دعاء عبد الحليم – بيروت

 

لا شك أن انتشار فايروس كورونا في العالم، أثّر على مناحي الحياة كاملة الاقتصادية الاجتماعية السياسية وأيضا التعليمية.

وبعد قرار وزارة التربية والتعليم العالي في لبنان إغلاق المدارس والجامعات والمؤسسات التربوية في لبنان، أطلقت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" برنامج التّعلم عن بُعد في السادس عشر من آذار/ مارس الماضي.

وأوضح رئيس برنامج التربية والتعليم في أونروا، سالم ديب، لبوابة اللاجئين الفلسطينيين أن فريق العمل على مختلف المستويات من إدارة تعليم ومختصين تربويين ومنسقين ومعلمين ومدراء مدارس قاموا جميعا بتطوير برنامج التعلّم الالكتروني.

وأضاف ديب أن هذا البرنامج قائم على إعداد خطط دراسية، وأنه منذ اليوم الأول بدأ المعلمون من خلال مجموعات بمشاركة الخطط الدراسية مع الطلاب في منازلهم، وهذه الخطط تعتمد على فيديوهات يتم إعدادها من قبل المعلمين ومشاركتها مع الطلاب، وفيها يقدم المعلمون الشروحات للمواضيع المختلفة والتي تركزّت على مادة اللغة العربية ومادة اللغة الانكليزية ومادة الرياضيات ومواد العلوم، مشيراً إلى أنّ هناك مشاركة تفاعلية ما بين المعلم والطالب بحيث يقوم الطالب بإنجاز ما هو مطلوب منه من خلال أوراق عمل أو من خلال العودة إلى الكتب الدراسية، ثمَّ يقوم المعلّم بالمراجعة والتدقيق والتصحيح ومشاركتها مع الطالب، وبهذه العملية يتمكن الطالب من التعلم والانتقال من موضوع إلى موضوع آخر.

وتابع ديب: "طبعا هناك مصادر عديدة ترافق أوراق العمل والفيديوهات بالإضافة إلى الكتب المدرسية الموجودة مع الطلاب في المنزل، وهناك روابط يتم مشاركتها بحيث أنَّ الطالب يستطيع أن يدخل إلى مصادر أخرى للتعلم وهذه الروابط أيضا جزء منها تم إعدادها من قبل الأونروا، وهي تركز على التعلم الفاعل وعلى تقديم نشاطات وتقديم دروس ما يعرف بالتلفزيون الخاص بالأونروا، ويركّز على مواضيع دراسية عامة يتم التعامل معها وفق المنهاج  المحدد في لبنان".

وردًا على سؤالنا له عن نسبة تفاعل الطلاب مع هذه العملية التّعلميّة الحديثة، قال رئيس برنامج التربية والتعليم في أونروا:  إنّ نسبة المشاركة في هذا البرنامج بالبداية لم تتجاوز 64%، وارتفعت في الأسبوع الثاني إلى 71%، مشيرًا إلى أنَّ "هذا يدلُّ على التّحسن في أداء البرنامج واهتمام أكبر خاصة أنّ هذا التجربة جديدة على الجميع ونحن منذ البداية، طلبنا من الأهل أن يكونوا موجودين ضمن مجموعات المعلمين والطلاب والمنسقين، ومن خلال مشاركتهم في تنفيذ هذا البرنامج اطّلعنا على تحديات منها صعوبة المادة في البداية، وإعداد الفيديوهات الكثيرة، لهذا السبب في الاسبوع الثاني بدأنا التقليل من كثافة المادة الدراسية وتبسيطها علماً أنّ أولّ أسبوعين كان التركيز فيهما على مراجعة ما تم دراسته من قبل الطلاب في الفصل الأول من العام الدراسي وفي الأسبوع الثالث بدأ إعطاء الدروس الجديدة، وهذا لاقى ارتياحا أكثرعند الاهل.

 

الانترنت غير متوفر دائماً لدى الطلاب

وأضاف ديب بأن هناك تحديات لا تزال موجودة لها علاقة بموضوع توفر الانترنت وتكالفيه ، وأيضًا هناك تحدي له علاقة بالأزمة الاجتماعية والنفسية نتيجة إغلاق المؤسسات وما نتج عنها من بطالة وإغلاق في سبل الحياة، مشيراً إلى أن "أونروا" تتعامل بجدية مع هذه التحديات، وهم كفريق تعليمي يعملون على التخفيف منها لضمان مشاركة أكبر عدد ممكن من الطلاب في البرنامج، وأشار إلى أنهم الآن يبحثون عن الأسباب لمعرفة من هم الطلبة الذين لا يشاركون الى حد الآن في البرنامج وهم الـ 30% "سنعمل بكل ما بوسعنا لضمان الحد الأكبر من الطلاب يشاركوا في هذا البرنامج".

وأكّد ديب أن هذا البرنامج لا يمكن أن يكون بديلاً عن المدرسة إنما هو يهدف الى تعزيز التعلم أثناء وجود الطالب في البيت أثناء الأزمات وهو يركز على التعلم الذاتي للطالب ويعزز استتقلالية الطالب واعتماده على نفسه كما يعزز دور الأهل في دعم الطالب في دراسته خلال الأزمات "ونحن سنستمر في التركيز على ما هو رئيسي في المنهاج وليس هدفنا امتحان الطالب في نهاية المنهاج رغم أننا نعمل على تطوير نظام الامتحان عن بعد لكن الهدف هو تقييم الطالب لنعرف ما هي المهارات التي اكتسبها، وما هو المطلوب لدعمه ليتقدم في التعلّم عن بعد، هذا البرنامج سيستخدم مستقبلاً عند عودة الطلاب إلى مدارسهم نحن نستطيع أن نحدد ما وصل له الطلاب من تغطية في المنهاج لنبني عليه حتى نكمل وننهي المنهاج لهذا العام الدراسي".

 

وفيما يتعلّق بتساؤلات طلّاب الشهادات الرسمية حول تقديم الامتحانات، أشار ديب إلى أنّ أونروا تلتزم بقرار وزارة التربية والتعليم العالي اللبنانية.

وعبر بوابة اللاجئين الفلسطينيين حثَّ ديب الأهل والطلبة والمجتمع المحلي على المثابرة والاهتمام أكثر في الاستفادة من عملية التعلّم عن بُعد.
 

كيف يرى الأهل التعلم عن بعد؟

ولأنّ تطبيق التعليم الإلكتروني ((on line كان مفاجئاً لأولياء الأمور وهم   الفئة المستهدفة مع أبنائهم في عملية التعليم، زار فريقُ بوابة اللاجئين الفلسطييين منازل بعضهم في مخيم برج البراجنة جنوبي العاصمة بيروت، للاطلاع على سير هذه العملية ومدى تفاعلهم معها، فقالت وفاء أبو طاقة: " هلأ انا بنتي شاطرة عمبتقلع معاهن بس في ناس تانيين لا بالمدرسة بقلعوا وهلأ بالمرة يعني بدك تعتبريها نص ناجحة هالفكرة، جيدة عشان ما ينسوا الدروس والمعلومات بس كتير عمبضغطوهن وبالنهاية مش الكل عمبفهم عطريقة التلفون"، وطالبت وفاء بإنهاء العام الدراسي "لان ما درسوا الأولاد ابداً يعني اجت الثورة واجت الكورونا".

كذلك قالت ابنتها روان الأشوح وهي في الصّف السادس أساسي " بفهم بس انا ما حابة الدراسة كاونلاين هلأ بالمدرسة اذا بدنا نسأل سؤال دغري هون بدنا نتصل بالمعلمة  واذا ما كان عند ارسال ما حترد حتروح لتاني يوم، ومش كل رفقاتي بفهموا عن التلفون".

أمّا لينا عكرعضو لجنة أولياء الأمور في مدرسة اليرموك، فاعتبرت أنّ هذه العملية ناجحة ومفيدة للطلاب كثيراً، وهو أفضل بحسب رأيها من أن يترك الطفل بدون انتباه أو متابعة ويبقى فقط للهو واللعب، مشيرة إلى أنّ أساتذة أولادها يتعاملون مع الطلاب كأساتذة خصوصيين ويشرحون كل المواد بطريقة مبسّطة سهلة ويتلقّون أي سؤال أو استفسار بصدر رحب.

لكن بحسب آرراء أخرى فإن الدروس صعبة عند البعض وتحتاج لمتابعة من قبل الأهل الذين لا يملك بعضهم مستوى تعليمي يمكنه من مساعدة ابنه ما يدفعه لإرساله عند أساتذة خصوصيين، وهو في هذه الأوقات  يشكل خطراًعلى صحتهم، ومخالفة لإجراءات الوقاية من الفايروس، كما أنه مكلف مادياً.

وفي عذا الصدد، أشار طالب البريفيه يوسف أبو طاقة إلى أنه يذهب إلى معلمته لتشرح له الدروس وهناك طلاب ليس لديهم القدرة المادية ليتلقوا دروس إضافية، وهو ما يوترهم ويتعبهم نفسياً، لذلك طالب وزارة التربية اللبنانية بحسم قرار تقديم الامتحانات الرسمية.

المدرسة بطبيعة الحال تأخذ حيزاً  تربوياً كبيراً في حياة الأبناء، ولنجاح التوازن بين التربية والتعليم عن بعد في هذه المرحلة، يعمل قسم الدعم النفسي والاجتماعي في "أونروا" على تقديم الدعم للطلاب ولذويهم للتخفيف من الضغط الذي يعيشونه بسبب الأوضاع الصحية والاجتماعية الصعبة.

وأشارت المرشدة الاجتماعية في إحدى مدارس "أونروا" صفاء ابراهيم لبوابة اللاجئين الفلسطينيين إلى أنه "ضمن البرنامج الذي نقدمه نقوم بجلسات توعية على واتسآب  تليغرام وعلى اليوتيوب ونقوم بتنزيل فيديوهات، كل مرشد يصور فيديو بموضوع معين وعندنا عشر مواضيع على مدار الأسابيع، حتى نغطي  كل الأشياء التي يحتاجها الأهل والأطفال بهذه الفترة ونقدم التمارين الرياضية والذهنية وأنشطة دعم نفسي واجتماعي"، موضحة أن هدفهم الأساسي هو ملء وقت التلاميذ بأمور مفيدة وهادفة.

 

شاهد التقرير

خاص

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد