السويد - بوابة اللاجئين الفلسطينيين

دشّنت مؤسسة "باب الشمس" مقرها الجديد في مدينة يوتيبوري (غوتيبيرغ) السويدية، بمعرض للصور الفوتوغرافية للمصوّرة الفلسطينية الأولى كريمة عبود (1896-1940) في إشارة إلى هوية هذا الكيان الشبابي الصاعد في المشهد الثقافي الفني السويدي، الذي بدأ يتشكل بقوة في المهجر إثر موجة اللجوء التي شهدتها القارة الأوروبية بفعل المتغيّرات السياسية التي عصفت في منطقة الشرق الأوسط خلال السنوات الأخيرة خاصةً بعد موجة اللجوء إثر الصراع في سورية.

تسعى  مؤسسة "باب الشمس" حسب القائمين عليها إلى بناء خطاب إنساني جامع يربط بين حضارات لا تُقيم وزناً للجغرافيات المتباعدة عن طريق صهرها في بوتقة ثقافية واحدة، ولقد انعكس توجّه مؤسسة "باب الشمس" في حجم ونوعيّة المشاركين في افتتاح المقر الجديد في قلب ثاني أكبر مدينة سويدية، وبدا ذلك واضحاً من خلال حشد فاق التوقعات، وكذلك من خلال تنوّع وجوه المشاركين من شخصيات ومؤسسات ثقافية وفنية وأهلية وشبابية من بينها "بيت الأدب" ومتحف مدينة يوتيبوري، ومؤسسة "هاسل بلاد" الثقافية، وجامعة الشعب، أرادت بهذه المناسبة التعبير عن روح التضامن مع جيل الشباب من القادمين الجدد من فلسطينيين وعرب في مشهد عنوانه التواصل والتبادل على المستوى الثقافي والفني والاجتماعي سعياً وراء خلق لغة إنسانية مشتركة يفهمها الجميع دون استثناء بغض النظر عن الانتماءات الضيقة.

في حين خصّت المؤسسة الفنانة الفلسطينية كريمة عبود بمناسبة افتتاح مقرّها تقديراً لدور المرأة الفلسطينية في بناء حضارة فلسطينية تجلّت ملامحها منذ عهود مبكرة بالمقارنة مع مثيلاتها حول العالم داحضة بذلك مقولة "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض"، التي أسست للرواية الصهيونية لحظة اغتصاب فلسطين عام 1948.

انسجاماً مع طبيعة المؤسسة الوليدة في محاولتها تقديم الصورة الحقيقية لمجتمعات المشرق العربي دون رتوش ومن خارج الصورة النمطيّة المألوفة التي تُلحق نوع من الأذى بجغرافيا لطالما اعتُبرت مهد الحضارات، اتسم افتتاح المقر الجديد للمؤسسة ومعرض الصور بالطابع نفسه، فلقد بدا الشغف المعرفي للمشاركين في هذه الاحتفالية ظاهراً للعيان، وكذلك توقهم إلى سبر أغوار نبض الحياة في توجّهات أعضاء المؤسسة من الناشطين الفلسطينيين والعرب والسويديين، وكذلك إيقاعات الحياة اليومية في صور كريمة عبود التي تستدعي ملامح دافئة من حياة الفلسطينيات والفلسطينيين ما قبل النكبة، إذ يؤكد الفنان الفلسطيني فادي خطاب عضو الهيئة الإدارية في مؤسسة "باب الشمس" أن الجانب الفلسطيني يحظى باهتمام خاص في أدبيّات وتوجهات المؤسسة، لا لشيء إلا لأن مجموعة كبيرة من أعضاء المؤسسة هم من الشباب الفلسطينيين، موضحاً أن المؤسسة تعمل على إبراز الوجه الحضاري لفلسطين من خلال كل ما هو متاح من وثائق وأعمال فنية وثقافية ومواهب شبابية، مثلما تسعى إلى تكريس نفسها في المشهد الثقافي الفني السويدي.

فيما يتعلق برؤية المؤسسة، أكد خطاب أن الأمر يتعلق بإبراز الجانب الفني الأصيل للقادمين الجدد في الخطاب الموجه للمجتمع السويدي، فضلاً عن تقديم صورة حقيقية عن مواهب الشباب منهم ارتباطاً بجذورهم الثقافية والفنية.

أوضح خطاب كذلك أن المؤسسة تسعى من خلال تدشين المقر "الغاليري الجديد" إلى تجسيد منبر للثقافة والفنون يستقطب الفنانين والمثقفين وأصحاب المواهب من عرب وسويديين ولا سيّما فئة الشباب والقادمين الجدد منهم، مؤكداً أن برنامج المؤسسة يتضمن تنظيم معارض فنية وعروض سينمائية وأمسيات شعرية وورشات عمل متنوعة.

بينما أشار الفنان الفلسطيني إلى أن اختيار المصورة كريمة عبود مادة لباكورة أعمال المؤسسة في مقرها الجديد ليس صدفة، ذلك أن عملية الاختيار هذه تتوخى تسليط الضوء على سيدة فلسطينية تُعد مثالاً للمرأة العربية خارج الصورة النمطيّة المأخوذة عنها، إذ يُظهر المعرض جانباً مهماً من الحياة اليومية للمرأة الفلسطينية في فترة ما قبل نكبة عام 1948، مثلما يُظهر أنّ اهتماماتها كانت تتعدّى تفاصيل الحياة المنزلية وأنها طرقت ميادين عامة عديدة كالفنون والأدب والشعر، ما يعكس مستوى التطوّر الحضاري لفلسطين ما قبل النكبة، التي شهدت حراكات ثقافية وفنيّة وإعلامية غنيّة استقطبت أنظار العالم.

كما بدا ذلك الانسجام جليّاً من خلال كلمة مقتضبة ألقتها الإعلامية السويدية آنا ماريا هوغلاند عضو الهيئة الإدارية لمؤسسة "باب الشمس"، وأوضحت فيها منطلقات المؤسسة وتوجهاتها مُلقيةً الضوء على جانب من برامجها وفعالياتها ودوراتها التدريبية المُنجزة حتى الآن ومن بينها  دورة التصوير الصحافي، التي أشرف عليها الفنان الفلسطيني فادي خطاب، ودورة التدريب الصحفي بإشراف الصحفي الفلسطيني باسل أبو حمدة، بالإضافة إلى عدد من ورشات العمل التي تناولت أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في ظل تطوّرات الربيع العربي، وتنظيم يوم للسينما الفلسطينية ومعرضاً للصور التي التقطها المشاركون في دورة التصوير الصحفي.

"باب الشمس"

ثمّة حقيقتان بالحياة هما الحب والحرب / هذه فلسفة الخسارة والأمل المُزمن .. باب الشمس مركز ثقافي فلسطيني لمجموعة من الشباب القادمين الجدد والأصدقاء السويدين لا يملكون شيء إلا الأمل والحب والفن لتغيير العالم ..

تعمل المؤسسة على دعم المشاريع الفنية من معارض فنون وتصوير وصناعة أفلام وتنظم ورشات عمل في السويد للقادمين الجدد بدون شروط تُذكر، فقط يعرض المشروع على اللجنة الفنية في المؤسسة للتقييم وللمؤسسة لها شراكات وتواصل مع مؤسسات ومراكز ثقافية سويدية قد تُفيد الفنانين من القادمين الجدد على التشبيك مع المؤسسات وإثراء تجربتهم معاً للتغيير العالم بالفن والأمل والحب.

 

 

 

شاهد الفيديو حول المصورة الفلسطينية كريمة عبود►

 

خاص - بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد