حملة إغاثية في مخيمات لبنان، ولا استجابات من "أونروا" لنداءات اللاجئين

الثلاثاء 17 ديسمبر 2019

 

صابر حليمة – بيروت
 

مع استمرار الأوضاع السيئة التي يعيشها اللاجئون الفلسطينيون في لبنان، تتواصل المبادرات والحملات الفردية والجماعية، للتخفيف من أثار أزمة حقيقية تمر بها المخيمات. 

المبادرة جاءت اليوم من أوروبا، إذ أطلقت "حملة الوفاء الأوروبية" حملة، تستمر لنحو شهر ونصف الشهر، لمساعدة اللاجئين غذائياً وطبياً.

وجالت الحملة على مخيمات صيدا وصور أمس الإثنين، فيما زارت مخيمات برج البراجنة وشاتيلا ومارالياس في بيروت اليوم، على أن تقوم غداً بالذهاب إلى مخيمات طرابلس (البداوي ونهر البارد) وكذلك مخيم الجليل في البقاع.

 

التخفيف من الضغط الاقتصادي على اللاجئين

رئيس الحملة، أبو علي قيس، قال: إن "الحملة أخذت على عاتقها أن تكون مع أبناء شعبنا الفلسطيني في المحن التي يتعرض إليها".

وأضاف، في حديث مع "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، أن الحملة تهدف إلى إيصال المساعدات لتخفيف بعض من الضغط الاقتصادي الذي يقع على عاتق الأهالي، إلى جانب "إحياء التكافل بين أبناء الشعب الفلسطيني في الخارج وفي المخيمات".

وحول تقديمات الحملة، أشار قيس إلى أن الحملة وزعت طروداً غذائية، وقامت بأيام صحية مفتوحة،كما وزعت الأدوية اللازمة على أصحاب الأمراض المستعصية وذوي الحالات الخاصة.

 

حملة جديدة في فصل الشتاء

إلى ذلك، أوضح المنسق العام للحملة، أمين أبو راشد، أن اللاجئين الفلسطينيين كانوا الحلقة الأضعف للأزمة اللبنانية المستمرة، خصوصاً وأن أزمة قانون العمل جاءت قبلها بفترة وجيزة.

وكشف أبو راشد لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، أن هذه الحملة التي بدأت في الجنوب، ثم انتقلت إلى بيروت، وتعتزم غداً الذهاب إلى الشمال، هي في مرحلتها الأولى، إذ تنوي القيام بزيارة جديدة الأسبوع المقبل، في مرحلة ثانية تأتي تزامناً مع فصل الشتاء.

هذه الحملة، التي تُطلق في كل عام، بعنوان "معاً لشتاء دافئ"، ستستمر من الأسبوع المقبل وحتى نهاية شهر كانون الثاني/يناير المقبل، وسوف توزع خلالها مادة المازوت وبطانيات وحليب أطفال.

 

حالات فقر غير مسبوقة

ومن المؤسف جداً، ارتفاع مستويات الفقر والبطالة في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان خلال الأشهر الأخيرة بشكل غير مسبوق، يقول اللاجئ الفلسطيني في مخيم شاتيلا حسام الباطية لفريق عملنا:  إن الوضع وصل إلى مرحلة أن كثيراً من اللاجئين الفلسطينيين باتوا عاجزين عن تأمين ربطة خبز أو دفع إيجارات منازلهم، مطالباً بحل عاجل للأزمة.

أما اللاجئة الفلسطينية المهجرة من مخيم اليرموك  في سوريا وداد داود فأكدت أن الوضع سيء، مشيرة إلى أنهم يدفعون كل ما يقبضون من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بدلاً للإيجار.

وقدم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" لكل عائلة فلسطينية من سوريا  100 دولار شهرياً كبدل سكن، فيما إيجارات المنازل الفقيرة في المخيمات تتجاوز مائتي دولار شهرياً، ما يضطر اللاجئين الفلسطينيين المهجرين من سوريا إلى استخدام الـ 27 $ التي تقدمها الوكالة شهرياً لكل فرد كبدل غذاء في استكمال دفع إيجارات المنازل.

ويذكر أن البنوك اللبنانية لا تصرف هذه المساعدات سوى بالليرة ووفقاً لسعر صرف البنوك الذي يقل كثيراً عن سعر صرف السوق، ما يخفض من القيمة الشرائية لهذه المساعدة. 

وحول القوت اليومي، ذكرت أن عائلتها تعاني في تأمينه، إذ يعاني زوجها من مرض التلاسيميا ولا يستطيع العمل أو حتى الحركة، فيما أدت الأزمة الراهنة إلى تخفيض رواتب ولديها اللذين يعيلانها، ويعملان بشكل غير شرعي وفي ظروف عمالة سيئة.

ولا تزال المخيمات الفلسطينية في لبنان بلا "خطة طوارئ" أو "خطة إغاثة" بالرغم من مناشدات اللاجئين المستمرة منذ أكثر من شهر.

وعلى الرغم من اعتراف جميع القيمين على شؤون فلسطينيي لبنان بسوء الأوضاع ووصولها إلى مرحلة في غاية السوء، إلا أن أياً منهما لم يشرع بخطوات عملية تحول تخفف من آثار تردي الوضع الاقتصادي.

خاص

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد