فلسطينيون يعتزمون المغادرة إلى الشمال السوري: لا ضمانات للبقاء ولا ضمانات في الرحيل

الإثنين 30 ابريل 2018

سوريا

يتحضر عدد كبير من الفلسطينيين في جنوب دمشق اليوم، للرحيل إلى الشمال السوري، وذلك ضمن اتفاق التسوية الذي أبرم بين جانبي المعارضة السوريّة في البلدات الثلاث " يلدا – ببيلا – بيت سحم" والجانب الروسي، وأقرّ بصيغته النهائيّة أمس الأحد 29 نيسان/ أبريل.

غياب الضمانات للبقاء، يشكّل الهاجس الأكبر لنحو 5 آلاف عائلة فلسطينية مهجّرة من مخيّم اليرموك إلى البلدات الثلاث المحيطة بالمخيم، ويعبّر الكثير من الناشطين الفلسطينيين في المنطقة عن هذا الهاجس صراحةً، بسبب غياب الجهات السياسية الفلسطينية المعبّرة عنهم كفلسطينيين إزاء بنود التسويّة القائمة، في حين تُمثّل أهالي البلدات الثلاث هيئات محليّة، تفاوض عنهم مع الروس والنظام السوري، بما يخصّ تنفيذ أليّات تسوية الأوضاع والبقاء، وبحث سلامتهم واستمرارهم.

ويتخّوف اللاجئون الفلسطينيون، من تكرار تجربة  التسوية في مخيّم خان الشيح للاجئين بريف دمشق، والتي أبرمت في تشرين الثاني من العام 2016، حيث ماتزال عمليات التضييق والاعتقال جاريّة بحق من تقدّموا لتسوية أوضاعهم، وتُفرض إجراءات بحقّ سكّان المخيّم كاستحصال موافقات أمنية للدخول والخروج.

علاوةً على ذلك، قال ناشطون لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" إنّ معظم اللاجئين الفلسطينيين المهجّرين في البلدات الثلاث المحيطة بمخيم اليرموك، يفكّرون بالمغادرة بعد تدمير مخيّم اليرموك، وفقدان الأمل بالعودة إليه، وتنزع شريحة الشباب بالذات إلى المغادرة بسبب تخوّفها من الاعتقال والسوق إلى الخدمة الإلزاميّة في صفوف جيش النظام، ومحاسبتهم على سنوات التخلّف عن الخدمة.

وتلازم المخاوف اللاجئين الفلسطينيين كذلك، في حال مغادرتهم إلى مناطق الشمال السوري، فالمصير المجهول الذي يتحضّر لاستقبالهم، ليس أقّل وحشيّة مما ينتظرهم في حال البقاء، لا سيّما أنّ تجربة المهجّرين من مخيّم خان الشيح الى محافظة إدلب شمالي سوريا لا تبشّر خيراً، من جهّة انعدام وسائل العيش وغياب المنظمات الإغاثيّة ومصادر الدخل، وانتشار البطالة في صفوفهم.

وتعيش نحو 150 عائلة فلسطينية مهجّرة من مخيّم خان الشيح في إدلب، داخل مبانِ غير مؤهلّة للعيش، وبمستوى دخل لا يكاد يكفي قوت اليوم، في ظل شحّ كبير في المساعدة الإغاثيّة، ومن المتوقّع أن تلاقي مئات العائلات التي تتحضّر للمغادرة من جنوب دمشق، واقعاً أسواً في مناطق الشمال السوري، مع غياب لأي تحركّات من قبل المؤسسات والجمعيات الإغاثيّة الفلسطينية ووكالة " الأونروا" في سياق إعداد خطط طوارئ لإغاثتهم حال وصولهم الى تلك المناطق.

خاص - بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد