مخيم الرشيدية – خاص
 

لا يزال مخيم الرشيدية جنوبي لبنان يعيش على وقع تفشي التهاب الكبد الوبائي "A" (الصفيرة) الذي تسببت به بئر ملوثة عند مدخل المخيم.

عشرات الإصابات، أكثريتها حالات غير خطيرة، انتشرت تحديداً في حي مدرسة عين العسل، المغذى من البئر الملوثة، حيث تسبب انفجار أنبوب صرف صحي ضخم عند مدخل المخيم باختلاط المياه الملوثة بمياه البئر.

 

مصدر في "أونروا": المرض في انحسار

مصدر في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" أكد لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" أن المرض في انحسار، حيث وصل أعداد المصابين إلى نحو 65، فيما سجلت آخر حالة أول أمس الأربعاء.

وذكر المصدر أن "أونروا"، بالتعاون مع الهلال الأحمر وعدد من المؤسسات الأهلية، تقوم بحملات توعية لكل منزل بعينه، حيث بدأت، من صباح اليوم الجمعة، فرق مختصة بزيارة المنازل وشرح الإرشادات الوقائية من هذا المرض.

أما فيما يتعلق بالبئر الملوثة، فأوضح المصدر، أن الوكالة أوقفت العمل فيها، خصوصاً بعدما تبين، خلال الفحص الثاني لمياهها، أنها لا تزال ملوثة.

وأوضح المصدر، أنه وفي حال لم يثبت نظافة مياه البئر بشكل كامل، فإنه سيُعمد إلى طمرها، مشدداً أنه جرى تنظيف شبكة المياه بأكملها.

المصدر أشار إلى أن تدارك هذه الأزمة يتمثل في الوقاية الصحية وفي النظافة الشخصية، موضحاً أن اللقاحات لن تحل المشكلة، خصوصاً أنه لا يمكن تطعيم المرضى المصابين.

وكشف المصدر، تلوث بئرين أو ثلاثة في المخيم، عقب فحص مياهها.

وكانت الوكالة أصدرت، أمس، بياناً أكدت فيه أنها تابع بشكل دقيق قضية انتشار مرض الكبد الوبائي "الصفيرة"، مشيرة إلى أن "عينات المياه التي أُخذت من بئر عين العسل في المخيم ثبت وجود مادة برازية فيها، وإن لم يتم الجزم بأنها هي مصدر الصفيرة، مشددة على طلبها "إبقاء البئر مغلقة".

كما ذكرت أن "فحوصات عينات من المياه في شبكتي دنش والأونروا الجديدة ثبت سلامتهما، كما ثبت سلامة مياه برك رأس العين التي تزود الأونروا بها مخيم الرشيدية بالمياه".

ولفتت إلى أنها "تواصل اتخاذ جميع إجراءات التوعية والوقاية في المخيم وفي مدارسها، والتي شملت مؤخراً زيارات للتوعية في البيوت، وتوزيع صابون سائل ومعقّم على جميع الطلاب والطاقم التعليمي والإداري في مدارس الأونروا بالمخيم".

 

الجمعية الإغاثية للتنمية الإنسانية: وقف ضخ المياه من البئر الملوثة

الجمعية الإغاثية للتنمية الإنسانية، والتي حفرت البئر الملوثة عام 2010، أكدت أنها قامت بذلك انطلاقاً من حاجة أهالي المخيم الملحة للمياه بسبب النقص الكبير في المصادر.

وشددت في بيان صدر، أمس الخميس، أنه جرى فحص البئر حينها من قبل وزارة البيئة اللبنانية و"أونروا".
 


وقررت الجمعية في بيانها، "وقف ضخ المياه من البئر لحين إيجاد حل لمشلكة التلوث الطارئة، والسعي إلى تركيب أجهزة كلور لمياه الآبار الآخرى بالتعاون مع الجهات المحلية والدولية المانحة".

وطالبت الجمعية "أونروا" بالعمل على سد النقص في المياه التي كانت توفرها البئر، إلى جانب استكمال فحص مياه الآبار المتبقية في المخيم.

 

اللجنة الشعبية: السيطرة على المرض بنسبة 90 إلى 95%

نائب أمين اللجنة الشعبية في مخيم الرشيدية، أحمد أبو الدهب، أكد أن انتشار الصفيرة في الرشيدية تحت السيطرة بنسبة 90 إلى 95%.

وأشار في حديث مع "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" إلى عدم تسجيل أي إصابة، اليوم وأمس.

وحول عدد المصابين، أشار إلى أن الحالات التي أبقيت في المستشفيات لا تزيد عن العشرين، أما الإصابات الأخرى فهي ليست خطيرة وأعطيت الإرشادات وأعيدت إلى منازلها.

 

على "أونروا" القيام بدورها

أبو هشام الشولي، مسؤول اللجان الأهلية في مخيم الرشيدية، والذي أصيب 5 من أفراد أسرته بالصفيرة، أكد أن على "أونروا" القيام بدورها، وتأمين المياه الآمنة والنظيفة إلى جميع المنازل في المخيم.

وشدد الشولي على أهمية الآبار الموجودة في المخيم في سد النقص في المياه.

وأوضح أن البئر الملوثة، حفرت عام 2010، ولم تسجل أي إصابة بالصفيرة منذ ذلك الحين إلى الأسبوعين الماضيين، مشيراً إلى أن أنبوب الصرف الصحي الذي انفجر وتسبب بالتلوث، بعيد عن البئر نحو 150 متراً، ويضخ نحو 500 متر مكعب في دقائق.

ونوه الشولي إلى أن الآبار في المخيم سطحية، بسبب منع حفر الآبار الإرتوازية، ما أدى إلى وصول المياه الملوثة بسهولة.

وطالب الشولي "أونروا" بدفع فرق الأدوية للمصابين، وذلك كما يجري في جميع الحالات الطارئة في أنحاء العالم كافة.

 

ضرورة الالتزام بالإرشادات الوقائية

يوسف عجاوي، الطبيب في مستشفى "بلسم" التابع للهلال الأحمر الفلسطيني، ذكر لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" أن آخر حالة وصلت إلى المستشفى كانت، أمس الخميس، لكن وضعها لم يكن حرجاً على الإطلاق، بل أعيدت إلى المنزل عقب إعطائها الإرشادات اللازمة.

وأشار عجاوي إلى وجود تنسيق دائم بين المستشفى و"أونروا" والمنظمات الأهلية في سبيل القضاء على هذا الوباء.

وشدد على ضرورة التزام أهالي المخيم بالإرشادات الوقائية، وخصوصاً للمصابين، بحيث لا تنتقل الجرثومة إلى من معهم في المنازل.

وأوضح أنه سيجري الانتظار 10 أيام، وفي حال لم تسجل أي إصابة جديدة، فإنه يمكن القول بأن المرض قد انتهى كلياً.

خاص

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد