وكالات

 

منذ أكثر من عامين، اقترح الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لأول مرة عزمه استئناف عملية التسوية بين السلطة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، والمتوقفة منذ عام 2014، ليكشف مساء أمس الثلاثاء، تفاصيل خطته المسماة "صفقة القرن".

أجمع الفلسطينيون على رفض هذه "الصفقة" والعمل على إجهاضها، بينما لاقت ترحيباً من غالبية الدول العربية والإقليمية، فيمم ا اشترطت دول أخرى بأن تتوافق والقرارات الدولية والثنائية الصادرة.

في التقرير التالي رصد لأبرز المواقف الصادرة حيال "صفقة القرن".

 

عباس: البدء بتغيير "الدور الوظيفي" للسلطة الفلسطينية

أكد رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس أن "القدس ليست للبيع، والصفقة المؤامرة لن تمر، وسيضعها الشعب الفلسطيني في مزابل التاريخ".

وأعلن، في كلمة متلفزة من رام الله، أنه سيتم بدء اتخاذ كل الإجراءات لتغيير "الدور الوظيفي" للسلطة الفلسطينية، تنفيذاً لقرارات المجلسين المركزي والوطني.

وكان في السادس والعشرين من شهر تموز/ يوليو الماضي، قد أعلن عباس أنّ القيادة قرّرت وقف العمل بالاتفاقيّات المُوقّعة مع الاحتلال، وتشكيل لجنة لتنفيذ القرار، عملاً بقرار المجلس المركزي، في خطوة ليست الأولى من نوعها إعلامياً.

حيث أقدم المجلس المركزي على نفس القرارات في اجتماعاته خلال كانون الثاني/يناير 2018، وعام 2015، لكن لم يتم تنفيذها من قِبل اللجنة التنفيذيّة لمنظمة التحرير، ورئيس السلطة محمود عباس، وفي قرار تشرين الأوّل/أكتوبر 2018 مُنح عباس حق تنفيذ هذه القرارات في أي لحظة، إلا أنه رغم كل ما دار على الساحة الفلسطينية وسياسات الاحتلال بحق الفلسطينيين، لم يستخدم هذا الحق الممنوح له من المجلس المركزي.

وطالب عباس في كلمته الفلسطينيين بـ "رص الصفوف وتوحيدها، وتعميق روابط الوحدة الوطنية، وإعطاء الأولوية على جبهة الاحتلال، وإسقاط مخطط تصفية المشروع الوطني الفلسطيني"، كاشفاً أنه جرى الاتفاق على لقاء رئيس حركة حماس إسماعيل هنية في قطاع غزة.

وأضاف "استراتيجيتنا ترتكز على استمرار كفاحنا الذي لم ينقطع لإنهاء الاحتلال، وتجسيد استقلال دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف"، موضحاً "سوف نبدأ فوراً باتخاذ كل الإجراءات التي تتطلب تغيير الدور الوظيفي للسلطة الوطنية الفلسطينية تنفيذاً لقرارات المجلسين الوطني والمركزي".

وشدد على أن "المؤامرات وصفقات العصر ومخططات تصفية القضية الفلسطينية إلى فشل وزوال، ولن تخلق حقاً ولن تنشئ التزاماً".
 

حماس: ندعو إلى وضع الخلافات جانباً

وفي سياق متصل، أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، رفض "صفقة القرن".

وخلال اتصال هاتفي مع عباس، شدد هنية أن حماس تقف "خلف مواقف الرئيس الثابتة" وتتمسك بالثوابت الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني.

ودعا الفلسطينين إلى وضع جميع الخلافات جانباً والوقوف صفاً واحداً في مواجهة كل مخططات تصفية القضية الفلسطينية وعلى رأسها "صفقة القرن".

كما تعهدت الحركة بـ "مجابهة" اقتراحات ترامب "العدوانية".

وأشار القيادي في الحركة، سامي أبو زهري، في حديث مع "رويترز"، إلى أن تصريحات ترامب العدوانية ستفجر غضباً كبيراً، مضيفاً "تصريحاته حول القدس فارغة وليس لها قيمة والقدس ستبقى أرض الفلسطينيين".

 

"أونروا": لا توجد نية لإنهاء عمل الوكالة

بدورها، أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" أنه لا توجد نية لإنهاء عمل الوكالة ولا لتسليم مهامها لأية جهة كانت.

وشددت في بيان اليوم الأربعاء، أنها مستمرة في التواجد على الأرض، و"مدارسنا وعيادتنا وخدماتنا الحيوية الأخرى مستمرة".

وأشار البيان إلى أن "الدعوة لإنهاء عملنا قبل معالجة جذور القضية وإحقاق الحقوق، يضرب عرض الحائط بآمال ملايين اللاجئين الفلسطينيين، وهي دعوة باطلة".

 

الأردن: "حل الدولتين هو السبيل للسلام الدائم"

من جهته، أكد الأردن أن "حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام الشامل والدائم".

وقال وزير الخارجية، أيمن الصفدي، في بيان: إن القضية الفلسطينية كانت وستبقى القضية العربية المركزية الأولى، موضحاً أنّ الأردن سينسق مع الأشقاء في فلسطين والدول العربية الأخرى للتعامل مع المرحلة المقبلة في إطار الإجماع العربي.

 

مصر تقدّر "الجهود الأمريكية"

إلى ذلك، دعت مصر إلى "الدراسة المتأنية للرؤية الأمريكية لتحقيق السلام، والوقوف على كافة أبعادها، وفتح قنوات الحوار لاستئناف المفاوضات برعاية أمريكية".

وأعلنت "تقدير" الجهود التي تبذلها الإدارة الأمريكية "من أجل التوصل إلى سلام شامل وعادل للقضية الفلسطينية، بما يسهم في دعم الاستقرار والأمن بالشرق الأوسط، وينهي الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي".

 

السعودية "تشجّع" الشروع بمفاوضات ترعاها الولايات المتحدة

السعودية كذلك "قدّرت" الجهود الأمريكية، وأعلنت تشجيعها "البدء مفاوضات مباشرة للسلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي تحت رعاية الولايات المتحدة الأمريكية ومعالجة أي خلافات حول أي من جوانب الخطة من خلال المفاوضات".

وأوضح بيان للخارجية أن "المبادرة أكدت أن الحل العسكري للنزاع لم يحقق السلام أو الأمن لأي من الأطراف، وأن السلام العادل والشامل هو خيار استراتيجي"، بحسب تعبير البيان.
 

الإمارات: خطة ترامب نقطة انطلاق مهمة للعودة للمفاوضات

الإمارات، التي حضر سفيرها مراسم الإعلان عن "صفقة القرن"، برفقة نتنياهو وسفيري عُمان والبحرين، "قدّرت الجهود الأمريكية المستمرة للتوصل إلى اتفاق سلام فلسطيني –إسرائيلي".

كما اعتبرت الخطة "مبادرة جادة تتناول العديد من المشاكل التي برزت خلال السنوات الماضية"، مدعية أن "الخطة المعلنة بمثابة نقطة انطلاق مهمة للعودة إلى المفاوضات ضمن إطار دولي تقوده الولايات المتحدة"

 

قطر: ترحيب وتقدير للمساعي الأمريكية

أما قطر فرحبت "بجميع الجهود الرامية إلى تحقيق السلام العادل والمستدام في الأراضي الفلسطينية المحتلة" بحسب تعبير بيان لوزارة خارجيتها

وأعربت عن تقديرها لمساعي الإدارة الأمريكية الحالية لإيجاد حلول للقضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي "طالما كان ذلك في إطار الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة".

 

تركيا ترفض "صفقة القرن" وتعتبرها "سرقة للأراضي الفلسطينية"

على الصعيد الإقليمي، أعلنت تركيا رفضها لخطة ترامب، ووصفتها بمحاولة لسرقة الأراضي الفلسطينية والقضاء على احتمالات إقامة دولة فلسطينية إلى جانب "إسرائيل".

وقالت وزارة الخارجية التركية، في بيان صحفي: إن خطة ترامب تهدف إلى القضاء على حل الدولتين وسرقة الأراضي الفلسطينية.

 

إيران: "صفقة القرن" ستكون كابوساً للعالم

بدوره، اعتبر وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، أن "صفقة القرن" ستكون "كابوساً ليس فقط للمنطقة بل وللعالم".

وقال، في تغريدة على حسابه الرسمي في موقع "تويتر": "ما يسمى برؤية السلام مجرد مشروع أضغاث أحلام لمطور عقاري مفلس، إلا أنها كابوس ليس فقط للمنطقة، بل وللعالم".

 

روسيا: "المهم هو موقف فلسطين وباقي الدول العربية من الخطة"

دولياً، أعلنت روسيا عزمها "دراسة" خطة ترامب، موضحة أنّها تنتظر أيضاً "ردود فعل الأطراف الأخرى".

وقال المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وإفريقيا، ميخائيل بوغدانوف: إن "المهم هو موقف فلسطين وباقي الدول العربية من الخطة".

وأكد أن "القرار الأخير بشأن الخطة سيكون بيد الفلسطينيين والإسرائيليين، وليس الأمريكيين.. نحن لسنا طرفا في هذا الصراع".

 

الاتحاد الأوروبي: الالتزام بـ "حل الدولتين"

أما الاتحاد الأوروبي، فأكد على الالتزام الكامل بـ "التفاوض لإيجاد تسوية سياسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين على أساس مقترح حل الدولتين".

وذكر أنه سيدرس خطة ترامب بشرط أن "تحترم قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة والمعايير المتفق عليها".

 

الأمم المتحدة: متمسكون بقرارات الشرعية الدولية

بدورها، شددت الأمم المتحدة على الالتزام بـ "مساعدة الفلسطينيين والإسرائيليين على حل الصراع على أساس قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي والاتفاقيات الثنائية".

وأشار المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، في بيان، إلى أن المنظمة "تتمسك بقرارات الشرعية الدولية والاتفاقيات الثنائية حول إقامة دولتين فلسطين واسرائيل، تعيشان جنباً إلى جنب في سلام وأمن داخل حدود معترف بها على أساس حدود عام 1967",  بحسب تعبيره.

وكالات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد