"كرتونة لاجئ" مبادرة لكسر الجهل الأوروبي بالمجتمعات الأمّ للاجئين

الإثنين 20 مارس 2017
ناشطون من مبادرة
ناشطون من مبادرة

هولندا - بوابة اللاجئين الفلسطينيين

من وحي ما مثّلته "الكرتونة" في زمن الثورة والحرب في العالم العربي، حيث أضحت منبراً بدائيّاً فعّالاً لعرض الشعارات وتبيان الحقائق أمام العالم، اقتبس القائمون على مبادرة "كرتونة لاجئ" فكرتهم، الراميّة الى "نشر كل الأفعال الايجابية للاجئين في أوروبا، التي من شأنها تغير الرأي العام والصورة النمطية عن اللاجئين" وفق ما ورد في تعريف المبادرة في صفحتها الرسميّة على موقع "فيسبوك"وذلك من خلال يافطات كرتونيّة يعرض ما يريد اللاجئ قوله عبرها، في تماس مباشر مع المُتلقين في الشارع.

يقول مؤسس المبادرة اللاجئ الفلسطيني في هولندا الناشط مصطفى بيطاري، لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين"  أنّ المبادرة "جائت للتركيز على الأشياء الإيجابيّة التي يفعلها اللاجئون في أوروبا، في وقت يركّز فيه الإعلام الأوروبي بقدر كبير على السلبيّات، لتستثمرها الأحزاب الحاكمة أمام جمهورها في تعليق أزماتها على أكتاف اللاجئين، في حين أنّ السلوكيّات السلبيّة لبعض اللاجئين، لا تتعدى النسب الطبيعيّة المتواجدة في كلّ مجتمع بما فيه المجتمع الأوروبي".

وعن الحافز الأبرز لولادة المبادرة قال بيطاري: "إنّ  الجهل المستشري لدى الكثير من الأوربيين، عن اللاجئين ومجتمعاتهم الأمّ، شكّل المحفّز الأبرز للمبادرة،  حيث دائماً ما نُفاجأ كلاجئين عرب  بأسئلة يطرحها علينا بعض الأوروبيين، من قبيل  (هل اشتقت للجمل ؟ هل تتجيد استخدام الانترنت؟)  فكان لابد من خلق مبادرات بسيطة، توّضح للمجتمع المضيف الصورة الحقيقية للاجئين ومجتمعاتهم الأمّ"

وأكّد بيطاري على أنّه ليس  الهدف من المبادرة " استرضاء المجتمع الأوروبي، بل لتوضيح الصورة المعتمة عن واقع اللاجئ ومؤهلاته وتميّزه" مشيراً الى أنّ "بين اللاجئين في أوروبا الكثير من الكوادر المبدعة، والأشخاص الذين لا يقلّون بشيء عن الأوروبيين، وما نسعى اليه في المبادرة، تبيان للأوروبيين  أنّ ما يميّزهم عنّا، ليس سوى الرخاء الاقتصادي وحقوق المواطنة، وهي عوامل  لو كانت متوفّرةّ في بلادنا الأمّ لكنّا بنينا حضارة مدنيّة متفوّقة".

 وإنطلقت باكورة نشاطات "كرتونة لاجئ" في اليوم الأوّل  للانتخابات البرلمانية الهولندية، التي جرت يوم 15 آذار، وتعمّد فريق المبادرة، التفاعل مع الحدث الانتخابي، نظراً لتأثيره بشكل أو باخر على حياة اللاجئين، حيث دعت المبادرة عبر صفحتها على "فيسبوك" اللاجئين للتفاعل كلٌّ في منطقته.

يقول الناشط مصطفى بيطاري: "لم يكن الهدف من النزول يوم الانتخابات حثّ الناخبين للتصويت للأحزاب المساندة للاجئين، ولا التحريض ضد من يكرهون اللاجئين، إنّما رفعنا لافتات كتبنا عليها عبارات حيادية، لكسر الحواجز مع المجتمع في المرّة الأولى فكانت العبارات من قبيل" :

"نتعلم منكم اليوم كي ننتخب في بلادنا غدا عندما تنتهي الحرب"

 "انتخبو بامان ....مع كل الحب"

 "انتخاباتكم اليوم ....هي ما نسعى له في بلادنا"

 "انتم محظوظون ....لانكم تمارسون حقكم في الانتخاب"

وعن حجم الاستجابة، والتفاعل من قبل الهولنديين يقول بيطاري: "في البداية كانت  الاستجابة  متوسط خصوصاً من  اللاجئين  السوريين،  بحكم الخوف من ردات فعل الهولنديين، ولكن سرعان ما تطورت بسرعة لتشمل 7 مدن كبيرة"

أمّا  تفاعل الهولنديين مع النشاط الأوّل، فوصفه  بيطاري، بالايجابي الى حدّ كبير، مضيفاً : "وصلنا للهدف الذي نريده، واحدى المعلقات من الهولنديات قالت، انتم اليوم هنا لكن بعد أربع سنوات سنتشرف بتصويتكم في داخل غرف التصويت"

 وقام بتغطية الحدث صحيفتين هولنديتتين وصحيفة أمريكية، وأجروا مقابلات مع اعضاء الفريق، الذي يتكون من 5 اشخاص، كما وصلت  للفريق الكثير من الدعوات للقاءات حوارية مستقبلية، ولنشاطات عديدة على إثر هذه المبادرة ما يدل على ايجابية الصدى الذي حققته بالشارع الهولندي بحسب الناشط بيطاري.

خاص - بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد