سوريا - بوابة اللاجئين الفلسطينيين

سلسة من الأحداث المفصليّة، شهدتها المخيّمات الفلسطينية في سوريا، خصوصاً مخيّم اليرموك جنوب العاصمة دمشق، على مدار إثني عشر يوماً، حيث تصاعدت الأنشطة العسكريّة لتنظيم "داعش" على طول خطوط الجبهة مع خصومه، إن كانت على محاور جبهة جنوب دمشق مع فصائل المعارضة السورية المسلحة، أم على جبهات الفصل بينه وبين مناطق "هيئة تحرير الشام". معاركَ عنيفة وتبعات انسانيّة خطيرة على الأهالي من اللاجئين الفلسطينيين، الذين تابعوا سير حياتهم وأنشطتهم الوطنية رغم ظروف الحرب والحصار.

مخيّم اليرموك

في ظهيرة يوم الثلاثاء 18 نيسان، شنّ تنظيم "داعش"  هجوماً على مناطق التماس الفاصلة بين مخيّم اليرموك وبلدة يلدا جنوبي دمشق.

وأفاد "مراسل بوابة اللاجئين الفلسطينيين" أنّ اشتباكات عنيفة قد جرت على طول المنطقة الممتدّة من قطّاع المسبح وصولاً لمنطقة حاجز شارع العروبة وحي الزين في مخيّم اليرموك، بين عناصر "داعش" المهاجمين، وفصائل المعارضة السورية جنوب دمشق التي تصدّت للهجوم، فيما لا تزال عمليّات القنص مستمرة من قبل "داعش" باتجاه المناطق المذكورة حتّى لحظة إعداد الخبر.

ويذكر أنّ فصائل المعارضة، التي تسيطر على منطقة حاجز العروبة الفاصل بين مخيّم اليرموك وبلدة يلدا، كانت قد أغلقت الحاجز أمام حركة مرور الأهالي، منذ يوم السبت 15 نيسان، وذلك تحسّباً لهجوم متوقع من قبل تنظيم "داعش" للسيطرة على المعبر، الذي هو المعبر الوحيد للأهالي المحاصرين في مخيّم اليرموك باتجاه بلدات جنوب دمشق.

وفي وسط المخيّم كذلك، نقل مراسل "بوابة اللاجئين" أنّ اشتباكات وقعت بين عناصر من تنظيم "داعش" من جهة، وآخرون يتبعون لـ"هيئة تحرير الشام" على محور شارع حيفا، نتج عنه مقتل عنصر من الهيئة.

 

وفي إطار ما خلّفه اغلاق المعبر، الفاصل بين المخيّم وجنوب دمشق، جرّاء هجمات "داعش" على خطوط التماس، من تبعات إنسانيّة، أفاد مراسل "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" أنّ الأهالي المحاصرين في مخيّم اليرموك، يعانون من انقطاع مادة الخبز وإرتفاع اسعار المواد الغذائيّة، منذ أن اقدمت فصائل المعارضة السوريّة جنوب دمشق، يوم السبت 15 نيسان، على اغلاق حاجز العروبة الواصل بين المخيّم وبلدة يلدا، والمستمر لليوم الرابع على التوالي.

ويعتبر حاجز العروبة، المنفذ الوحيد للأهالي مخيّم اليرموك المحاصرين،  بإتجاه بلدات جنوب دمشق، حيث يحصل أهالي المخيّم على حاجياتهم من الخبز والمواد الغذائيّة. وتسبب إغلاقه لليوم الرابع على التوالي بإنقطاع مادة الخبز عن الأهالي فضلاً عن عدم تمّكن طلّاب المدرسة البديلة لأهالي مخيّم اليرموك الواقعة في بلدة يلدا من الوصول الى مدارسهم.

ويشار الى أنّ اغلاق الحاجز، قد جاء تحسّباً لهجمات من قبل تنظيم "داعش" على منطقة المعبر، وكان التنظيم قد شنّ ظهر اليوم الثلاثاء 18 نيسان، هجوماً على منطقة العروبة، ماقد يطيل من مدّة اغلاق المعبر حتى اشعار آخر، ما سيفاقم من معاناة الأهالي المحاصرين في مخيّم اليرموك.

 

و أعادت فصائل المعارضة السورية، فتح حاجز العروبة الفاصل بين مخيّم اليرموك و شارع بيروت التابع لبلدة يلدا جنوب دمشق. ظهر الأربعاء 19 نيسان، وبدأت حركة مرور المدنيين بالمعاودة مجدداً بعد خمسة أيّام من الانقطاع.

وجاء فتح المعبر من قبل الفصائل، تنفيذاً من قبلها، لما جاء بورقة تعهّد حصلت "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" على نسخة منها، وقّعت عليها  مجمل الفصائل العسكريّة المسلحة في مخيّم اليرموك وجنوب دمشق، تنص على تحييد حاجز العروبة الواصل بين المخيّم وبلدة يلدا عن الصراع.

وجاء  في نصّ الورقة: " لما كان معبر العروبة معبراً مدنيّاً لا علاقة له بالعمل العسكري والقتل والقنص، نتعهد بعدم قنص وقتل أي مدني يمر على المعبر، سواء كان رجلاً أو امرأة أو طفلاً، ويبقى المعبر خارج صراع الفصائل المتقاتلة، ويكون قتالهم على الجبهات حتى لا يختلط دم المدني على المعبر مع لقمة عيشه"

وذُيّلت الأطراف المتعهدة الورقة بتواقيعها، والتي شملت طرفاً من تنظيم "داعش" بصفته طرفاً عن المخيّم، وهو ما لم يُؤلف عن التنظيم، الذي يعتمد عادةً صفته الاعتباريّة المعهودة التي يعرّف نفسه بها في مخيّم اليرموك كـ"الدولة الاسلامية – ولاية دمشق" ممهوراً بختمه وشعاره. كما وقّع على الورقة طرفاً من فصائل المعارضة في بلدة يلدا، وطرفاً عن لجنة التواصل، بالاضافة "للهيئة الأهليّة الفلسطينية" و "لجنة حقوق المدنيين".

ويأمل أهالي مخيّم اليرموك المحاصرين، أن تلتزم جميع الأطراف بما فيها تنظيم "داعش" بنصّ الاتفاق، واستمرار فتح الحاجز، الذي يعتبر الشريان الوحيد للأهالي المحاصرين في المخيّم، الذي بدأت تبعات اغلاقه لخمسة أيّام متتاليات، بالقاء ظلالها على الأهالي منذرة بمجاعة جديدة.

فسعر ربطة الخبز قد بلغ حدود 1500 ليرة سوريّة إنّ توفّرت، في ظل احتكار تنظيم "داعش" للمدخولات من مادة الخبز عبر منطقة القدم لعناصره وعائلاتهم، وفق ما أفادت مصادر "بوابة اللاجئين الفلسطينيين".

كما تجاوزت أسعار المواد الاستهلاكيّة الأساسيّة، كالأرز والسكّر حدود الالف ليرة سورية للكيلوغرام الواحد، وذلك بسبب شحّها من أسواق المخيّم، وتقول مصادر "بوابة اللاجئين" أنّ أسواق المخيّم قد تشهد انقطاعاً وشيكا للمواد التي كانت تُرفد اليها من مناطق جنوب دمشق، بسبب اغلاق الحاجز، عدا عن انقطاع الدواء، واستمرار انقطاع طلّاب المدارس البديلة في يلدا عن دراستهم.

وكانت فصائل المعارضة السوريّة المسلحة جنوب دمشق، قد أغلقت حاجز العروبة منذ يوم السبت الفائت 15 نيسان، تحسّباً لهجمات قد يشنّها تنظيم "داعش" على منطقة المعبر، وكان التنظيم بالفعل قد شنّ أمس الثلاثاء، أولى هجماته على مناطق التماس الممتدة من قطّاع المسبح في المخيّم وصولا الى العروبة وحي الزين، تصدّت له القوى المسلحة جنوب دمشق.

كما لم يتوقّف ناشطون من أبناء المخيّم قبيل توقيع التعهد آنف الذكر، عن إطلاق مناشدات للفصائل المسلّحة جنوب دمشق، من أجل ايجاد حلّ لمسألة اغلاق الحاجز، وتحمّل مسؤولياتهم تجاه الناس المتضررين، بغض النظر عن اسباب الاغلاق أو أحقيّتها، كون تلك الفصائل هي المسؤولة مسؤوليّة مباشرة عن أحوال الناس، في مناطق مخيّم اليرموك وجنوب دمشق.

 

وفي داخل مخيّم اليرموك حيث يتحكم تنظيم "داعش" بمصير 3 الاف لاجئ فلسطيني، قالت مصادر لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" أنّ تنظيم داعش يواصل اعتقال شبّان من مخيّم اليرموك، على خلفيّة ايقاعه بالمدعو "الليبي" المتّهم باغتيال ابو ربيع كرعونة قائد كتيبة "الكراعين" المقرّبة من "داعش" والذي تمّ اغتياله في الثاني من نيسان الجاري، بتفجير نفق كان في داخله، على محور التضامن شارع فلسطين.

وتجاوز عدد المعتلقلين لدى "داعش" 12 شابّاً، وقالت المصادر ذاتها، أنّ الاعتقالات تتم بناء على اقوال يدلي بها  المدعو "الليبي" لتنظيم "داعش" تهدف الى توريط شبّان من مخيّم اليرموك بتهم حيازة سلاح دون اذن "داعش"  او تعاون مع قوّات النظام، في حين ترجّح المصادر أنّ "الليبي" يقوم بذلك بناء على كيديّات شخصيّة تجاه من يورطّهم. كما أكّدت المصادر أنّ المعتقلين في مراكز "داعش" يتعرّضون لتشى صنوف التعذيب.

من جهة اخرى اندلعت إستباكات بين عناصر من  "داعش" من جهة، وآخرون يتبعون لـ "هيئة تحرير الشام" على محاور القتال في شارع حيفا، وجائت الاشتباكات بعد أن أقدم عناصر الهيئة على تفجير نفق لـ"داعش" كان قد جهّزه التنظيم لاختراق مناطق الهيئة، واسفرت الاشتباكات عن مقتل عدّة عناصر من الطرفين في حين لا تزال عمليات القنص مستمرةن وفق ما افادت مصادر "بوابة اللاجئين الفلسطينيين".

كما نقلت مصادر من داخل مخيّم اليرموك لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" أنّ عناصر تنظيم "داعش" قد فرضوا سيطرتهم بشكل كامل على المناطق التي تُعرف بـ"قطاع الكراعين" الواقعة في شارع فلسطين بمحاذات حي التضامن.

كما وقام عناصر "داعش" بتحصين المناطق التي دخلوا اليها، وبعث تهديدات للمدنيين القاطنين في مناطق القطاع " سوق فلسطين للخضار، وشارع البزوريات" وصلت الى حد التهديد بحرق منازلهم، إن لم يغادروها، وإعلان تلك المناطق كمناطق عسكرية مغلقة.

وتأتي هذه الاجراءات من قبل "داعش" وفق مصادر "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" بعد اغتيال  المدعو "أبو ربيع كرعونة" قائد مجموعة "الكراعين" المقربة من "داعش"  في انفجار داخل نفق كان بداخله في شارع فلسطين اوائل نيسان الجاري، ما كشف عن اختراق لتلك المناطق، دفع "داعش" لأن يتولّى بنفسه زمام الأمور فيها، بعد أن كانت تُدار عسكريّاً من قبل "الكراعين" بتكليفٍ منه، وفق المصادر.

 

وفي يوم الأحد 23 نيسان، دخلت قافلة محملّة بالمواد الغذائيّة والطبيّة، الى مناطق سيطرة "هيئة تحرير الشام" في مخيّم اليرموك، قادمة من جهة النظام السوري، وذلك تنفيذاً لاتفاق "المدن الاربعة" الذي شمل تسوية أوضاع مقاتلي الهئية في مخيّم اليرموك، وفكّ الحصار عنهم من جهة النظام.

ونشرت الهيئة عبر حسابها على "تويتر" صور لتلك المساعدات، وقالت أنّها ستشمل المدنيين المحاصرين في مناطق الهيئة.

ويشار الى وجود نحو 400 مدني محاصرين في مناطق ساحة الريجة وجادات عين غزال غرب اليرموك، وهي مناطق خاضعة لسيطرة "هيئة تحرير الشام " وتخضع لحصار مزدوج منذ قرابة الأربعة أشهر، من قبل تنظيم "داعش" وقوات النظام السوري، قبل ابرام اتفاق "المدن الأربعة" الذي أُدخلت بموجبه المساعدات الأخيرة.

وقام تنظيم "داعش" مساء  الثلاثاء 28 نيسان،  بنقض التعهّد الذي نصّ على تحييد المعابر وخطوط التماس بين مخيّم اليرموك وجنوب دمشق، و شنّ التنظيم  هجوماً على خطوط التماس بين مخيّم اليرموك وبلدة يلدا،  وفق ما نقل مراسل "" بوابة اللاجئين الفلسطينيين".

الاشتباكات التي استخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، تركزت في محور دوار فلسطين، ومحور شارع العروبة – شارع بيروت، حيث يوجد المعبر الذي يسلكه الأهالي المدنيين باتجاه بلدة يلدا.

ويشار الى أنّ هذا الهجوم هو الأول  لتنظيم "داعش" بعد تعهّد وقعّت عليه جميع الاطراف المسلحة يوم 19 نيسان، بما فيها تنظيم "داعش" يقضي بتحييد مناطق عبور المدنيين عن الصراع.

ويذكر أنّ "داعش" لم ينفك منذ يوم 15 نيسان، عن شنّ هجماته على مناطق التماس، التي تسببت في إغلاق المعبر لخمسة أيّام على التوالي، مخلّفاً ذلك  تبعات انسانية تطال القاطنين في مخيّم اليرموك، ولم يُعاد فتحه الا بعد توقيع التعهّد آنف الذكر.

 

وفي فجر الخميس 27 آذار، استفاق أهالي مخيّم اليرموك، على اصوات الرصاص والانفجارات، حيث بدأ تنظيم "داعش" هجوماً على مناطق سيطرة " هيئة تحرير الشام" في المخيّم.

ووفق مصادر "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" ، فإنّ الهجوم تركز على مناطق الهيئة المتاخمة لشارع حيفا وجادات صفوريّة، كما أنّ هجوما آخر شنّه التنظيم في منطقة الريجة، حيث سُمعت اصوات انفجارات واشتبكات بالأسلحة الرشاشة.

 وأشارت أنباء من داخل المخيّم، الى أنّ عناصر الهيئة قد استولوا على سيارة مفخخة دفع بها "داعش" الى منطقة الاشتباك، وهو ما يؤشر الى الخطورة الكبيرة التي تحيط بنحو 3 آلاف مدني في حال استخدم المتقاتلون هذه الأساليب المدمرّة.  

ويشار الى أنّ تحشيدات و استعدادات عسكريّة، قام بها "داعش" منذ بداية الأسبوع الجاري، على تخوم مناطق "هيئة تحرير الشام" ما بدا أنها استعدادات لهجوم واسع، ترجح مصادر "بوابة اللاجئين" أنّ يكون قد بدأ بالفعل.

أمّا في  يوم الجمعة التالي 28 نيسان، واصل "داعش" هجومه على مناطق الهيئة،حيث أفاد مراسل " بوابة اللاجئين الفلسطينيين" بتجدد المعارك، بين عناصر تنظيم " داعش" من جهة، ومقاتلوا "هيئة تحرير الشام" من جهة ثانية، في شارع اليرموك ومحور شارع حيفا وسط المخيّم.

وبالتزامن مع تلك المعارك، يكثّف عناصر "داعش" من إجراءاتهم الأمنية، ومراقبة حركة المدنيين داخل مخيّم اليرموك، خصوصاً على الحواجز الفاصلة بين المخيّم وبلدة يلدا جنوباً، ويشرع بتفتيش دقيق للمدنيين الداخلين والخارجين من وإلى المخيّم عبر معبر العروبة، كما نشر التنظيم  عدد من عناصره النسائية للقيام بتفتيش النساء على المعبر، وسط حالة استنفار على جميع مداخل ومخارج المخيّم وفي أحياءه الداخلية.

ونقلت مصادر لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" أنّ فصائل المعارضة المسلّحة في بلدة يلدا، تنوي اغلاق معبر العروبة _ شارع بيروت من جهتها، لحين انتهاء المعارك بين "داعش" و"هيئة تحرير الشام" في المخيّم.

وكانت المعارك قد استعرت بشكل غير مسبوق، ليل أمس الخميس 27 نيسان، حيث تبادل كلٌّ من "داعش" و"الهيئة" نيران الرشاشات الخفيفة والمتوسطة، والقذائف الصاروخية، كما نشر "داعش" صوراً لمجموعة من الانتحاريين، قال انّهم نفذو عمليات على نقاط تابعة لعناصر الهيئة في جميع محاور القتال.

وبلغت حصيلة القتلى وفق مصادر "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" نحو 21 قتيلاً و43 جريحاً من كلا الطرفين، بينما تزداد التخوفات على مصير مئات المدنيين، معظمهم من كبار السن والأطفال، لايزالوا عالقين في مناطق "هيئة تحرير الشام"، لا يُتاح لهم الخروج من مناطقهم بسبب حدّة المعارك.

 

وفي فجر يوم السبت 29 نيسان، شهدت مناطق جنوب مخيّم اليرموك المحاذية لبلدة يلدا جنوب دمشق، معاركَ عنيفة، بين تنظيم "داعش" من جهة و "كتائب أكناف بيت المقدس" من جهة ثانية.

 وقال مراسل"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" أن ّ الاشتباكات قد تركزت  في محيط المستشفى والمركز الثقافي العربي في حي المغاربة بالقرب من دوار فسطين، وفي محيط المدينة الرياضيّة، وهي مناطق خطوط تماس ساخنة يسعى تنظيم "داعش" التوغل فيها والسيطرة عليها منذ أيّام .

الى ذلك، أفاد مصدر ميداني مقرّب من  كتائب "أكناف بيت المقدس" لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" أنّ الكتائب قد قتلت نحو 5 عناصر من مقاتلي "داعش" في عمليّة نوعية، استعرت على اثرها المعارك بين الجانبين.

وكانت "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" قد حصلت على تفاصيل تلك المعارك، التي تبيّن أنها ناتجة عن عملية نوعيّة قامت بها "كتائب أكناف بيت المقدس" ضد مجموعة تابعة لتنظيم "داعش".

 فالعملية التي تمّت عند قطّاع الأكناف، في منطقة دوار فلسطين جنوب مخيّم اليرموك، جرى التخطيط لها قبل نحو عشرة أيّام من موعد تنفيذها، حيث تمّ استدراج أحد عناصر "داعش"  من قبل شاب من الأكناف، بعد أن أفصح له الأخير، عن نيّته الهروب والانشقاق عن الأكناف، والانضمام لـ"الدولة الاسلامية".

وبعد ذلك، ماكان من عنصر "داعش" الّا أن وصل شاب الأكناف، مع ما يُسمّى "الأمير الأمني"  لدى "داعش" المدعو فراس الشيخ، فبدأ التواصل بين الشاب و"الأمير الأمني" عبر "الواتس أب" واستمرّ التواصل قرابة الأسبوع، وتمحورت مجمل أحاديثهم عن كيفيّة التنسيق من أجل هروب الشاب من منطقة الأكناف  الى منطقة سيطرة "داعش" مع تصميم شاب الأكناف على منحه الأمان الكامل من قبل "داعش".

وجائت إجابة "الأمير الأمني" فراس الشيخ، لشاب الأكناف، أنّ "داعش" مستعدة لتهريبه ومنحه الأمان، كما عرض عليه فراس الشيخ، تعيينه أميرا لدى "الدولة الاسلامية"،  لكن شريطة أن يتعاون شاب الأكناف معهم، عبر تأمين طريق لدخول مقاتلي "داعش" الى قطاع الأكناف في منطقة دوار فلسطين.

 

وفي سياق إنساني، مرتبط بالمعارك بين "داعش" و"هيئة تحرير الشام" أفاد مراسل "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" بأنّ تنظيم " داعش" قد سمح للمدنيين المحاصرين في مناطق سيطرة "هيئة تحرير الشام" بالخروج والعودة الى مناطقهم عبر الحواجز الفاصلة.

كما سمح التنظيم للمدنيين، بإدخال كميّات محدودة من الغذاء، على أن لا تتعدى الكيلو ونصف الكيلو، من الأصناف المتوافرة في مخيّم اليرموك، بالاضافة الى رغيفٍ واحدٍ من الخبز.

ويشار الى أنّ هذه الخطوة، هي الأولى من نوعها منذ أن بدأ "داعش" معاركه للسيطرة على مناطق "هيئة تحرير الشام" في غرب اليرموك وشارع حيفا، التي يقطنها مئات المدنيين المحاصرين بين خطوط النار المستعرة بين "داعش" والهيئة.

جنوب دمشق..

أعلنت اللجنة المحلية لمخيّم اليرموك، بالتعاون مع منظّمة "اليوم التالي" في 20 نيسان،  عن فتح باب التسجيل في معهد الدورات المكثفة للعام الدراسي 2016 / 2017 للشهادتين الاعدادي والثانوي بفرعبها ( العلمي - الأدبي ) ذكوراّ واناثاّ.

يتم التسجيل في الدورة التي سيشرف عليها كادر تدريسي مختصّ،  ببناء المعهد التقي الواقع بين بلدتي يلدا وببيلا ( حارة الفلسطينيين ) يومياً من الساعة 10 صباحا الى الساعة 5 عصراً.

وستكون الدورة مقسّمة الى دوامين، الأوّل للإناث ويبدأ من الساعة العاشرة صباحاً، حتّى الواحدة والنصف ظهرا، ودواماً للذكور، ويبدأ من الساعة الواحدة والنصف ظهراً حتّى الساعة الخامسة والنصف عصراً.

 

وفي جنوب دمشق أيضاً، لم تغيّب ظروف الحصار والمعارك، الهمّ الوطني الفلسطيني عن عموم المهجّرين الفلسطينيين من أبناء مخيّم اليرموك الى بلدات جنوب دمشق المحاصر، حيث أقامت "الهئية الأهلية الفلسطينية" في بلدة ببيلا جنوب دمشق، فعاليّة شعبية يوم الاثنين 24 نيسان، إحياءً ليوم الأسير الفلسطيني، وتضامناً مع إضراب الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.

وحضر الفعاليّة، التي احتضنتها قاعة المركز الثقافي في بلدة ببيلا، حشدٌ كبير من أبناء مخيّم اليرموك المهجرين جنوب دمشق، و بمشاركة من الفعاليات المدنية والأهلية لأهالي المنطقة، كما ألقى  رئيس "الهيئة الأهلية الفلسطينية" الأستاذ فوزي حميد كلمة، تحدث فيها عن الإضراب البطولي للأسرى البواسل، في مواجهة الغطرسة الصهيونية، عبر معركة الأمعاء الخاوية التي يخضونها منذ 17 من نيسان الجاري.

و قدّمت مجموعة من أطفال مخيّم اليرموك، عرضاً مسرحيّاً يحاكي مأساة الأسرى في سجون الاحتلال وعموم الواقع الفلسطيني في ظل الاحتلال الصهيوني، بالاضافة لإلقاء مقاطع شعريّة من وحي المناسبة، لعدد من زهرات المخيّم الصغيرات.

 

كما أضائت "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" على واقع الأسعار في  أسواق بلدات جنوب دمشق المحاصر، حيث تشهد غلاءً كبيراً في أسعار الخضراوات والمواد الغذائية، بشكل مضاعف عن أسعارها في المناطق الأخرى من العاصمة دمشق، الخاضعة لسيطرة النظام السوري.

وتشكل أسواق جنوب دمشق " يلدا – ببيلا- بيت سحم"، المقصد الوحيد للأكثر من 12 الف مهجّر فلسطيني من أبناء مخيّم اليرموك، فضلاً عن 3 الاف فلسطيني محاصرين داخل المخيّم، يقصدون بلدة يلدا للتسوق، عبر معبر العروبة _ شارع بيروت بشكل يومي.

ويُلاحظ في أسواق الجنوب المحاصر، اقتصار التنوع في سلّة الموجودات، على أنواع قليلة من الخضراوات، في حين تغيب معظم أنواع الفاكهة، بسبب منع إدخالها من مناطق النظام، والاعتماد غالباً على ما يُزرع محليّاً على قلّته، لعدم توافر مستلزمات الزراعة بفعل الحصار. 

وتظهر القائمة  أدناه بأسعار الخضار، الفارق الكبير في أسعارها بين مناطق سيطرة النظام، ومناطق الجنوب الدمشقي المحاصر، وهو ما يزيد من معاناة سكّانه، نظراً لشحّ الموارد المالية، حصوصاً للسكّان الفلسطينيين الذين خسروا موارد رزقهم في المخيّم وهُجّروا عنها، وباتوا معتمدين بشكل أساسي على المعونات المالية القليلة والنادرة، للمنظمات الإغاثية.

أسعار بعض الخضراوات  في مناطق النظام

أسعار الخضراوات في أسواق جنوب دمشق المحاصر

بندورة: 225 ل.س

بطاطا: 400 ل.س

بطاطا:220 ل.س

خيار:400 ل.س

بصل: 215 ل.س

بندورة: 450 ل.س

زهرة: 130 ل.س

كوسا: 150 ل.س

ملفوف:120 ل.س

باذنجان: 350 ل.س

خيار: 200ل.س

زهرة: 150 ل.س

باذنجان: 175 ل.س

ملفوف: 175 ل.س

كوسا: 150 ل.س

فليفلة خضراء: 1000 ل.س

جزر: 130 ل.س

ليمون: 1200 ل.س

ليمون: 200 ل.س

حشائش الضمة الواحدة: 50 ل.س

تفاح: 150 ل.س

لا يوجد

برتقال:140 ل.س

لا يوجد 

كريفون: 90 ل.س

لا يوجد

موز:140 ل.س

لا يوجد

 

ضحايا وانتهاكات

تواصل في الأسبوعين الماضيين، سقوط الضحايا من اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، حيث قضى اللاجئ الفلسطيني "أحمد عدنان رجب"، في حي القابون في العاصمة السورية دمشق، وهو من أبناء مخيّم خان دنون للاجئين في ريف دمشق.

ويذكر أنّ حي القابون الدمشقي المحاصر من قبل قوّات النظام، يتعرّض لحملات عسكرية وقصف مدفعي وجوّي بين الحين والآخر، ما يرجّح قضاء اللاجئ أحمد رجب بواحدة من تلك الحملات

 

كما واصل تنظيم الدولة "داعش" انتهاكاته بحق اللاجئين الفلسطينيين على امتداد انتشارهم في الجغرافيا السورية، حيث استمرّ في تضييقه على الأهالي في تجمّع جلين، الواقع في بلدة جلين بمنطقة حوض اليرموك في ريف درعا الغربي.

وتأتي عمليّة تضييق التنظيم عليهم في سياق محاولات إخلاء المخيّم، حيث قام عناصر التنظيم بتوجيه إنذارات لهم لإخلاء منازلهم دون توضيح أسباب ذلك، بحسب ما نقلت "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا"

يشار إلى أنّ تنظيم "داعش" سبق أن ارتكب مجزرة، أواخر الشهر الثاني من العام الجاري، في بلدة جلّين، بعد أن تمكن مقاتلي ما يسمّى  "جيش خالد بن الوليد" التابع لتنظيم الدولة الإسلامية من السيطرة على كامل البلدة، عقب إشتباكات مع فصائل الجيش الحر والفصائل المتحالفة معها.

كما استهدف التنظيم أواخر الشهر الثالث عدد من اللاجئين، أدى إلى إصابة أربعة لاجئين بجروح بين المتوسطة والخطيرة وذلك خلال محاولتهم الهروب من تجمّع جلين الذي يسيطر عليه التنظيم.

وتجدر الإشارة إلى الأوضاع الأمنية الصعبة التي يعيشها اللاجئون الفلسطينيون في منطقتي جلين وتسيل جنوب سورية، وسط حالة من القلق والاضطراب الكبير بعد سيطرة تنظيم "داعش" على المنطقة.

خاص - بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد