النمسا - بوابة اللاجئين الفلسطينيين

وليد صوان

من "نعيم الحياة" و"رغد العيش" في أوروبا إلى العودة لسوريا، قرار اختاره الفلسطيني السوري موفق أبو شلة بعد نحو أكثر من عام على وصوله إلى النمسا.

أبو شلة عاد إلى بيته في بلدة المزيريب جنوب سوريا بعد أن غادره جراء الحرب، على أمل إيجاد حياة أفضل فيها أمن وأمان، لكن رياح الحياة في أوروبا جرت بما لا تشتهي سفن الأحلام والآمال، فدونها الإجراءات البيروقراطية والحياة المختلفة كلياً عن نمط الحياة العربية، ناهيك عن الثقافة الغربية، بحسب أبو شلة.

أسباب كثيرة دفعت أبو شلة للعودة إلى سوريا منها "عدم قدرتي على التأقلم وصعوبة بدء حياة جديدة بلغة جديدة في بلد جديد، إضافة إلى صعوبة الحصول على عمل، واختلاف العادات والتقاليد، هو ما جعلني اتخذ قرار العودة" على حد قوله.

يتابع أبو شلة "لست نادماً على هذا القرار، ولا أشجع أحداً على البقاء في أوروبا أو العودة، فكل شخص أدرى بظروفه ووضعه، فأنا فضلت العودة إلى سوريا رغم ظروف الحرب التي هربت منها سابقا عام 2014، والحمد لله أعيش بين أهلي وناسي بخير وقريباً من وطني فلسطين الذي أحلم بالعودة إليه يوماً ما".

 

واجه الموت في رحلته إلى أوروبا

ربما تكون قصة موفق عادية لمن لجأ إلى أوروبا وغادرها، لكنها بالتأكيد ليست عادية لمن خاطر بحياته برحل قوارب الموت بين تركيا واليونان ، ناهيك عن مخاطر التنقل بين الأراضي السورية، إلا أن المرحلة الأخطر كانت في مقدونيا، حيث تعرض لإطلاق نار مع ابن شقيقته.

ثلاث رصاصات استقرت في جسد قريب أبو شلة، الذي نجا من الحادث بأعجوبة، إثر انقلاب السيارة التي تقلهم في مقدونيا، ومعها انقلب مسار الرحلة رأساً على عقب، فما هرب منه في سوريا جرى معه في درب رحلته إلى أوروبا، أملاً في مكان آمن يعيش فيه.

لا ينسى أبو شلة اللحظات العصيبة التي مر بها، خلال سعيه الحثيث لإنقاذ ابنة أخته المصاب بعاموده الفقري، ويتذكر جيداً كيف أخرجه من السيارة بكسر زجاجها، ومحاولاته المتكررة لإيقاف سيارة كي تقل المصاب إلى المستشفى، وهو ما تم بعد فترة زمنية، حيث نقلته سيارة إسعاف وأنقذ حياته.

وعقب ذلك نقلته الشرطة المقدونية إلى مركز احتجاز غازي أبابا، حيث ظل هناك مدة تتجاوز الشهرين، في ظروف يؤكد أنها في غاية السوء، جراء انقطاع المياه وعدم توفر مكان للنوم بشكل مريح، وقلة النظافة، ناهيك عن المعاملة السيئة.

وبحسب أبو شلة لا تقدم السلطات المقدونية العلاج إلا للحالات الخطرة جداً، حيث يتم نقلهم إلى خارج المركز الذي يقبع فيه حينذاك نحو 500 موقوف، بينهم نساء وأطفال، فيما تبرر السلطات توقيفهم بحجة أنهم شهود على المهرب الذي نقلهم إلى مقدونيا.

لا توجد أرقام رسمية تكشف عن أعداد اللاجئين ومنهم الفلسطينيين العائدين طوعاً إلى سوريا أو البلدان التي غادروها، في حين استقبلت النمسا نحو 42 ألف طلب لجوء العام الماضي بينهم 948 فلسطينياً، بحسب وزارة الداخلية النمساوية.

خاص - بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد