بالمسامير الصغيرة والخيطان الملونة ترسم اللاجئة الفلسطينية، في مدينة صيدا جنوب لبنان ريمان مسعود،  لوحاتها الفنيّة.

 طريقة مختلفة تميّز فيها فنّها عن غيرها من اللوحات الفنيّة الأخرى المرسومة باستخدام الفرشاة والألوان. فالمسامير ريشتها والخيوط ألوانها.

 

هواية.. فمشروع

بدأت الفكرة كهواية، ومن ثم تتطورت الى مشروع بيع هذه اللوحات عبر صفحتها "مسمار وخيط" على مواقع التواصل الاجتماعي.

وفي حديث لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" قالت ريمان: "لمعت الفكرة في رأسي بعد أن قدّمت لوحة كهدية لصديقتي وأعجبت بها كثيرا، فقلت لنفسي لما لا أطور هذه الموهبة في صنع فن مختلف وأحولّه الى عمل، ومع تشجيع الأهل والأصدقاء قررت أن أفتح صفحة "مسمار وخيط" على مواقع التواصل الاجتماعي لأروّج لأعمالي، هكذا بدأ المشروع."

 

فنّ جديد      

ترى ريمان أن فن الريشة والألوان فن تقليدي، فوجدت أن فكرة الرسم بالمسامير والخيطان هي فنّ جديد.

قالت "أنفّذ لوحاتي على ألواح خشبيّة، أخطّ الصورة، وأبدأ برسمها بدق المسامير ومن ثم ألوّنها بالخيوط عبر وصلها بالمسامير في اتجاهات مختلفة،"

وتضيف: "تنفيذ اللوحة الواحدة يأخذ مجهوداً ووقتاً مضاعفاً بالمقارنة مع رسم اللوحة بالطريقة المعروفة، باستخدام الألوان المائية، إلا أن النتيجة، بالنسبة لي، هي أكثر من مرضية وتكون لوحة مبتكرة."

موضاعات لوحات ريمان متنوعة ومستوحاة من أفكار متعددة، فهي تنفّذ بعض اللوحات حسب طلب الزبون، وتستوحي البعض الآخر من شخصيات السينما وأبطال الأفلام، ومن لوحات شهيرة في عالم الفنّ أيضا.

توضح ذلك: "عملت على لوحات عدّة كالموناليزا مثلاً والشخصيّتين الكوميديّتين الشهيرتين "مستر بين" أو "Mr. Bean" و "شارلي شابلن" أو "Charlie Chaplin"، وشخصيّة القرصان للممثّل الأمريكي جوني ديب في فيلمه الشهير"Pirates of the Caribbean" أو "قراصنة الكاريبي" ".

 

أسلوب لإيصال القضية الفلسطينية  

وطبعا، القضية الفلسطينية حاضرة في أعمال ريمان الفنّية، فقد عكست لوحاتها شخصيات فلسطينيّة تركت بصمتها في تاريخ النضال الفلسطيني ضد الاحتلال الاسرائيلي، بالاضافة الى معالم تاريخية في فلسطين.

في هذا الصدد تقول ريمان: "قضية الوطن لها النصيب الأكبر من لوحاتي فقد رسمت مقاومين فلسطينيين بارزين دخلوا التاريخ الفلسطيني كالشهيد يحيى عيّاش، كما أحببت أن أسلّط الضوء على معالم فلسطينيّة  تاريخيّة كقبة الصخرة ومعالم أخرى كانت معروفة قبل النكبة كمطار اللّد الذي رسمته بناء على صورته وتصميمه عام 1944 أي قبل نكبة عام 1948"

وتؤكد: "أرى في الفنّ طريقة مبتكرة لإيصال صدى القضية إلى مسامع العالم، ولمقاومة الدعايات الصهيونية الكاذبة التي تشوّه التاريخ الفلسطيني وتحاول بيديها الملطّخة بالدماء إخفاء حقيقة احتلال أرض فلسطين وسرقة ثقافة شعبة وتقاليده بسياسة ممنهجة".

شاركت ريمان في معارض عدة بلبنان حتّى أن لوحاتها، وخاصة التي تعكس القضية الفلسطينيّة، سافرت إلى الجمهوريّة التونسيّة لتكون موجودة في إحدى المعارض التي أقيمت هناك.

وأوضحت قائلة: "تخطّت لوحاتي حدود لبنان، فإضافة لمشاركتها في إحدى معارض تونس، تم توصيل العديد من لوحاتي لزبائن في مدن ودول أخرى، الى مدينة دبي وألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية"  

وأكملت "أطمح الى تطوير مشروع "مسمار وخيط" من خلال دمج طريقة العمل باللوحات مع اختصاصي الجامعي، التصميم الداخلي، فأصمم اللوحات بطريقة يسهل مزجها مع ديكور المنازل والصالات"

وأضافت ريمان "أتمنى مع التطوير المستمر أن تصل أعمالي الفنّية الى العالميّة، وأحلم أن يأتي اليوم الذي أرسم فيه مدينتي جنين وأنا جالسة أمامها في فلسطين يوم تحريرها."

 

شاهد التقرير

 

 

لبنان-خاص/بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد