فلسطين المحتلّة

طالب ناشطون سياسيون فلسطينيون من اهالي مدينة اللد المحتلة بلدية الاحتلال الإسرائيلي بوقف كافة أعمال الحفر التي تجريها في البلدة القديمة من المدينة بحجة "أعمال التطوير".

وأثارت  أعمال حفر في منطقة خان الحلو الأثرية في المنطقة القديمة في مدينة اللد، شرعت بها بلدية الاحتلال أمس مخاوف الفلسطينيين من مساعي الاحتلال طمس المعالم الأثرية في المدينةن لا سيما تلك التي تعود إلى لحقبات الحكم الإسلامي والعربي.

تعتبر اللد، تلك المدينة المعمّرة منذ ما يربو على 8 آلاف سنة، وإحدى أقدم المدن الحضارية في العالم بعد أريحا وحلب ودمشق، تقع في مرمى الاستهداف الصهيوني، إذ تعود المخططات الصهيونية الهادفة إلى محو آثار مدينة اللد، إلى ما قبل النكبة عام 1948.

هذا ما أكده الناشط السياسي، وابن مدينة اللد، غسان منيّر، لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين".
 

استمرار عمليات الحفر الإسرائيلية

وأشار منيّر إلى أن الاحتلال بنى للمستوطنين الجدد، حياً كاملاً على أنقاض اللد القديمة، بل وطمر الأنقاض وحولها إلى موقف للسيارات.

أما المنطقة الواقعة بين كنيسة مار جريس، إحدى معالم اللد التاريخية، وخان الحلو، وهو من  أقدم المعالم العربية الفلسطينية الصامدة، فحوّلها الاحتلال إلى "منتزه السلام" (Peace Park)، عبر طمر البلدة المهدمة بالرمل الأحمر.

ولفت منيّر إلى أن جمعيات المستوطنين شرعت في الاستيلاء على المراكز الأثرية الفلسطينية، وتحديداً في اللد والرملة ويافا، منذ انسحاب الاحتلال من قطاع غزة عام 2005.

لكن المخطط في اللد متقدم على باقي المناطق، حيث تشجع العصابات الصهيونية المستوطنين المتزوجين حديثاً على السكن في اللدة وبلدتها القديمة، وتغرقهم بالمعونات المادية، وفي المقابل، يحاولون إغراء السكان الأصليين الفلسطينيين بالأموال الهائلة لبيع ممتلكاتهم.

إلا أن عدد المستوطنين لم يتجاوز 5% في الحي القديم، لذا، عمد الاحتلال إلى تحويل قسم من المدارس الموجودة فيه إلى كليات تحضيرية للجيش، وإلى تشجيع المستوطنين على الاستيلاء على المنازل.

وبحجة تطوير "منتزه السلام"، وتوسيع موقف السيارات بدعوى وجود الكلية الحربية، عمد الاحتلال إلى شق مجرى لتصريف مياه الأمطار، يمر من أكثر الأماكن الأثرية في اللد بين الكنيسة وخان الحلو.

ويسعى الاحتلال الإسرائيلي دوماً إلى طمس أي معالم أو آثار عربية في أرض فلسطين، في محاولة لتكريس روايته المزيفة للتاريخ، ودعماً للّبنة الرئيسة التي قام عليها هذا الكيان، والقائمة على أن يهود العالم المشتتين أتوا إلى "أرض بلا شعب".

ولذا، فإن أي آثار عربية أو إسلامية أو مسيحية، ستكون عرضة للاستيلاء أو التدمير أو السرقة أو التهويد، بهدف إخفاء كل ما يتناقض مع الرواية الصهيونية الرسمية.
 


 

آثار فلسطينية بقبضة الاحتلال

وهكذا، شرع الاحتلال في حفر الخنادق عبر الجرافات حتى انكشفت البلدة القديمة، وحينما أعلموا سلطة الآثار التابعة للاحتلال بهذا الانكشاف، وضعت خياماً ولافتات تحذر من الدخول إليها.

واقتصرت عمليات التنقيب والحفر على مسار مجرى المياه فقط.
 

وشدد منيّر، أن مختصين بعلم الآثار أكدوا أن الخندق المحفور يمكن أن يشوه الطبقات الموجودة، على سبيل المثال يمكنه أن يقسم لوحة فسيفسائية من النصف، أو يدمر معلومة أثرية.

وينص القانون الإسرائيلي على أن كل ما يتم الكشف عنه بعد عام 1700م لا يعد من الآثار ويمكن هدمه، وهذا يعني أن الاحتلال يشرعن هدم كل المعالم العثمانية والبريطانية وما تلاها.

وفي هذا السياق، حذر منيّر من خطة ممنهجة لطمس الآثار العربية والإسلامية في مدينة اللد بحجة "التطوير".

ولفت إلى أنه لا توجد أي مشكلة للاحتلال في الحفاظ على الآثار القديمة، لكن المشكلة تكمن في الآثار العربية والإسلامية والمسيحية، التي يحاول فعل المستحيل لطمسها وتجاهلها.

ومن الأمثلة البارزة هي الفسيفساء التي جرى اكتشافها في اللد، والتي تعتبر الأكبر في حوض المتوسط، وتعود إلى قبل الحقبة المسيحية، فإن الاحتلال حافظ عليها، بل ونظم لها متحفاً، وذلك لأنها لا تتعارض وروايته التاريخية.

ودعا منيّر الشعب الفلسطيني إلى العمل بشكل جدي على المحافظة على الذاكرة الفلسطينية عبر دعم الجمعيات والمؤسسات في الداخل المحتل مادياً، والتي تسعى إلى الحفاظ على الموروث الحضاري والأثري الفلسطيني.

 

 

 

 

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد