سوريا - بوابة اللاجئين الفلسطينيين

لم تَحُل ظروف الحرب السوريّة ووقائعها المهولة على مخيّمات اللجوء الفلسطيني في سوريا، دون سعي اللاجئون الفلسطينيون نحو التعليم، فطالما عُرف اللاجئون الفلسطينيون بنزوعهم الكبير نحو التحصيل العلمي، وكذلك المعلّم اللاجئ، الذي يبذل جهوداً جبّارة لخلق جودة تعليميّة للتلاميذ.

طاقات اللاجئين الفلسطينيين وكوادرهم التعليميّة، وتكاتفهم مع اشقائهم السوريين في مناطق جنوب دمشق المُحاصرة، بات رأس المال شبه الوحيد لاستمرار العمليّة التعليميّة لأبناء اللاجئين من مخيّم اليرموك، وابناء بلدات جنوب دمشق الثلاث، حيث وُلدت من الصفر ثلاث مدارس بديلة، من ضمنها مدرسة الجرمق.

" بوابة اللاجئين الفلسطينيين" اطلعت عن كثب، على أوضاع و سير العمليّة التعليمية في مدرسة الجرمق البديلة، وهي  واحدة من أكبر المدارس في بلدة يلدا من حيث الطاقة الاستيعابيّة للتلاميذ، وعدد المدرسين، وتعاني من شحّ الدعم الذي تقدّمه وكالة " الأونروا" و"منظمة التحرير".

المدرسة التي تأسست في مخيّم اليرموك، و بجهود ذاتية وجماعية  إبان العام الدراسي 2012 – 2013، اضطرّت للنزوح بشكل كامل الى بلدة يلدا عقب احتلال تنظيم " داعش" للمخيّم في نيسان 2015، ومحاربته للمؤسسات التعليمية فيه، وعلى الرغم من تحصيل اعتراف من قبل " وكالة " الأونورا" ووزارة التربية السورية بمدرسة الجرمق البديلة، بعد جهود كبيرة بذلها الكادر التعليمي، الّا أنّ المدرسة لا تتلقى دعماً يذكر من قبل الوكالة المعنية بشؤون اللاجئين الفلسطينين، الا بكميّات غير كافية من المواد القرطاسيّة والكتب وفق ما يؤكد القيّمون على المدرسة.

توفّر مدرسة الجرمق البديلة التعليم لنحو 1646 طالبٍ وطالبة، من المراحل الدراسيّة الثلاث " الابتدائية والاعدادية والثانوية بفرعيها العلمي والادبي"، يشكل الطلبة من اللاجئين الفلسطينيين ما نسبته 75 % من قوام طلّابها، يتوّلى تعليمهم نحو 46 معلّم ومعلمة في مختلف الاختصاصات والمواد التعليميّة.

مسؤوليّة كبرى، يسعى الكادر التعليمي للمدرسة اتمامها، ببذل الكثير من الطاقة الكفاحيّة لاستمرار سير عملية التعليم في المدرسة، فمعظم المدرسين والمدرسات لا يتقاضون ما يوفّر لهم تكاليف المعيشة في ظل ظروف الحصار وغلاء الأسعار التي تعانيها بلدات جنوب دمشق، فوكالة " الأونورا" ورغم اعترافها رسميّاً بالمدرسة، تنأى بنفسها عن تغطية رواتب المعلّمين، الأمر الذي تتكفل به هيئات مدنيّة تقدم لهم مكافآتٍ ماليّة غير ثابتة.

ووفق ما اكّد احد القائمين على المدرسة لـ" بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، فإنّ العام الدراسي الحالي 2017 - 2018، كانَ عاماً شديد الصعوبة ، حيث تأخرت " الأونروا" برفد المدرسة بالمواد القرطاسية والكتب، ولم تغطي كافة المراحل التعليميّة، فتبرعّت بعض الهيئات الاغاثيّة بتغطيتها. فالوكالة الدولية اكتفت بتغطية الصفوف الابتدائيّة بالكتب والقرطاسيّة، بينما تولّت " الهيئة الخيريّة لإغاثة الشعب الفلسطيني" شراء الكتب والمواد للصفوف الاعادية والثانوية وإدخالها الى المدرسة عبر " الهيئة العامة للاجئين".

وعلى الرغم من تجاهل وكالة " الأونورا" والجهات الفلسطينية الرسمية بشكل كبير، للمدرسة ونفقاتها واحتياجاتها الماديّة واللوجستية، وكذلك عدم الاعتراف بالكادر التعليمي و ورفض الوقوف على احتياجات أعضائه الماليّة، الّا أنّ العملية التعليمية تجري بجهود تطوعيّة، وتحمّل كبير للمسؤولية الاخلاقيّة، وتحقق الكثير من الانجازات الملموسة على مستوى مدارس سوريا.

فقد حافظت المدرسة منذ تأسيسها على نسبة تفوّق بلغت 80 % وما فوق، وخرجّت العديد من الطلبة المتفوقين الذين نالوا درجات خوّلتهم من دخول كليّة الطب البشري في جامعة دمشق، كما يحمل كادر المدرسة على عاتقه القيام بأنشطة دعم وتحفيز للطلبة بشقّيها التعليمي والترفيهي، وهو ما يحفّز رئاسة  " الأونورا" للالتفات الى الانجاز والاحتفاء به، والقيام بالحفلات التكريميّة لطلبة المدرسة المتفوقين، مع مواصلة التنكر الكامل للمدرسة وكادرها وجهودهم.

 

شاهد الفيديو

خاص - بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد