"اسرائيل" تبحث تحركات سياسية للخروج من مأزق مسيرات العودة ولا تستغني عن الحل عسكري

الثلاثاء 03 ابريل 2018
خلال مسيرة العودة الكبرى
خلال مسيرة العودة الكبرى

 فلسطين المحتلة - بوابة اللاجئين الفلسطينيين

ما تزال مسيرات العودة التي أطلقها الفلسطينيون في ذكرى يوم الأرض 30 آذار/ مارس تشكل عامل إرباك لقيادات الاحتلال السياسية والعسكرية التي تبذل جهوداً كبيرة من أجل إنهاء هذه الظاهرة السلمية بأقل خسائر ممكنة.

وهذا ما تظهره تعليقات الصحف العبرية على القضية، إذ يرى محللون سياسيون صهاينة، أنّ كيانهم  قد يواجه كابوساً تسعى "حماس" لصنعه، ربما ينال من جهود الدعاية "الاسرائيليّة" التي يبرر بها الكيان اعتداءاته الدموية على الفلسطينيين، ويتمثّل بصناعة حركة احتجاجية غير عنيفة تجبر الكيان على قتل المدنيين.

المحلل السياسي الصهيوني، جيمي شاليف اعتبر في حديث متلفز تناقلته وسائل إعلامية، أنّ "إسرائيل تراهن على عدم تمكن حماس من ضبط الرد العسكري على استمرار قتل المتظاهرين، وبالتالي جرّ الوضع الى حرب مسلحّة تُخرج اسرائيل من مأزقها".

ويورد شاليف في تحليله، أنّ "اسرائيل تراهن على عدم قدرة حماس ضبط نفسها ولو مؤقتاً، أمام سقوط القتلى الفلسطينيين، وستستأنف نضالها المسلح، ولو صحّت هذه الفرضية  فسرعان ما ستتجاوز إسرائيل ما يكدرها، وستهدر حماس ما جنته من مكاسب أثناء المواجهات مع الحشود الجماهيرية قريباً من السياج".

كلام شاليف، تدعمه استعدادات ميدانيّة، بدأها الإحتلال بتعزيز تموضعاته العسكرية على طول الخط الفاصل بين شرقي غزّة والأراضي المحتلّة، لمواجهة المسيرات المرتقبة الجمعة القادمة، حيث زار وزير الحرب الصهيوني افيغدور ليبرمان ظهر اليوم الثلاثاء، المنظقة للوقوف على تحضيرات واستعدادات جيش الاحتلال لمواجهة وقمع مسيرة العودة الجمعة المُقبلة، مجدداً تهديداته بالتصدي للمتظاهرين.

فيما عززت ما تُعرف بفرقة "غزة" في جيش الاحتلال من تمترساتها بإقامة السواتر والترابية والأسلاك الشائكة، وتكثيف نقاط القنص على طول الحدود، وهو ما يوحي بنوايا صهيونية لزيادة حجم الضغط الدموي وإسقاط العديد من الشهداء، للحصول على رد عسكري "مُشتهى" من قبل عناصر المقاومة.

 في سياق مواز، كشفت معطيات أوردتها صحيفة "معاريف" العبرية، عن تحركات على مستوى ديبلوماسي، تقودها كلّ من مصر والأردن بدفع "إسرائيلي"، بغية الخروج بصفقة تؤدي إلى إنهاء التصعيد على الحدود مع القطاع، مقابل تخفيف الحصار على قطاع غزّة وإيجاد حل لقضيّة معبر رفح، من خلال  آلية جديدة لتنسيق فتحه وإغلاقه، خصوصاً أنّ  وزير الحرب الصهيوني أفيغدور ليبرمان، أقرّ في وقت سابق أن القاهرة تفتحه وتغلقه بالتنسيق مع تل أبيب.

الاتصالات التي تجريها القاهرة، مع الولايات المتحدة و"إسرائيل" والفصائل والسلطة الفلسطينية، تهدف الى إقناع السلطة الفلسطينية و"اسرائيل"،  من أجل الحد من التصعيد خلال الفترة المقبلة، خشية أن يقود التصعيد إلى انفجار الموقف على نطاق واسع  وهو ما تخشاه "إسرائيل" بالدرجة الأولى.

الخبير الأمني بصحيفة "معاريف" يوسي ميلمان، تحدث عن سيناريو مرعب يتمثّل بتمكّن الحشود الفلسطينية من اقتحام خط الهدنة، مضيفاً أنّ الجيش الصهيوني قد "لا يستطيع ممارسة ضبط النفس و التقليل من استخدام الرصاص، خوفاً من تحقق هذا السيناريو"

وأشار، إلى  "أنّ الجيش قد لا  يحتمل التكيف مع حالة الاستنزاف الدموي على حدود قطاع غزة حتى إشعار آخر، وأنّ إسرائيل قد لا تستوعب أن يستمر جيشها في إحصاء أعداد القتلى والمصابين الفلسطينيين كل يوم، وربما تسعى للتفكير بطريق جديدة لتجاوز هذه الظاهرة  وإلّا فإنّ الكوابيس التي تخشى منها سوف تجد طريقاً للتحقق".

وكالات - بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد