جمعة الأقصى.. ثلاثة شهداء وانتفاضة شعبيّة في فلسطين المحتلة

الجمعة 21 يوليو 2017
خلال المواجهات مع الاحتلال في القدس المحتلة
خلال المواجهات مع الاحتلال في القدس المحتلة

فلسطين المحتلة - بوابة اللاجئين الفلسطينيين

انطلقت مسيرات وتظاهرات في مدن وقرى ومخيّمات فلسطين المحتلة وخارجها في جمعة الأقصى نُصرةً للمسجد الأقصى والقدس المحتلة وأهلها، بعد رفضهم البوابات الإلكترونية التي نصبتها قوات الاحتلال على أبواب المسجد الأقصى في أعقاب عملية الشهداء جبارين. وقمعت قوات الاحتلال المتظاهرين والمُصلّين، واندلعت مواجهات في مختلف المناطق استشهد خلالها ثلاثة فلسطينيين وأصيب المئات.

وكانت قوات الاحتلال قد فرضت إجراءات مُشددة على كل من حاول الوصول للأقصى، وانتشر آلاف جنود الاحتلال بشكل مكثّف في جميع أرجاء القدس المحتلة، مُحاصرين المدينة والأقصى والأهالي ونصبوا الحواجز.

حاولت قوات الاحتلال في وقت صلاة الجمعة دفع الأهالي بمنطقة الأقصى وإخراجهم إلّا أنّ أصواتهم قد علت بالهتافات وشرعوا في الصلاة رغم اعتداء قوات الاحتلال عليهم وقمعهم، لتندلع المواجهات العنيفة بعد الصلاة.

وفي ساعات المساء قامت قوات الاحتلال بقطع التيار الكهربائي عن منطقة باب الأسباط بسبب تجمّع الأهالي للصلاة، وقامت بضرب القنابل، ثم تجمّع الأهالي مُجدداً

وزارة الصحة الفلسطينية أعلنت عن استشهاد ثلاثة شبان برصاص قوات الاحتلال والمستوطنين، أوّلهم الشهيد محمد محمود شرف (17) عاماً من بلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى عقب إصابته برصاصة في الرقبة أطلقها مستوطن، ونزف لفترة في الشارع حتى تمكّنت طواقم الإسعاف من تقديم العلاج له ثم استشهد.

الشهيد الثاني الشاب محمد حسن أبو غنام (21) عاماً من حي الطور شرقي القدس المحتلة برصاص قوات الاحتلال خلال المواجهات التي اندلعت في المنطقة، وتم نقله إلى مستشفى المقاصد الخيرية بالمدينة قبل أن يتم الإعلان فيما بعد عن نبأ استشهاده، واضطر الشبان إلى تهريب جثمانه خارج المستشفى للقيام بدفنه قبل قيام قوات الاحتلال باحتجاز جثمانه.

الشهيد الثالث الشاب محمد محمود لافي (18) عاماً من بلدة أبو ديس شرقي القدس المحتلة، جراء إصابته بالرصاص الحي في الصدر وتم نقله إلى مجمّع فلسطين الطبي برام الله المحتلة وحاولت الطواقم الطبية إسعافه إلّا أنه تم الإعلان عن استشهاده فيما بعد.

وكانت قد اندلعت مواجهات عنيفة في كافة أرجاء القدس المحتلة طالت شارع صلاح الدين ومخيّم شعفاط والحاجز المُقام على مدخله ووادي الجوز والطور وسلوان ورأس العامود والعيزرية وأبو ديس، وغيرها من المناطق.

خلال المواجهات التي استمرت لساعات، حاصرت قوات الاحتلال مستشفى المقاصد الخيرية بالقدس المحتلة واقتحمته وقامت باعتقال عدد من المُصابين والأطباء مُطلقةً النار داخل المستشفى، في محاولة لاختطاف جثمان أحد الشهداء، كما أطلقت كلابها على المُصابين في مواجهات المدينة المحتلة. وناشدت المستشفى المقدسيين للتوجه للتبرّع بالدم نظراً لارتفاع عدد الإصابات وخطورة الكثير منها، كما ناشدت أن يتوجّه للمساعدة أطباء تخدير وجراحة.

في الضفة المحتلة اندلعت مواجهات أخرى طالت حاجز قلنديا العسكري الذي يفصل القدس ورام الله المحتلتين عن بعضهما، عقب وصول مسيرة نصرةً للأقصى في محاولة للدخول إلى القدس، إلّا أنّه بعد رفض الاحتلال ومنع المُصلّين اندلعت مواجهات عنيفة في المنطقة أدت لوقوع إصابات واندلاع حريق في منزل بعد إطلاق قوات الاحتلال قنابل الغاز والصوت في تلك المنطقة.

امتدت المواجهات كذلك إلى رام الله المحتلة في عدة نقاط وقرى واتجهت مسيرة أخرى إلى مستوطنة "بيت إيل" شمالاً استمرت المواجهات فيها لساعات، ومواجهات في عدة مناطق بالخليل المحتلة طالت منطقة باب الزاوية والبلدة القديمة ومخيّم العرّوب للاجئين، بالإضافة إلى مواجهات على حاجز حوّارة في نابلس المحتلة، ومواجهات على المدخل الشمالي لبيت لحم المحتلة وفي بلدة تقوع، وانطلاق مسيرات للصلاة في الساحات العامة والملاعب في باقي مناطق الضفة المحتلة.

في الأراضي المحتلة عام 1948، كانت قد منعت قوات الاحتلال وصول الحافلات التي انطلقت من تلك المناطق، فأقام الأهالي الصلوات في الساحات العامة، لتنطلق فيما بعد التظاهرات على الطرقات ومداخل البلدات ومنها بلدة الطيبة وأم الفحم وعكا المحتلة، لتندلع مواجهات بين شرطة الاحتلال والشبان، وشهدت البلدات الفلسطينية المحتلة انتشار مكثف لقوات الاحتلال، بعد أن فصلت بين الأراضي المحتلة عام 1948 والقدس المحتلة.

في قطاع غزة اندلعت مواجهات استمرت لساعات بعد صلاة الجمعة وانطلاق مسيرات نُصرةً للأقصى، امتدت المواجهات على طول السياج الأمني العازل الذي يفصل القطاع عن الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، شرقي بلدة خزاعة جنوب القطاع، شرقي مخيّم البريج للاجئين وسط القطاع، وشرقي مدينة غزة قرب موقع "ناحل عوز" العسكري، وشرقي مخيّم جباليا للاجئين شمالاً، ثم انطلقت مسيرة إلى حاجز بيت حانون شمالاً.

جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أعلنت أنّ طواقمها قد تعاملت مع (377) إصابة خلال المواجهات في القدس والضفة المحتلتين، ما بين إصابات بالرصاص الحي والمطاط وحالات اختناق وحروق وكسور، من بينها حالات خطرة، وكان من بين إصابات القنابل في القدس والضفة والقطاع ما أصاب المتظاهرين بشكل مباشر في الجسم.

والمتحدث باسم وزارة الصحة في غزة الدكتور أشرف القدرة أعلن عن إصابة (30) فلسطيني في القطاع بحالات إغماء جراء إلقاء قوات الاحتلال قنابل الغاز بشكل كثيف خلال المواجهات، وإصابة (6) مسعفين بحالات إغماء وتضرر سيارتين أحدها للهلال الأحمر والأخرى للخدمات الطبية شرقي جباليا.

كما أصيب (3) فلسطينيين بينهم مسعف بجراح طفيفة جراء تعرضهم لقنابل الغاز المباشر من قوات الاحتلال شرقي جباليا، بالإضافة إلى إصابة اثنين بجراح متوسطة في الرأس والقدم شرقي مخيّم البريج.

أما عن حالات الاعتقال، فاعتقلت قوات صهيونية خاصة "مستعربين" (6) شبان خلال المواجهات في حي وادي الجوز بالقدس المحتلة، بالإضافة لاعتقالات شبان في مناطق متفرقة، وحسب تقديرات من حضر المواجهات فالاعتقالات لا تقل عن (10) حالات.

هذا ومددت محكمة الاحتلال اعتقال عدد من القيادات المقدسيّة الذين اعتقلتهم قوات الاحتلال فجر الجمعة، وأفرجت عن آخرين بشروط، وجاء التمديد بحق القيادي في حركة فتح حاتم عبد القادر وأمين سر الحركة في القدس عدنان غيث، ومحمد أبو الهوى وسليمان الصياد حتى الأحد المقبل، وأفرجت عن رئيس لجنة أهالي الأسرى في القدس أمجد أبو عصب بشرط الإبعاد عن المسجد الأقصى والبلدة القديمة لمدة (15) يوماً وكفالة طرف ثالث، والإفراج عن زهير زعانين وموسى العباسي.

وفي وقتٍ سابق أفرجت عن فادي المطور وعرين الزعانين بكفالة مالية قيمتها ألف شيقل وحبس منزلي، بالإضافة إلى مادلين عيسى من بلدة كفر قاسم بشرط الإبعاد عن الأقصى لمدة (14) يوماً.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد