قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، إنّ الوضع في مخيمات لبنان أكثر مأساة من مخيمات غزة.

وأوضح، خلال لقائه وفداً إعلامياً لبنانياً، مساء أمس الجمعة 11أيلول/ سبتمبر: "عندما نتحدث عن ضرورة توفير قواعد العيش الكريم والحقوق المدنية والإنسانية لأهلنا في لبنان، سواء إن كان حقه في الإعمار أو التوظيف أو التملك، لا يعني مطلقًا أنه يقبل بديلًا عن فلسطين".

وتابع: "ولكن طالما هو موجود، فبالتأكيد من حقه أن يعيش حياة كريمة تعزز صموده".

واعتبر أن اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية كان ناجحاً من حيث البيان المشترك، واللجان التي اتُفق على تشكيلها، والجداول الزمنية التي وضعت.

3 مرتكزات لـ "فلسفة المواجهة الفلسطينية"

ووضع هنية 3 مرتكزات لـ "فلسفة المواجهة الفلسطينية" تتمثل في: ترتيب البيت الفلسطيني وإنهاء الانقسام، المقاومة بمعناها الشامل (العسكرية، السياسية، الشعبية، الحقوقية)، وأخيراً بناء شبكة علاقات وتحالفات داعمة، موضحاً أن بناء تحالفات لا يعني الوقوف مع محور ضد آخر.

وفيما يتعلق بالمصالحة، لفت هنية إلى أن العامل الفلسطيني هو العامل الأهم في المواجهة، حيث تساعد نقطتان على تحريك المياه الراكدة في الحالة الفلسطينية الداخلية، وهما أولاً، الخطر المشترك الذي "يدفعنا إلى أن نتصرف تصرف الكبار ونتخفف من الخلافات الداخلية"، وثانياً، أن مشروع أوسلو الذي كان السبب الرئيس في القسمة السياسية في الساحة الفلسطينية قد وصل إلى نهايته ولم يعد مشروع التسوية صالحاً للتداول الوطني الداخلي، ولم يعد قاعدة انطلاق لبرنامج سياسي مشترك.

ورأى أن اكتمال دائرة الوحدة الداخلية تتم أولاً عند إنجاز برنامج وطني سياسي متفق عليه، ما يمكن أن يشكل نقطة التقاء بين الرؤى السياسية داخل الساحة الفلسطينية، مع احتفاظ كل فصيل برؤيته واستراتيجيته، مؤكداً أن البرنامح السياسي يقطع بالكامل مع مرحلة أوسلو واتفاقيتها وليس منطلقاً منها.

الأمر الثاني، يتمثل في "الاتفاق على الاستراتيجية النضالية الكفاحية ضد الاحتلال على قاعدة المقاومة، وكيف نديرها وآلياتها ووسائلها وأدواتها، وكيف نتعامل بين التكامل بين العمل المقاوم على الأرض وعلى الحراك السياسي الدبلوماسي بحيث أن كل جانب يخدم الآخر ولا يصطدم به، لأن مفاوضات بلا قوّة وبلا مقاومة على الأرض تبقى عبثية لا يمكن أن تحقق شيئاً، وبالتأكيد المقاومة يجب أن يكون لديها امتدادها السياسي لأن المقاومة والبندقية تزرع والسياسة تحصد".

أما الأمر الثالث، فهو "الاتفاق على المرجعية القيادية الناظمة لشعبنا الفلسطيني في هذه المرحلة، والمرجعية القيادية لشعبنا كانت والآن هي منظمة التحرير الفلسطينية، وحماس لا تطرح بديل عنها، بل نتحدث عن تفعيل وتطوير المنظمة حتى يتسنى مشاركة جميع الفصائل داخل المنظمة".

 

منخك.jpg

 

وشدد هنية أن المقاومة هي قانون المحتل والمقاومة الشاملة التي تبدأ بمقاومة شعبية وسياسية وإعلامية وقانونية وداخلية وخارجية وعسكرية.

وقال: "حماس تدير علاقاتها بتوازن دقيق وعلى قاعدة استراتيجية الانفتاح على الجميع، مع تركيز علاقتنا بالتأكيد مع تيار المقاومة في المنطقة، فنحن وكما لدينا علاقة قوية بإيران، كذلك لدينا علاقة قوية بمصر وتركيا وقطر والمغرب العربي، قضية فلسطين هي قضية موحِدة"، شاكراً لبنان "الذي احتضن الجرح الفلسطيني، ونأمل أن يظل المظلة التي يستظل بها الفلسطينيون".

مضيفاً: "لذلك لا بدّ من بناء شبكة تحالفات إقليمية ودولية ترتكز عليها في مواجهة هذه الهجمة غير المسبوقة على القضية الفلسطينية، وهذا لا يعني أن نتمحور في اتجاه ضد آخر، بل أن تستند على كتلة صلبة في المنطقة وعلى امتداد وجود شعوبنا للتصدي لهذا الخطر الكبير".

ملف التطبيع يخدم ترامب ونتنياهو

إلى ذلك، وصف هنية "صفقة القرن" بـ "خديعة القرن"، لأنها "تريد إزهاق روح القضية الفلسطينية وتجاوز ركائزها الأساسية".

وأضاف: "ونحن أمام هذا الوضع، وضعنا رؤية للتعامل مع هذا المستجد، أن يكون لنا تحرك مواز يرتقي لمستوى هذا التحدي، ما يعني أننا طالما نشخص بأن الذي يجري اليوم على مدار القضية الفلسطينية هو تهديد استراتيجي يجب أن تكون لدينا رؤية استراتيجية للتعامل معها".

وشدد: "لا يصح الاكتفاء بردات الفعل ولا بالخطوات المجزوءة ولا بتثبيت نظريات مواقف سياسية أو إعلامية، بل لا بدّ أن يكون هناك رؤية متكاملة للتعامل مع هذا الموضوع".

وأكد أن محاولة دمج الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة واعتباره صديقاً أو حليفاً يرتبط مع هذه المسألة.

وقال: "نحن نعرف بأن أحد المنطلقات للرئاسة الأمريكية الحالية هو صناعة تطورات سياسية في هذا الاتجاه يستفيد منها في إطار الانتخابات الأمريكية القادمة، وذلك على حساب القضية الفلسطينية يتم استثمار بعض العلاقات مع بعض أشقائنا العرب مع العدو الإسرائيلي لاستثمارها في خدمة أجندة الانتخابات الأمريكية".

وتابع: "إضافة إلى محاولة إنقاذ نتنياهو، خاصة أنه يمر بأزمة غير مسبوقة، والذي يعاني من مشكلة في الائتلاف الحاكم، ومن المتوقع أن يذهب الكيان الإسرائيلي إلى انتخابات جديدة أخرى، هذا يدل على أن البنية السياسية للكيان الإسرائيلي لم تعد بمستوى التماسك الذي كانت عليه سابقاً".

 

واعتبر هنية أن التحديات التي يتواجه الاحتلال لا تقف عند هذا الحد، بل "هناك تحد وأزمة من الزاوية الأمنية على الجبهات المختلفة، وحتى في الداخل في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومشكلاته الاقتصادية مع تراجع في مستوى الاقتصاد الاسرائيلي".

هذا عدا عن افشل في التعامل مع وباء "كورونا" وتخوف نتنياهو من استدعائه للتحقيق، ولذا، يريدون تسريع ملفات التطبيع كشكل من أشكال الخدمة لترامب ونتنياهو، وفق كلام هنية.

وأشار إلى أن هذه الأمور "جعلتنا كفصائل فلسطينية أن نقرأ في الاستراتيجية التي يجب أن نتحرك على أساسها لمواجهة هذا الوضع بكل إمكانياته وأوضاعه".

 

"نجاح" اجتماع الأمناء العامين

إلى ذلك، اعتبر هنية أن اجتماع الأمناء العامين كان ناجحاً استناداً على أمرين، هما: البيان المشترك الذي تم الاتفاق عليه، وإصداره عن الأمناء العامين للفصائل، مشيراً إلى أن البيان المشترك تحدث عن العناوين الرئيسية التي يمكن أن تشكل رؤية مشتركة للفصائل.

وعلامة النجاح الثانية، تتمثل، بحسب هنية، في "الاتفاق على السير في المسارات المركزية عبر تشكيل لجان تضع التصور لهذه المسارات ضمن جدول زمني محدد، عبر لجان ثلاثة، هي: تطوير المقاومة الشعبية في أماكن تواجد شعبنا في الأرض المحتلة وتحديداً في الضفة الغربية، وهذا يتم من خلال تشكيل قيادة وطنية موحدة شبيهة للقيادة الوطنية الموحدة للانتفاضة الأولى، إلا أنها ستضم الجميع من حماس والجهاد، وهذه مهمتها أن تضع تصور لفلسفة إدارة المقاومة داخل الضفة الغربية".

أما اللجنة الثانية فاختصاصها يتعلق بمنظمة التحرير الفلسطينية ووضع خارطة طريق لإعادة تفعيل وتطوير المنظمة، ومدخل هذا الموضوع هو مجلس وطني فلسطيني جديد ينتخب في الداخل وحيثما أمكن في الخارج، والذي يشكل أيضاً القيادة الفلسطينية، وهي اللجنة التنفيذية والتي من المفترض أن تضم الفصائل كافة ، أما اللجنة الثالثة فمهمتها وضع تصور لإنهاء الانقسام الحاصل بين الضفة وغزة، بحسب قول هنية.

كما تطرق هنية إلى التصريحات التي خرجت على الإعلام، والتي تضمنت تهديدات للاحتلال الإسرائيلي من بيروت، والردود التي حصلت على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أكد أن خطاب حماس الإعلامي والسياسي لا يتغير ولا يتبدل بتغير المواقع أو العواصم.

وأوضح: "نحن نعيد ونكرر على كافة المنابر أن ذراعنا طويل وسوف يضرب العدو بالوقت الذي نقرر. وليس المقصود إطلاقاً أننا في بيروت نطلق التهديدات لصالح توريط لبنان في شيء خارج عن السيادة والقراءة والرؤية اللبنانية الجامعة، صحيح أنّ علاقتنا ممتازة مع الجميع في لبنان خاصة مع تيار المقاومة، ولكن لا يعني ذلك أننا نطلق تهديدات أو أننا نريد أن نطلق مرحلة جديدة لعمل من لبنان، وهذا شيء غير صحيح".

وأكد: "ولكن شعبنا الفلسطيني في المخيمات يجب أن يكون له جزء وقرار في مشروع التحرير والعودة، ولكن كيف يمارس هذا الدور، هذا يتقرر لاحقاً ضمن قواعد السلوك التي نحترمها في الدولة، لذلك خطابنا ورؤيتنا واحدة غير متغيرة ولا متلونة بتغير المكان أو الزمان وهي متوجهة بالتأكيد ضد العدو الصهيوني وليس لأي جهة كانت أو لأي غرض أو رسالة كانت".

 

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد