نيويورك
ألقى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عبّاس اليوم الخميس 27 أيلول/ سبتبمر، خطاباً أمام الجمعيّة العامة للامم المتحدّة في دورتها العاديّة للعام الحالي، وشدد خلاله على مسار المفاوضات وعمليّة السلام ورفض " العنف" حتّى الوصول إلى الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها "القدس الشرقيّة" على حدّ قوله.

وأكّد عباس على  تمسك سلطته  بـ"السلام وحل الدولتين، وبالمفاوضات التي لم نرفضها في يوم من الأيام سبيلاً لتحقيق ذلك" وفق ما قال، مشيراً إلى "مبادرة عرضها يوم 20 شباط/ الفائت،  تدعو إلى عقد مؤتمر دولي للسلام، يستند لقرارات الشرعية الدولية، والمرجعيات المجمع عليها أممياً، بمشاركة دولية واسعة تشمل الأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة، وعلى رأسها أعضاء مجلس الأمن الدائمين والرباعية الدولية".

وغاب عن خطاب عبّاس، أيّ ذكر لحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم المحتلّة، مكتفيّاً بالإشارة إلى ضرورة الاستمرار بدعم وكالة " الأونروا" وجعل دعمها التزاماً دوليّاّ ثابتاً، مذكّراً بأنّها قد تأسست بقرار من الجمعيّة العامة عام 1949، وتمّ تفويضها بتقديم المساعدة للاجئين إلى أن يتم التوصّل "لحل دائم لقضيّتهم" على حد قوله، دون التذكير بالحل  الأممي عبر تنفيذ القرار رقم 194 الذي ينص على عودة اللاجئين إلى الأراضي التي هجّروا منها عام 1948.

وحول مسار المصالحة والعلاقة مع قطاع غزّة، قال عبّاس إنه "خلال الأيام القليلة القادمة ستكون آخر جولات المصالحة، و بعد ذلك سيكون لنا شأن آخر ولن نقبل إلا بسلاح واحد وليس دولة ميليشيات".

مضيفاً أنّ "اتفاقنا مع حماس التزمنا به ويعرف المصريين أننا التزمنا بذلك، لكنهم (حماس) لم يلتزموا به، ونحن لن نتحمل أية مسؤولية من الآن فصاعدا إذا أصروا على رفض الاتفاق".

خطاب عبّاس، بما حمله من مضامين، شكّل حالة رفض شعبي وفصائلي واسعة، حيث انطلقت مسيرات عفويّة في مخيّم جباليا شمال قطاع غزّة وكذلك في رفح وخان يونس للتنديد بما اعتبره المشاركون تحذيراً لقطّاع غزّة المحاصر، في حال عدم الخضوع لمحددات السلطة في مسألة المصالحة، وهتفوا بضرورة رحيله.

كما أطلق ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، هاشتاع " #عبّاس_يمثّل_نفسه" بالتزامن مع القاء عبّاس لخطابه، لاقى انتشاراً واسعاً عبّر خلاله المتداولون عن  احتجاجهم من مضامين الخطاب التي تناولت قطاع غزّة بالتهديد والوعيد.

واستخدم المغردون عبر الهاشتاغ،  تصاميم وصور وتصريحات للرئيس عباس في خطابات سابقة، تدلل على اعترافه المفرط بدولة الاحتلال، ورفضه القاطع للمقاومة المسلحة الفلسطينية.

من جانبها، وصفت الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسسطين خطاب الرئيس عبّاس في بيان لها بـ" الباهت والمخيّب للآمال" وأضافت أنّ الخطاب "مستند على أسس مكررة المرتكزة على برنامجه الذي يرى بالتسوية والمفاوضات وسيلة لحلّ الصراع مع العدو والذي أثبتت التجربة على مدار ربع قرن فشله".

وأشارت، إلى أن عباس لم يحسم خطابه أي قضية،  وعلى رأسها عملية التسوية والمفاوضات والتي كان من المفترض أن يعلن تخليه عنها التزاماً بموقف الإجماع الوطني وقرارات المجلس المركزي الذي أكّد في دورتيه 2015 و 2018 على ضرورة التحلل من اتفاق اوسلو وسحب الاعتراف بالكيان الصهيوني.

وأضافت الجبهة، "أن استخدام أسلوب التعويم في المصطلحات والتحذير اللفظي دون القطع التام مع تجربة أوسلو المدمرة والتأسيس لمرحلة جديدة يعكس عدم وجود نية حقيقية باستخلاص العبر من أخطاء التجربة الماضية، والتسلح بنفس المنطق التقليدي في التمسك والتعويل على أوهام السلام والمفاوضات العبثية".

أمّا حركة "حماس" فقد اعتبرت تشديد عبّاس على مسار المفاوضات بعد مئات المؤتمرات والجولات وتكرارها ما هو إلا "استنساخ للفشل ومضيعة للوقت".

ووصفت  الحركة في بيان صادر عنها، خطاب عبّاس بـ"الفرصة الممنوحة للاحتلال، يستغلها لتغيير الواقع السياسي عبر الاستيطان والتهويد، ومحاولة تقويض حق العودة بالانقضاض على الأونروا" مضيفةً أنّ "كل ذلك يحدث والتنسيق الأمني مستمر، والمقاومة في الضفة مكبلة، والشعب مقيد في التعبير عن رفضه للتهويد والاستيطان حتى ولو بشكل شعبي وسلمي".

واعتبرت الحركة مضمون خطاب عبّاس " مكرراً"  مشيرةً إلى أنّ "ان ما تحدث به أبو مازن من مضامين هي إعلان صريح لفشل سياسته، واعتراف واضح بعجز مسار التسوية عن الوصول لأي حلول عادلة أو تحقيق أي إنجاز للشعب الفلسطيني، ولعل تساؤله عن حدود دولة الاحتلال كان أجدر أن يطرحه قبل تورط فريق أوسلو في رسالة الاعتراف بهذا الكيان".

وانتقدت الحركة،  ما اعتبرته "تجاهل عباس في خطابه لمسيرات العودة وكسر الحصار والتضحيات الكبرى التي يقدمها شعبنا في مواجهة الاحتلال" واعتبرت " استثناء غزة وبطولاتها وأهلها من خطابه هو تجسيد وتكريس لحالة الانقسام، وإعطاء الضوء الأخضر للاحتلال لمزيد من الجرائم والقتل وتسهيل تنفيذ صفقة القرن".

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد