فاطمة جابر 

الصبية السعودية رهف عمرها ١٨ سنة..
مملكة رهف استطاعت أن تخرج من ثوب القبيلة الهمجية المتخلفة في السعودية وتهرب  إلى تايلاند مع تخطيط مسبق أنها متجهة إلى استراليا، تسير خلف طموحاتها العلمية والحياتية بعيداً عن مضارب القبيلة.
رهف ليست مذنبة مثلها مثل أي صبية لا تستسلم ولا تسمح لأحلامها في الحرية وطموحاتها العلمية والأكاديمية أن تنكسر وتتحطم على صخرة التابوهات المقدسة التي وضعها ومارسها بشر أقل ما يقال عنهم أنهم "عملاء وخونة ومتخلفون". 
ترفض رهف أن تعيش هي وغيرها من الفتيات العربيات تحت عباءة القبيلة لتخرج عن السرب تغرد لحنها الخاص بعيداً عن فزاعة الوحش الذي سينقض عليها وعلى مثيلاتها إن حاولن فقط التنفس بحرية، هذا الخوف المتغلغل فينا وقد رضعناه مع حليب أمهاتنا .
لا تكمن القصة برهف نفسها .
القصة أن تم التعاطي من قبل الجهات الرسمية التايلندية جميع الجهات الرسمية في مع قضية رهف حليلة الحسب والنسب بنت الأصول والتي تبين أنها من عائلة من العائلات المعروفة في السعودية، بطريقة تختلف تماماًعن تعاطيها مع مئات اللاجئين الفلسطينيين والعرب في البلاد والمهددين بالترحيل إلى الموت وبعضهم يعيش ظروفاً غير إنسانية في سجونها . 
فبعد أن حبست نفسها في مطار بانكوك ورفضت الإمتثال لأوامر الشرطة بإرجاعها على الطائرة وقالت: "أهلي سيقتلونني" ، لم يتأخر أحد بمد يد العون لرهف خلال أيام قليلة جداً، وهذا ما يجب أن يحصل مع كل لاجئ هارب من الموت، فالموت على يد القبيلة والعائلة ليس أشد قسوة من الموت تحت القصف أو على أيدي الأنظمة العربية.
ما حصل مع رهف في بضعة أيام
أولاً - معظم وسائل الاعلام المرئية والمقروءة والمسموعة سلطت الضوء على قضية رهف حتى باتت من المشاهير والهاشتاغ الخاص برهف حصد أعلى الأرقام.
أما نحن تواصلنا مع معظم وسائل الإعلام بما فيها الجزيرة وال سي سي ان والبي بي سي وغيرهم باستثناء القلة القليلة منهم من تجاوب مع قضية مأساة اللاجئين في تايلاند حتى كأننا بتنا نتسول وسائل الاعلام لمتابعة القضية.
ثانيا - مسؤول الشرطة والهجرة التايلاندي هو نفسه الذي في الصور وهو من سجن أطفال اللاجئين الصغار وأمهاتهم وبقيوا فترة داخل السجن بظروف بالغة الصعوبة حتى تم دفع كفالتهم العالية دون رحمة ضارباً بعرض الحائط كل قوانين الإنسان والطفولة ،وصرح بعدم تعريض رهف لأي سوء وحمايتها حتى يتم ترحيلها إلى دولة أوروبية بالتنسيق مع اليو ان في تايلاند .
ثالثا- المفاجأة الكبرى هي التصريحات الانسانية التي صرحت بها مسؤولة ال UNHCR في مكتب تايلاند بأنها ستقوم بحل مشكلة رهف بأسرع وقت متناسية مأساة مئات اللاجئين العرب المسجلين لديها وهم ينتظرون منذ سنوات طويلة وبينهم مئات رهف.
للعلم : 
- مملكة تايلاند التي تسمح بسجن الأطفال وأجلت انتخاباتها بسبب الإختلاف على من يجب أن يحكم الشعب " حكومة العسكر أم حكومة مدنية" هي بالنسبة إلى حقوق الإنسان لا تختلف قيد أنملة عن المملكة السعودية.
- UN علاقتها بالإنسانية هي علاقة سياسية بحتة وإلا لما كانت تباكت على رهف وأهملت ملفات آلاف اللاجئين وخصوصاً الفلسطينيين والعرب منهم أكثر من ست سنوات.
- الإعلام العربي لا يتعامل مع قضايانا الإنسانية إلا كسبق صحفي يتناولونه دفعة واحدة ويتركونه طي النسيان بعد أن ينتهي السباق.
- معظم مراكز حقوق الإنسان العربية والقانون الدولي في أوروبا هذه القضايا بالنسبة لها ليست أكثر من ملفات وإحصائيات اعلامية تقدمها إلى الدول التي منحتها التراخيص لإنشاء منظماتها ومزاولة عملها فقط من أجل تمويلها السنوي وقلة من يقومون بإجراءات عملية ويساعدون على أرض الواقع بشكل عملي.
في الختام
أتمنى لو أن جميع من ذكروا أن يتعاملوا من جديد بإنسانية أكثر بتسليط الضوء والعمل على حل مأساة اللاجئين بعيداً عن عملهم الوظيفي.

 

خاص - بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد