محمد شهابي – مخيم شاتيلا 
 

صادف يوم الثالث عشر من آذار/ مارس ذكرى يوم الجريح الفلسطيني، ولا تمر هذه الذكرى دون استذكار آلاف الجرحى الفلسطينيين اللاجئين في مخيمات لبنان، والذين تعروضوا لحروب ومجازر، على أيدي اليمين اللبناني المدعوم من النظام السوري حيناً، والكيان الإسرائيلي حيناً آخر.

يقول اللاجئ الفلسطيني عمر سرساوي، من مخيم شاتيلا: إنه "بين عامي 1985 و1988 خاضت المخيمات الفلسطينية في بيروت، حربًا ضروسًا هدفت إلى طرد المقاتلين الفلسطينيين من مخيمات بيروت باتجاه غربي صيدا".

يذكر أن المعركة التي اندلعت في شهر أيار/مايو عام 1985 بين قوات حركة أمل اللبنانية والجيش السوري وبعض الفصائل الفلسطينية الموالية لسورية ضد قوات حركة فتح ومقاتلي حركة المرابطين اللبنانية، أدت في نهاية المطاف إلى انسحاب مقاتلي أبو عمار من المخيم بعد صمود ومعاناة وصلت إلى حد أكل أبناء المخيم، للأعشاب والقطط نتيجة الحصار المفروض عليهم.

 

عمر سرساوي


يروي سرساوي لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" قصته مع الحرب، "عام 85 شاركت بالمعركة لم أكن حينها مفرغًا في التنظيم، بل حملت السلاح دفاعًا عن المخيم وعن عرضنا وشرفنا وأهلنا".

ويضيف، "دخلنا عام 86، وحرب المخيمات ما زالت مستمرة". يصف سرساوي حرب86 بشديدة الفظاعة، حيث ووفق قوله، "كان الحقد يملأ قلوب الطرف الآخر".

ويتابع، "ما كان يشجعنا على خوض القتال، هو وحدة أبناء المخيم وتكاتفهم، جميعهم عائلة واحدة لا يفرقهم تنظيم أو فصيل".

ويوضح، "تعرضت لإصابات عدة، هي: إصابة في البطن، والقدمين، واليدين والرأس".

ويسترسل سرساوي، "في إحدى الأيام أصابتنا قذيفة، توفي نتيجتها اثنان من أصدقائي، هم: محمد حسنين وخالد عفيفي، كما أصيب أربعة غيرهم، منهم من فقد عينه وآخر بترت أصابعه".

ويشرح: "يومها أردنا أن نأكل (رز بحليب)، فما أن هممنا بالخروج، حتى باغتتنا قذيفة دبابة تي 54، دمرت الغرفة التي كنا فيها، حيث قتلت وأصابت كل من فيه".

ويلفت، "تعرضت لإصابة خطيرة حينها، فقمت بإسعاف نفسي، أذكر أنني في بكيت بكاءً شديدًا، عند رؤيتي للإصابة، فكنت حينها في الرابعة عشر من العمر"

 

محمود عفيفي 


أما اللاجئ محمود عفيفي، من مخيم شاتيلا، والذي شارك في الدفاع عن مخيم شاتيلا خلال حرب المخيمات أيضًا، وأصيب إصابات خطيرة  في معارك مختلفة من أعوام 85، 87، 88.

يقول عفيفي لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، "تعرضت لإصابة في البطن، جراء 3 طلقات، اضطر الفريق الطبي حينها إلى استئصال الكلية والطحال وجزء من المصران".

ويضيف، "كذلك أصبت بعيار ناري في يدي، وتعرضت لإصابة أخرى في الفخذ حيث انقطع شريان فيه،  وإصابة مؤلمة في عيني اليسرى فقدت على إثرها النظر فيها".

ويتابع عفيفي، "حياة المقاتلين الفلسطينيين، لا تشبه أي حياة عسكرية أخرى، إذ ما إن يتعافى الثائر الفلسطيني حتى يضطر للعودة إلى القتال من جديد".

ويشير، إلى أنه "جراء الإصابات اضطر أن يسافر إلى أوروبا، حيث تنقل بين رومانيا وبلغاريا تلقى هناك علاج فيزيائي لمعالجة يده".

محمود عفيفي هو رجل متزوج الآن وله من الأبناء ابنة واحدة، إلا أن الإصابة تمنعه من مزاولة أي مهنة، حيث أنه يعمل في أحد مكاتب حركة فتح في مخيم شاتيلا.

ذاكرة اللاجئين الفلسطينيين لا تتوقف هنا، إذ أنها حافلة بالمعاناة والآلام، حيث تشير إحصائية لجمعية "نهضة لبنان"، أن حوالي 7 آلاف جريح فلسطيني أصيبوا في المعارك التي نشبت في لبنان.

يذكر منها:

 

وبعد هذه المذابح، استهدفت مخيمات الفلسطينيين بلبنان فيما يعرف بحرب المخيمات التي استمرت من أيار/ مايو عام 1985 حتى تموز/يوليو عام 1988 حيث استهدفت حركة أمل اللبنانية مخيمات الفلسطينيين بغطاء من النظام السوري، بهدف إنهاء دور حركة فتح بقيادة ياسر عرفات (أبو عمار) حينها، وكسر شوكة الفلسطينيين الذين تعاظم دورهم في لبنان لاسميا في دعم الحركة الوطنية اللبنانية خلال الحرب الأهلية التي شهدتها البلاد، وقيل عن حرب المخيمات بأن استهداف المخيمات تجاوز الخطوط الحمراء وتم ارتكاب فظائع بحق اللاجئين الفلسطينيين.

 

شاهد التقرير

 
خاص

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد