فلسطين المحتلة

 

أعدّت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" تقريراً بعنوان "كيف تتأقلم"، مُستندةً إلى دراسة أجرتها حول التجارب التي تعيشها النساء في قطاع غزة.

وفي بيانٍ صدر عن "أونروا"، الاثنين 25 تشرين الثاني/نوفمبر، قالت إنّ التقرير يأتي كجزء من حملتها السنويّة #ثلاثاء العطاء #أعطوا_غزة، وينظر في آليّات التأقلم التي يتبعها الناس في غزة وخصوصاً النساء، من أجل معرفة كيفية قيامهم بتلبية الاحتياجات في الظروف الاستثنائيّة التي يعيشونها.

في ذات السياق، يقول المُتحدث باسم وكالة الغوث، سامي مشعشع، إنّ التقرير قد سلّط الضوء على قضيّة المرأة الفلسطينيّة، باعتبارها واحدة من الشرائح المُستفيدة من الخدمات التي تُقدّمها "أونروا"، والتي تُواجه تحديات ماليّة ووجوديّة.

كما أشار مشعشع إلى أنّ تداعيات الاحتلال والإغلاق على قطاع غزة أثّرت بشكلٍ مُباشر على كل مناحي الحياة، وعلى مكانة ودور المرأة الفلسطينيّة، قائلاً "إنّ المرأة الفلسطينيّة دفعت الثمن لأنّ الضغط الاجتماعي والسياسي عكس نفسه على مكانتها في المُجتمع وداخل البيت، حيث تراجعت مكانتها في المُجتمع، والعُنف الأسري هو إحدى تداعيات الوضع العام الذي تعيشه، ونحترم ونُقدّر تقديراً عالياً قُدرتها على الصمود والتعامل مع الأوضاع وخلق آليّات مُبدعة."

من جانبها، قالت الدكتورة دوروثي كلاوس مديرة دائرة الإغاثة والخدمات الاجتماعيّة والمُفوّضة بالتقرير: "في مكانٍ يعيش تحت حصار طيلة ما يُقارب من 13 سنة، ومع ارتفاع مُعدّل الفقر إلى 53 بالمائة، وحيث أنّ أكثر من 70 بالمائة من السكّان هم لاجئون من فلسطين، فقد كُنّا بحاجة إلى فهم –بعيداً عن الإحصائيّات- كيف تقوم النساء بإدارة الحياة يوماً بعد يوم."

وتُشير "أونروا" في تقريرها إلى أنّ هذه الدراسة تعتمد على المُقابلات ونقاشات مجموعات التركيز مع المرأة في غزة، وهي إلى حدٍ كبير تحقيق نوعي في المُقايضات التي يقمن بها من أجل تأمين الاحتياجات الأساسيّة، علاوةً على الآثار الجسديّة والنفسيّة والاجتماعيّة لتلك الخيارات على المرأة والمُجتمع.

واستخدم التقرير العشرات من القصص والروايات الشفهيّة المُقنعة للاجئات الفلسطينيّات المُتضررات في غزة، حيث يسعى إلى الإجابة على أسئلةٍ رئيسيّة، تشمل التالي:

ما هو الثمن الذي تدفعه النساء في كل أزمة؟ ما هي السُبل التي يقمن بتطبيقها من أجل التأقلم مع القيود الشديدة على الموارد، ومع القيود الشديدة على الحريّة الشخصيّة ومع اقتصادٍ مُشوّه وتعرّض مُتكرر لأعمال العنف، بما في ذلك العُنف المبني على النوع الاجتماعي؟ كيف تغيّر دورهن القياسي الجنساني وكيف أثّر هذا التغيّر على رفاههن الجسدي والنفسي كأفراد وعلى مكانهن في الأسرة ومع المُجتمع الأوسع؟

وفي حديثها عن تجربة الاستماع إلى تلك النساء خلال إجراء المسح، تقول الدكتور كلاوس: "لن يفهم المرء أبداً القوّة الموجودة بداخل كل امرأة تحدّثنا إليها إلا إذا استمع لها وهي تصف كيف استطاعت التعامل مع الجوانب المُختلفة لها ولعائلتها، إنّ سعة الحيلة للنساء اللواتي قابلناهن في غزة تتسم بالعبقريّة في كافّة المستويات، إنها الصمغ الذي يُبقي مُجتمعهّن مُتماسكاً، ولكن في الوقت نفسه فإنّ كافّة أولئك النوسة قد أشرن إلى نفس القيود المفروضة على مُحاولة التأقلم، والعبء الكبير الذي يُثقل كاهلهن لدى حديثهن عن نقاط الانهيار التي وصلن إليها."

تقارير وبيانات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد