صابر حليمة _ بيروت
في كل شتاء، تغرق المخيمات الفلسطينية في لبنان بالأمطار وتطوف الأزقة بالمياه، أزمة عمرها سنين طويلة يواجهها اللاجئون الفلسطينيون القابعون في مخيمات لا تتوفر فيها أدنى مقومات الحياة، ودون حل.

وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع تظهر غرق بعض الأزقة والشوراع في مخيمي شاتيلا وبرج البراجنة في العاصمة بيروت.

وأظهرت المقاطع دخول المياه إلى عدد من المحلات والمنازل، فيما عمل عناصر من الدفاع المدني على مساعدة المتضررين.

 

البنية التحتية جيدة.. فما سبب الطوفان؟

لكن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" واللجان الشعبية في المخيمين يؤكدان أن البنية التحتية جيدة وتعمل بشكل ممتاز، إذاً فما سبب هذه الأزمة التي لم تنته.

 رئيس المنطقة الوسطى في "أونروا"، محمد خالد، يقول: إن المياه التي غرقت بها جورة التراشحة، في مخيم برج البراجنة، كانت بسبب جريان المياه من عدد من المناطق الأكثر علواً.

وأكد خالد، في حديث مع "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، أن العمال التابعين للوكالة يقومون بعملهم للحؤول دون حدوث أي مشاكل، ذاكراً أن المياه دخلت إلى منزل واحد داخل المخيم، وهو منزل الشيخ أبو براء، حيث توجه العمال فوراً وعملوا على إصلاح الخلل.

ولكن لماذا تغرق الأزقة إذا ما كانت مجارير الصرف الصحي تعمل بشكل جيد؟ سؤال لم نجد الإجابة عنه عند "أونروا"
 

عضو لجنة مراقبة المولدات في مخيم برج البراجنة، أبو أشرف أسعد، ذكر أن غزارة المياه ساهمت في الطوفان في جورة التراشحة، لكن الأمور عادت إلى ما كانت عليه بعد نصف ساعة، مؤكداً بدوره أن البنية التحتية ممتازة.

ولفت إلى أن جورة التراشحة تعتبر النقطة الأكثر انخفاضاً في المخيم، وتتحول مع هطول الأمطار إلى نقطة تجمع للمياه الآتية من داخل المخيم وخارجه.

سيارة تُغرق مخيماً!

أما في مخيم شاتيلا، فأوضح مسؤول المنطقة الوسطى في "أونروا" محمد خالد أن المشكلة التي حصلت هي أن سيارة تعطلت عند باب المخيم، ما أدى إلى ارتطام المياه بها وتوجهها إلى داخل المخيم، كما أن المياه، تدخل إلى المخيم من المناطق الأكثر علواً، كحي فرحات.

وشدد أن عمال الوكالة يقومون بعملهم على أكمل وجه، مشيراً إلى أن وضع المخيمات كان أفضل بكثير من المناطق اللبنانية المجاورة.

وفي السياق، أكد أمين سر اللجنة الشعبية عن منظمة التحرير في المخيم زياد حموه، أن البنية التحتية جيدة في المخيم، وشدد على أن ما حصل اليوم خارج عن العادة، إذ ساهمت السيارة المعطلة عند المدخل في طوفان بعض الأزقة.

كما أوضح أن المياه التي تدخل إلى المخيم من حي فرحات وطريق المطار، تحتاج إلى تنسيق مع بلدية الغبيري.

 

برج البراجنة: مياه وكهرباء..

ولا تقتصر الأزمة عند الطوفان، بل تعاني عدة مخيمات، أبرزها برج البراجنة، من خطر الكهرباء، حيث الأسلاك قريبة من رؤوس المارة وإمدادات الأسلاك غير منتظمة.

وفور هطول الأمطار، تداول ناشطون في المخيم دعوات إلى أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر من أسلاك الكهرباء الممتدة بشكل عشوائي، والتي تجعل علب الكهرباء وحيطان المخيم مكهربة، بحيث يصعق كل من يلمسها.

يذكر أن برنامج "البنية التحتية وتحسين المخيمات" تأسس في آذار/مارس من عام 2010، ليعمل على استبدال مكتب الخدمات الهندسية والإنشائية في لبنان.

وتضمن البرنامج إعادة تأهيل المساكن والبناء والصيانة والبنية التحتية وتحسين المخيمات والصحة البيئية.

ولكن لا يزال يعاني مخيم برج البراجنة من شبكات أسلاك الكهرباء الشائكة القريبة من رؤوس المارة والتي قتلت في الأعوام الماضية 8 لاجئين.

خاص - بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد