الكيان الصهيوني - بوابة اللاجئين الفلسطينيين

وصف النائب في "الكنيست" عوفير شيلح رئيس الكتلة النيابية لحزب "هناك مستقبل" الوسطي الليبرالي، طريقة تعاطي حكومة بنيامين نتنياهو مع الأوضاع في سورية بأنها "تعاني من ورطة منذ اندلاع الحرب الأهلية هناك"، داعياً أن يكون لها دور في رسم مستقبل سورية وعدم تجاهل التطورات التي تحدث فيها، محذراً من خطورة تجاهل حكومة نتنياهو للأوضاع في سورية أو لأية تسوية مستقبلية، معتبراً أن حالة اللامبالاة تلك تضر بمصالح دولة الاحتلال.

جاء ذلك خلال مشاركة شيلح في مؤتمر عقد الجمعة 16 كانون الأول في أم الرشراش المحتلة، واعتبر أن "عدم لعب إسرائيل لأي دور للحفاظ على مصالحها في سورية أمر خطير"، حسب صحيفة "معاريف" العبرية.

وفي مقابلة كان أجراها النائب شيلح حين كان صحفياً، مع رئيس هيئة الأركان الصهيونية الأسبق بني غانتس، قال شيلح أن الأخير أكد له في ذلك الوقت أن "إسرائيل ستجد نفسها يوماً ما مضطرة لمحاسبة الذات فيما يتعلق بموقفها من الحرب الأهلية في سورية."

وانتقد شيلح وزير الجيش الصهيوني أفيغدور ليبرمان الذي كان أشار بدوره إلى أن المصالح "الإسرائيلية" تكمن في "الإطاحة بنظام بشار الأسد"، واعتبر شيلح أنه ينبغي تصحيح هذا القول وعدم التعويل عليه، مطالباً الحكومة بالعمل على "الحفاظ على المصالح الإسرائيلية الإقليمية".

موضحاً قوله بأن "مصلحة إسرائيل تتمثل في خلق وضع يمنع منظمة حزب الله والميليشيات الشيعية الأخرى من فتح جبهة في الجولان، والتصدي للمحاولات الإيرانية للسيطرة على منطقة المثلث الحدودي بين سورية والأردن وإسرائيل."

مشيراً إلى أن إيران متورطة في كل ما يحدث بسورية، وأن لديها تطلعات أخرى في المنطقة وتعمل على دعم وتعزيز وضع حركة حماس في قطاع غزة، لتصبح في النهاية مركز التأثير الأهم في المنطقة.

وبناءً على ذلك، دعا النائب شيلح حكومة نتنياهو للمشاركة في أية خطوات دولية تتعلق بسورية، والتحوّل إلى لاعب أساسي في جميع التطورات المقبلة في تلك المنطقة، موضحاً أن دولة الاحتلال بحاجة إلى تحديد الأسس التي ستعمل عليها بهذا الشأن، وعليها أن تدرك أي طرف تتحدث معه.

مشيراً إلى أن "الروس لن يغيّروا مصالحهم الثابتة في سورية ولن يتنازلوا عنها، ولا سيما ما يتعلق بالتواجد الدائم على ساحل البحر المتوسط"، لافتاً إلى أن الرئيس الروسي بوتين يعتبر الأسد عنصراً أساسياً يحفظ له مصالحه في المنطقة، وبالمقابل لا يمتلك أحد سوى الروس والأمريكيين القدرة على فرض تسوية محددة على النظام السوري.

وجاءت تصريحات شيلح، في الوقت الذي تتحدّث فيه بعض التسريبات عن صلات محتملة بين جهات "إسرائيلية" وجهات مسلحة تعمل في سورية، وظهر ذلك جليّاً حين تفجّرت أزمة الدروز في سورية العام الماضي، وتبيّن أن لدى الكيان الصهيوني تفاهمات مع تنظيمات مسلحة، حين تعهدت الأخيرة للكيان بعدم المساس بالدروز.

وحسب التسريبات، فإن الكيان الصهيوني عمل تحت غطاء منظمات الإغاثة الدولية، وأدخل مساعدات غذائية وطبية، وسرّبت مصادر سورية في أكثر من مناسبة صوراً ومقاطع فيديو لمنتجات غذائية وطبية كُتب عليها بالعبرية، معتبرةً الأمر دليلاً على دور "إسرائيلي" لصالح طرف ما في تلك الحرب.

في حين أن الحكومة الصهيونية والمؤسسة العسكرية تتمسك بزعمها أنها تقف موقف الحياد من الحرب في سورية منذ ستة أعوام، وأنها لا تتدخل فيها لصالح أي طرف.

يُشار إلى أن حزب "هناك مستقبل" الذي ينتمي إليه النائب شيلح، ويرأسه يائير لابيد، يعتبر حسب استطلاعات رأي أجريت مؤخراً، الوحيد القادر على منافسة رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في أية انتخابات قادمة، خاصةً مع ضعف موقف حكومة نتنياهو الحالي بمروره بالعملية العسكرية على غزة وتبعاتها من خسائر وتقرير مراقب الدولة الذي لا يزال يلاحق نتنياهو، والعمليات الفدائية التي أظهرت تلك الحكومة بموقف ضعف وعدم قدرتها على مواجهة آليات بسيطة، والتحقيقات التي تلاحقه وزوجته بالإضافة إلى إخفاقات أخرى.

وكالات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد