رفض سياسي واسع للتطبيع في البحرين.. سياسيون: فجوة كبيرة بين الشعوب والأنظمة

الإثنين 14 سبتمبر 2020
يافطة وضعها أحد المواطنين البحرينيين
يافطة وضعها أحد المواطنين البحرينيين

منذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الجمعة 11 أيلول/ سبتمبر، دخول مملكة البحرين إلى نادي المطبعّين، تسارعت المواقف الشعبيّة والسياسية البحرينية الرافضة لإتفاق التطبيع مع كيان الاحتلال الإسرائيلي.

شعبيّاً، وجدت قطاعات واسعة من البحرينيين، في وسائل التواصل الاجتماعي ميداناً للتعبير عن الرفض حيث تصدّر وسم "#بحرينيون_ضد_التطبيع" قائمة الوسوم الشائعة بحرينيّاً، بعد أنّ أُغلقت بوجههم مساحات التعبير على الأرض، بفعل السياسات القمعيّة التي يتبعها النظام البحريني مدعوماً بدول مجلس التعامل الخليجي، والمتواصلة منذ انتفاضة 14 فبراير 2011 الشعبيّة التي طالبت بتغيير ديمقراطي في البلاد.

وعلى المستوى السياسي، أصدرت نحو 17 جمعية سياسية بحرينية، بياناً مشتركاً جاء فيه "إن الجمعيات السياسية ومؤسسات المجتمع المدني فى مملكة البحرين تؤكد مجدداً تمسكها بثوابت الشعب البحريني من القضية الفلسطينية العادلة وبنصوص الدستور البحريني الذي يجرم التطبيع مع الكيان الصهيوني وبالإجماع العربي والإسلامي الرسمي والشعبي الرافض للتطبيع مع هذا الكيان المجرم".

وأكّدت الجمعيات في بيانها "إن إبرام الاتفاق المذكور مع دولة العدو الصهيوني، ليس فقط أن لا يمثل إرادة الشعب البحريني، بل إنه أيضاً مخالف لدستور المملكة الذى ينص فى مادته الأولى فقرة “د” بأن الشعب مصدر السلطات، كما أن الاتفاق المعلن عنه مخالف لمواد القانون رقم 5 لسنة 1963 الذي يجرّم التطبيع مع العدو الصهيوني".

المنبر التقدّمي: نرفض التطبيع مع الكيان الصهيوني.

11-1.jpg

وعبّر عضو المكتب السياسي والناطق الإعلامي للـ"المنبر التقدّمي البحريني" سيّد فاضل الحليبي عن رفض المنبر والشعب البحريني للتطبيع مع الكيان الصهيوني.

وقال في حديث لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين": " نرفض التطبيع مع الكيان الصهيوني المحتل، وهو الذي يقتل ويزج في السجون أبناء الشعب الفلسطيني، و يمارس سياسة التهويد في القدس ويبني المستوطنات الصهيونية في أراضي الضفة الغربية".

وأضاف الحليبي:" منذ قيام الكيان الصهيوني في 15 مايو 1948 وتشريد وقتل أبناء الشعب الفلسطيني على أيدي العصابات الصهيونية في فلسطين المحتلة، وقف الشعب البحريني وقواه السياسية مع حق الشعب الفلسطيني في النضال والمقاومة لدحر الاحتلال الصهيوني وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس،ونؤكد على حق العودة للاجئين الفلسطينيين من دول التي يعيشون فيها إلى وطنهم فلسطين".

رضي الموسوي: ترسخ في أدمغتنا أن الصلح مع الصهاينة جريمة.

الكاتب السياسي والأمين العام السابق لجمعيّة " وعد" رضي الموسوي، اعتبر أنّ التطبيع مع العدو طعنة في ظهر الفلسطينيين، مؤكّداً "وقوف الشعب البحريني وقواه الفاعلة، الى جانب الشعب الفلسطيني في نضاله المشروع من أجل تحرير أرضه من الاحتلال الغاشم وإقامة الدولة الفلسطينية الديمقراطية المستقلة وعاصمتها القدس، واعتباره مسألة العودة حق للاجئين الفلسطينيين لا يحق لأحد أن ينازعهم عليه".

11-2.jpg

وقال الموسوي لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" "نحن في البحرين فُطرنا على الوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني والتضامن معه ودعمه في كل المفاصل التاريخية التي مرت بها القضية الفلسطينية، والتي نعتبرها القضية المركزية للأمة العربية، وهي بوصلة الصراع في المنطقة".

وحول رسوخ القضيّة في الوجدان البحريني قال الموسوي :" تلقينا دروسنا القومية الأولى في المدارس على أيدي المدرسين الفلسطينيين والمصريين والسوريين والاردنيين واللبنانيين، بالإضافة الى المدرسين البحرينيين. دروس تفيد بأن فلسطين غير قابلة للقسمة..هي أرض للفلسطينيين من النهر الى البحر وأن المدرس اللاجئ الذي علمنا الرياضيات والفيزياء..لابد له أن يعود الى بيته في فلسطين، سواء كان في الرملة أو الخليل أو صفد أو اللد او في القدس".

وأكّد الموسوي أنّ "هذه قناعات زُرعت فينا وكبرت في ادمغتنا، كما ترسخ أن الصلح مع الكيان الصهيوني المحتل جريمة، والتطبيع معه خيانة للدم الفلسطيني والعربي، ومنه الدم البحريني الذي اختلط مع الدم الفلسطيني والعربي في فلسطين والأردن وبيروت".

 

فجوة كبيرة بين الأنظمة والشعوب في مسألة التطبيع

اعتبر الموسوي، أنّ "هناك فجوة كبيرة بين الأنظمة وبين الشعوب العربية التي ترى في هذه الأنظمة سبباً رئيسياً في نكبة العام 1948، بعد أن سلموا مقاليد أمرهم للانتداب والقوى الغربية الاستعمارية".

إضافة إلى أنّ الشعوب تعتبر "أنّ الأنظمة هي السبب في نكسة حزيران 1967، وفي مجازر أيلول 1970، وفي تطيير نصر أكتوبر 1973، وهي سبب المآسي التي حلت في الغزو الأول لجنوب لبنان في مارس 1978، ثم في حزيران 1982، وما تبعه من مجازر صبرا وشاتيلا في سبتمبر أيلول 1982، وفي الضغط على الجانب الفلسطيني في مؤتمر مدريد 1991، الذي قاد الى اتفاق أوسلو في سبتمبر /ايلول 1993 واتفاق وادي عربة في أكتوبر /تشرين الأول 1994" بحسب الموسوي.

كما أشار في حديثه لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" إلى أنّ "الواقع الفلسطيني تأثر سلبا بالواقع العربي، بخروج أكبر دولة عربية وهي مصر من معادلة الصراع مع الصهاينة بعد اتفاقية كامب ديفيد" وهو ما ضعضع الجبهة العربية برمتها، حتى وصلنا الى ما وصلنا اليه في الوقت الراهن من تشرذم وفشل الدولة القطرية في معالجة ابسط ازماتها المعيشية، حسبما أضاف.

ولفت الموسوي، إلى أنّ "ضعف الأنظمة، وغياب الديمقراطية وشيوع الرأي الواحد، أدى إلى تجرؤ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في فرض صفقة القرن وورشة المنامة في 2019".

وأشار الكاتب والسياسي البحريني إلى ضرورة مغادرة الفلسطينيين لحالة الانقسام، نظراً لكون الموقف الفلسطيني الرافض لصفقة القرن هو كان الأمر الحاسم في رفضها ورفض ورشة المنامة.

 

الأمل موجود رغم خيارات الأنظمة

واعتبر الموسوي، "أنّ الأمل دائما موجود والإحتلال ليس قدرا نُسّلم به، هو احتلال غاشم جثم على صدر الأمة عقودا وفي في أهم جزء منها، فلسطين، ليوجه طعنة في خاصرة التنمية والتطور".

وأشار، إلى أنّ هذا الاحتلال الآن "نجح في إبقاء الأمة العربية مشتتة ومأزومة، تحكمها الأزمات المتناسلة من بعضها البعض" لافتاً إلى أنّ " صيرورة التاريخ تؤكد أن هذا الليل الطويل سينجلي لا محالة، وأن هذا الانزلاق نحو التطبيع الذي تمارسه بعض الأنظمة وتدعي زورا أن هناك من يؤيدها من شعوبها، هو لايعبر عن الشعوب العربية".

ولفت موسوي، إلى أنّ "الأنظمة توظف شركات العلاقات العامة وتُصدر الفرمانات لمؤسسات المجتمع المدني المحلية وتأمرها بإصدار بيانات التأييد للتطبيع تحت طائلة العقوبات، موكّاً أنّ الشعب البحريني مؤمن ايمانا قاطعا بعدالة القضية الفلسطينية ويعتبرها قضيته المركزية، ويسهم بقسطه في دعم أهلنا في فلسطين والوقوف معهم في نفس الخندق والتضامن معهم".

كما نبّه الكاتب والسياسي البحريني، إلى الإعلام العربي الذي " يرقص للتطبيع" معتبراً إيّاه "مدفوع الثمن لا يعبّر عن الحقيقة" مؤكّداً أنّ موقف الشعوب العربية والخليجية ثابت وواضح إزاء مسألة التطبيع مع العدو الصهيوني.

 

اطردوا المطبّعين من حياتكم

من جهته، عبّر الناشط السياسي البحريني غسّان سرحان، عن عجز الشعب البحريني على التظاهر رفضاً للتطبيع، وقال في تغريدة له : "قد لا نستطيع التظاهر، ولكننا أمام هذا الموقف لن نرضى بغير أن نُسمع العالم باسره، اننا بريئين براءة تامة من أي علاقة مع الكيان المسخ، وسنقاوم ونقاوم ونقاوم ونقاوم حتى نستعيد حقنا في هذا العالم".

84a6907e-625d-451e-9a1d-bf3a51ddf7e1.jpg
 

وتوجّه سرحان إلى البحرينيين الأحرار لمقاطعة كل مروّج وداعم للتطبيع قائلاً: "خطوة بعد رفع الصوت، هي مقاطعة كل داعم ومروج للتطبيع: أطردوهم من مجالسكم من قائمة أصدقائكم، من معارفكم ومن كل تفاصيل حياتكم وليعيشوا الخسة التي يريدون مع من يليق بهم".

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب قد أعلن الجمعة 11 أيلول/ سبتمبر، "انضمام مملكة البحرين إلى الإمارات في إبرام اتفاق لتطبيع العلاقات مع إسرائيل".

وسيستضيف ترامب يوم غد الثلاثاء المقبل في البيت الأبيض " حفلاً لتوقيع الاتفاق الإسرائيلي الإماراتي الذي تم الإعلان عنه في 13 أغسطس/آب الماضي" فيما قالت مصادر بحرينيّة إّن الملك البحريني سيكون حاضراً خلال مراسم التوقيع.

خاص/بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد