تشهد سوريا أزمة حادّة في المواصلات جرّاء أزمة المحروقات التي تعصف بالبلاد منذ أسابيع، شحّت على إثرها وسائل النقل العامّة، ما حرم المئات من طلبة الجامعات الفلسطينيين من أبناء مخيّمات ريف العاصمة، من الوصول إلى جامعاتهم ووظائفهم في دمشق.

في مخيّم السيّدة زينب، يخرج يوميّاً عشرات الطلبة والموظفين منذ الساعة السادسة صباحاً، لإنتظار وسيلة نقل تقلّهم إلى جامعاتهم وأماكن عملهم في العاصمة السوريّة، ومعظمهم لا يوفّقون في الظفر بمقعد في "ميكروباص" يمر كلّ ساعتين حسبما أكّد "وسام" أحد أبناء المخيّم في حديث لـ" بوابة اللاجئين الفلسطينيين".

المصاعب مُضاعفة على العمال والموظفين نظراً لعقوبات التأخر والغياب.

وأضاف اللاجئ، أنّ الكثير من طلبة الجامعات، باتوا يتأخرّون عن الالتحاق بدوامهم الجامعي، وتفوتهم المحاضرات الصباحيّة، وآخرون يتملّكهم اليأس من امكانية الركوب ما يدفعهم للعودة إلى المنزل وإتاحة المجال للموظفين وخصوصاً كبار السنّ.

وأشار الاجئ "وسام" وهو طالب في كليّة الآداب بجامعة دمشق، إلى أنّ المصاعب تكون مُضاعفة على الموظفين والعمّال الذين يعملون في مؤسسات وشركات في دمشق، نظراً لكون التأخّر أو الغياب عن العمل يترتّب عليه عقوبات تطال لقمة عيشهم.

وفي مخيّم خان دنون الذي يبعد 23 كيلومتراً عن العاصمة دمشق، تتوالى الشكاوى إلى الفصائل الفلسطينية والجهات الحكومية المعنيّة، للنظر في أزمة المواصلات، التي تبدو اليوم أبعد عن الحل بسبب أزمة المحروقات التي تضرب عموم سوريا وكافة مناطقها.

 

مطلب بتوفير باص خاص للطلاب والموظفين في خان دنون

وفي شكوى أرسلها لـ" بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، طالبَ  اللاجئ " أحمد صالح" بإيصال مطلبه للمسؤولين الفلسطينيين في الفصائل كافّة ولـ"لهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب" ممثلة بمديرها علي مصطفى، لإيجاد حلّ عاجل عبر تخصيص باص من الحجم الكبير يوميّاً لطلبة الجامعات الموظفين الذين باتت مسألة إيجاد وسيلة نقل تنقلهم إلى العاصمة دمشق شبه مستحيلة.

وأشار اللاجئ في رسالته، إلى أنّ "توفير باص لأبناء المخيّم يعمل على مادة المازوت، ليس مسألة صعبة، وأنّ الفصائل الفلسطينية وهيئة اللاجئين لن يصعب عليهم تأمين المازوت للباص، والأهالي مستعدون لدفع رسم اشتراك".

وطالما كانت أزمة المواصلات في مخيمات ريف دمشق، عامل إرهاق إضافي للاجئين طوال سنوات الأزمة، تصطف إلى جانب ألأزمات المعيشيّة والخدميّة، في حين تسود مخاوف من تفاقمها بشكل أكبر خلال الفترات المقبلة، مُتأثّرةً بالانهيار المتواصل والمتسارع للأوضاع الاقتصاديّة في البلاد.

وتتشارك كافّة المخيّمات الواقعة في ريف العاصمة السوريّة دمشق، هذه الأزمة، ولا سيما مخيّمات سبينة وخان الشيح، وذلك لبعدها عن العاصمة، وعمل العديد من أهلها كموظفين وعمّال في مناطق بعيدة، فضلاً عن طلبة الجامعات والمعاهد المتوسّطة.

سوريا-خاص/بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد