لبنان
 

ضجت الأوساط الطلابية الفلسطينية في لبنان منذ أسابيع على رسالة من كلية الآداب والعلوم "AUL"، تنص على عدم قدرة الجامعة تسليم عدد من الطلاب الفلسطينيين الخريجين للعام 2018/2019 شهادات تخرجهم إلا بعد قيامهم بدراسة نحو سنة دراسية إضافية.

هذا القرار وجّه تحديداً إلى الطلاب الفلسطينيين ممن درسوا في معهد سبلين للتدريب المهني والتقني التابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، والمعهد النرويجي "YFD".

ما سبب هذا القرار؟ ولماذا شمل خريجي سبلين والمعهد النرويجي فقط؟ وما هي آخر التطورات في هذا الملف؟.

"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" قابل عدداً من الطلاب الفلسطينيين في جامعة "AUL" بهدف تسليط الضوء على هذه الأزمة وشرح كثير من الجوانب الشائكة فيها.

 

اتفاق لتسهيل الدراسة ينقلب على الطلاب

تعد جامعة "AUL" من الجامعات التي يقصدها الطالب الفلسطيني في لبنان بعد تخرجه من كلية سبلين أو النرويجية، وذلك لأنها تعتبره أنهى 38-42 وحدة دراسية (credit) من مجموع الأرصدة التي يجب إنهاؤها في تخصصه الجامعي، والتي تتراوح بين 90- 120 وحدة دراسية(credit) .

يحصل الطالب بعدها على شهادة جامعية خلال مدة أقصاها سنتين، إضافة إلى الحسم المادي المخصص له والذي يتراوح بين 33-40% من تكلفة الدراسة، وهذا ما شجع الطلاب للالتحاق بهذه الجامعة.

أحد الطلاب، ممن تحدث إليهم "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، وفضلوا عدم ذكر اسمهم، أشار إلى أن الطلاب الفلسطينيين سجلوا في الجامعة بناء على اتفاقية بين المعهد النرويجي"YFD" وإدارة "AUL".

هذه الاتفاقية تقضي بأن تعدّل الجامعة للطلاب ما بين 21 و30 وحدة دراسية (credit)، أي أن كل خريج من "YFD" معفي من دراسة هذه الوحدات.

لكن الطالب، الذي يدرس سنته الثالثة في الجامعة، ذكر أن الإدارة أبلغته بأن عليه إعادة دراسة الوحدات التي تعدلت بموجب الاتفاق، ما يعني أنه لم يستفد شيئاً.

الأمر نفسه جرى مع أحمد العريض، الذي فرح بوصوله إلى الفصل الأخير من دراسته الجامعية، قبل أن تبلغه الإدارة أن عليه إعادة 21 وحدة دراسية إلى جانب وحدات هذا الفصل، وهي التي كانت تعدلت بموجب الاتفاق، على اعتبار أنه خريج المعهد النرويجي.

وتنطبق الحالة ذاتها على خريجي سبلين، إذ أكد أحد الطلاب في الجامعة، ممن درسوا في المعهد، ورفضوا الإفصاح عن اسمهم، أنه وبالرغم من استحقاق موعد تخرجه واستلام الشهادة الجامعية، فوجئ برسالة من إدارة الجامعة تطلب منه إعادة دراسة 38 وحدة دراسية.

الطلاب الثلاثة أوضحوا أن الجامعة عزت قرارها إلى وزارة التربية اللبنانية، التي رفضت تعديل الوحدات الدراسية لخريجي سبلين والمعهد النرويجي.

لكن المتتبع لمسار الأحداث، يلاحظ أن قرار الجامعة جاء بعد أن أوقفت استخبارات الجيش اللبناني رئيس الجامعة وبعض الموظفين الآخرين، في 15 آذار/مارس الماضي على ذمة التحقيق في قضية تزوير شهادات جامعية استفاد منها ضباط للحصول على أقدمية في رتبهم العسكرية.

وبعدها، تحفظت وزارة التربية والتعليم العالي على ملفات الجامعة وأوقفت توقيع أو اعتماد أي من الشهادات الخاصة بالجامعة لحين صدور قرار قضائي بهذا الشأن.

 

مطالبة بضمان الحصول على الشهادة الجامعية

وهكذا، وبعد رفض إدارة الجامعة إعطاء الشهادات للخريجين الفلسطينيين قبل إعادة دراسة الوحدات الدراسية المعدلة، سيمضي هؤلاء الطلاب نحو سنة دراسية إضافية مقارنة بباقي الطلاب.

أما من ناحية التكاليف المادية، أكد الطلاب الثلاثة، الذين قابلهم موقعنا، أن الجامعة ستتكفل بجميع هذه الأعباء.

وفي هذا السياق، أبدى أحد الطلاب مخاوفه من عدم تعاطي الجامعة معه بشفافية لناحية حصوله على الشهادة الجامعية عقب إنهاء إعادة الوحدات الدراسية المعدلة، وشكك في التزام الجامعة بقرارها، وعزا ذلك إلى تجاربه السابقة مع الإدارة.

إلا أن طالباً آخر لم يبد أي مخاوف، ورجح أن تقوم الجامعة بتسليم شهادات التخرج لجميع من ينهي إعادة الوحدات الدراسية المعدلة.

لكن، من يضمن للطلاب حصولهم على شهاداتهم الجامعية؟.

 

رفض لاستغلال للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للطلاب الفلسطينيين

بدورها، أدانت القوى الطلابية الفلسطينية في لبنان (اتحاد الشباب الديمقراطي الفلسطيني "أشد"، منظمة الشبيبة الفلسطينية، منظمة الشبيبة التقديمية الفلسطينية والرابطة الإسلامية لطلبة فلسطين) في بيان موحد "تساهل إدارة الجامعة بمستقبل طلبة فلسطين".

ودعوا الجامعة إلى التعاطي مع الطلاب بشفافية وعدم ترك الأمور والمسؤوليات تلقى هنا وهناك هروباً من تحمل المسؤولية، مؤكدين ضرورة تحمّل الجامعة المسؤولية المعنوية والمادية والأدبية تجاه الطلاب الفلسطينيين الذين هم ضحية لهذه القضية وليسوا سبباً لها.

ورفضت القوى استغلال الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة للطلاب الفلسطينيين كي يتم استقطابهم واستغلالهم بشكل غير صحيح من أي طرف أو جامعة كانت، مطالبين إدارة الجامعة بتحمّل مسؤولية حل القضايا القانونية مع وزارة التربية والتعليم كي يتسنى للخريجين معادلة شهاداتهم الجامعية.

ومن ناحية أخرى، دعت القوى إدارة كلية سبلين والمعاهد المهنية كافة بالتحقق الجيد حين إبرام أي اتفاقيات مع جامعات تمس مستقبل الطالب الفلسطيني الخريج.

كما شددت على ضرورة سعي "أونروا" للحصول على الاعتراف الرسمي بشهادة سبلين لباقي التخصصات من قبل المديرية العامة للتعليم المهني والتقني في لبنان واعتبارها شهادة امتياز فني "TS ما يتيح الفرصة للطلاب الخريجين لتعديل شهادتهم في مختلف الجامعات وفق قانون تعديل الشهادة المهنية دون الاضطرار لأن يكونوا فرصة للاستغلال من قبل بعض الجامعات غير القانونية، وكذلك التأكد من مصداقية أي جامعة قبل توجيه الطلبة الخريجين من سبلين لها.

وكلية الآداب والعلوم والتكنولوجيا في لبنان "AUL"، هي مؤسسة تعليمية لبنانية مستقلة تأسست عام 1998 ولديها برامج جامعية ودراسات عليا. ورخصت كمعهد جامعي بإسم معهد الإدارة والكومبيوتر الجامعي عام 2000، قبل أن تتحول إلى إلى جامعة الآداب والعلوم والتكنولوجيا في لبنان عام 2007.

يقع الحرم الرئيسي للجامعة في منطقة الكولا بالعاصمة بيروت، ولها فروع في جدرا وأربعة مراكز تعليمية منتشرة في لبنان من شماله إلى وادي البقاع مروراً بجبل لبنان والساحل الشمالي.

خاص

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد