقهر كل يوم، ولكن: "عليكم الثبات". ويوماً وراء يوم فإن الحقيقة تصبح أشد وضوحاً في كل مرة، من هنا من الخارج (خارج فلسطين)، نرى حقيقة أن هذا الاحتلال باتت أيامه معدودة وأنه سوف ينهار من الداخل، طبعاً مع اعترافنا بالدور الأساسي لمقاومة الشعب الفلسطيني في إنهاء هذا الاحتلال.. هذه المقاومة المستمرة والملهمة لحركة التضامن الدولي.

للمتضامنيين البرازيليين والدوليين أقول، علينا مواصلة وتعزيز تحركنا ووحدتنا، حتى مع اختلاف أشكال تفكيرنا التكتيكي والاستراتيجي. وعلى الرغم من صعوبة التحدي، فإننا نواجه رد الفعل الهجومي من قيادة "إسرائيل" تجاه الناشطين حول العالم، بما فيهم "الناشطين الإسرائيليين"، نواجه مناهضة قوية وخبيثة تستهدف عزل الشعب الفلسطيني عن حركة التضامن الدولي.

علينا فضح المزيد من الحكومات والمجموعات التجارية والمركز الإمبريالي في الولايات المتحدة، هؤلاء الذين يدعمون نظاماً قائماً على التهديد وعلى العسكرة، قائم على الاستعمار الجديد (النيو كولونياليزم)، وقائم على الحروب والهيمنة. الحركات الاجتماعية في العالم ترى البعد الدولي للقضية الفلسطينية وتأثيراتها في دعم نظام مناهض للهيمنة، الأمر الذي يدفعنا للاستنتاج أنه لا يمكننا التخلي عن دعم نضال الشعب الفلسطيني حتى انهاء الاحتلال.  والوصول إلى فلسطين حرة!.

مع متضامنين عرب وأجانب في فلسطين 2013- بعدسة موارا

خاص بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد