النكبة واللاجئون وحق العودة.. العناوين الأبرز للمهرجان

غدًا يسدل الستار على فعاليات "أيام فلسطين السينمائية" بنسخته الـ5

الإثنين 22 أكتوبر 2018

تقرير: أوس يعقوب
احتضنت خمس مدن فلسطينية في الفترة ما بين ١٧ ولغاية يوم غدٍ الثلاثاء ٢٣ من الشهر الجاري، فعاليات مهرجان "أيام فلسطين السينمائية" بنسخته الخامسة، الذي تنظمه مؤسسة "فيلم لاب: فلسطين"، والذي تميز هذه السنة بتركيزه على عرض أفلام تدور أحداثها حول النكبة واللاجئين وحق العودة.

الجديد في هذه الدورة كان الارتقاء باسم الحدث من فعاليات "أيام سينمائية" إلى مهرجان "أيام فلسطين السينمائية". وللمرة الأولى منذ تأسيسه، يبيع المهرجان تذاكر يذهب ريعها لجائزة الإنتاج.

المنتج السينمائي حنا عطا الله، المدير الفني للمهرجان، قال في تصريحات صحفية، إنّ الجديد في المهرجان هذا العام، هو نوعية الأفلام التي وقع الاختيار عليها، وخصوصا من خلال فيلم الافتتاح الذي يركز على موضوع اللاجئين وحق العودة.

وتزامنًا مع الذكرى السبعين للنكبة تم ترميم بعض أفلام الثورة الفلسطينية، التي تم عرضها وإدارة حلقات نقاش حولها بحضور خديجة حباشنة، صانعة أفلام، وإميلي جاسر، صانعة أفلام وباحثة وفنانة بصريّة.

من هذه الأفلام على سبيل المثال: "زهرة المدائن" لعلي صيام، سينماتوغرافيا: هاني جوهريّة. و"فلسطين في العين"، وحدة أفلام فلسطين لمنظمة التحرير الفلسطينية/ مصطفى أبو علي.

ويشجع المهرجان على المنافسة على جائزة "طائر الشمس" بنسختها الثانية، التي تُمنح لأفضل إنتاجات السينما الفلسطينية أو السينما عن فلسطين، لفئات الأفلام الروائيّة القصيرة والأفلام الوثائقيّة الطويلة والإنتاج.

الافتتاح بفيلم "البرج" للنرويجي ماتس غرود..

افتتحت فعاليات المهرجان، الذي ينظم في مثل هذا الشهر من كل عام، مساء يوم الأربعاء الفائت، في قصر رام الله الثقافي في مدينة رام الله بالضفة الغربية، بعرض فيلم الرسوم المتحركة "البرج" للمخرج النرويجي ماتس غرود، الذي تدور أحداثه حول اللاجئين في مخيم "برج البراجنة" في لبنان.

الفيلم، المدبلج باللغة العربية والإنجليزية، يتحدث عن طفلة فلسطينية تعيش في مخيم اللاجئين الفلسطينيين في لبنان "برج البراجنة"، والتي تتعرف على تاريخ عائلتها من خلال القصص التي رواها ثلاثة أجيال سابقة من اللاجئين في المخيم.

وقد اختير هذا الفيلم تحديدًا، من قبل الفريق المنظم للمهرجان، تزامنًا مع الذكرى السبعين للنكبة الفلسطينية والخطوات التي اتّخذتها الإدارة الأميركية ضد وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) ومساعيها لإلغاء حق العودة.

مخرج الفيلم استوحى فكرة العمل وأحداثه من واقع الحياة في المخيم، ومن قصص الأطفال، الذين عاش معهم ورافقهم داخل المخيم على مدار عام كامل. وقد أُنتج

الفيلم هذا العام، ويعتبر عرضه ضمن هذا المهرجان العرض الأوّل على صعيد الوطن العربي.

مخرج الفيلم، ماتس غرود، قال للجمهور الحاضر قبل عرض الفيلم: شرف عظيم أن أعرض هذا الفيلم في فلسطين التي يعود ارتباطي بها إلى مخيم برج البراجنة في لبنان خلال فترة الثمانينيات حيث كانت والدتي تعمل هناك أثناء فترة الحرب. وأضاف: من هنا كان ارتباطي في فلسطين حيث عدت وسكنت في 2001 بمخيم برج البراجنة لمدة عام وأصبح لدي العديد من الأصدقاء، وخلال فترة العام كانوا يقدمون لي كل شيء، الطعام والشراب والصداقة.

وتابع قائلًا: اليوم أرد لهم الجميل، هذا الفيلم هديتي لهم وقد تم عمل دبلجة له بالعربية، حيث كان مدبلجًا إلى الإنجليزية.

الاختتام بالفيلم السوري "يوم أضعت ظلّي" ..

الاختتام سيكون غدًا بالفيلم السوري "يوم أضعت ظلّي"، الحاصل مؤخرًا على جائزة "أفضل عمل فني أوّل" لمخرجته سؤدد كنعان، بمهرجان البندقية/ فينيسيا الدولي.

على مدار سبعة أيام شاهد الجمهور الفلسطيني 60 فيلمًا فلسطينيًا وعربيًا وعالميًا من 20 دولة حول العالم، موزعة بين الروائيّة والوثائقيّة والأفلام القصيرة والمتحركة، عُرضت في خمس مدن فلسطينية، هي: القدس ورام الله وبيت لحم ونابلس وغزّة.

من بين الأفلام البارزة التي شاركت هذه الدورة، الفيلم المصري المرشح للأوسكار "يوم الدين" للمخرج أبو بكر شوقي، والفيلم العراقي "الرحلة" للمخرج محمد جبر الدراجي الذي سيمثّل العراق في جوائز الأوسكار، والفيلم الروائي المغربي "بلا وطن" للمخرجة نرجس النجار، والفيلم الوثائقي اللبناني "إنت عمري" للمخرج هادي زكاك، والفيلم الوثائقي "الدولة ضد منديلا وآخرين" للمخرجَين نيكولا شامبو وجيل بورت، الذي يعرض المحاكمة التاريخيّة، التي تصدّرها مانديلا عام 1963، هو وثمانية آخرون واجهوا الإعدام وخضعوا لاستجوابات قاسية، لكنّهم قاوموا الدولة وطوّقوها؛ فجرت محاكمة نظام الأبارتهايد في جنوب إفريقيا.

22 فيلمًا تتنافس على جوائز "طائر الشمس الفلسطيني" ..

تقدّم إلى مسابقة "طائر الشمس الفلسطيني" أكثر من 60 فيلمًا تم اختيار 22 منهم للمشاركة في المسابقة، يشمل 5 أفلام عن فئة الوثائقي الطويل و12 فيلماً عن فئة الفيلم القصير و5 أفلام عن فئة الإنتاج. وهذه الأفلام من عدّة دول أجنبية وعربية إلى جانب فلسطين.

لجان التحكيم الثلاث ستعلن يوم غدٍ الثلاثاء، في حفل الاختتام في قصر رام الله الثقافي، عن أسماء الفائزات والفائزين بجوائز الدورة الحالية وهي كالتالي: جائزة "طائر الشمس للأفلام الوثائقيّة الطويلة"، وجائزة "طائر الشمس للأفلام الروائيّة القصيرة"، وجائزة "طائر الشمس للإنتاج".

أعضاء وعضوات لجان تحكيم المسابقة التي قامت باختيار الفائزات والفائزين بالجوائز الخاصّة بهذه الدورة عن فئات الأفلام الوثائقيّة الطويلة، والروائيّة القصيرة وفئة الإنتاج، هم 9 من صنّاع السينما البارزين من مختلف التخصُّصات.

تضم لجنة التحكيم عن جائزة "طائر الشمس للأفلام الوثائقيّة الطويلة" كل من الألمانية المصرية السيدة ڤيولا شفيق، والمخرجة الفلسطينية مي مصري، ومن كوسوفو ڤيتون نوركولاري، المدير الفنّي لمهرجان "دوكيوفيست" وهو أكبر مهرجانات الأفلام الوثائقيّة والأفلام القصيرة في كوسوفو، وكان نوركولاري من مؤسسيه عام 2002. 

أما لجنة التحكيم عن جائزة "طائر الشمس للأفلام الروائيّة القصيرة" فقد ضمت كل من الكاتبة ومخرجة الأفلام الأمريكية اللبنانية المقيمة في مدينة نيويورك السيدة دارين حطيط، والمخرج البلجيكي مارك بونيين، العضو المفوض لصندوق "فيليميش" لدعم المشاريع السمعية البصرية. والمخرج الفلسطيني كمال الجعفري، الذي عمل كمحاضر ورئيس قسم الإخراج في أكاديميّة السينما والتلفزيون الألمانيّة (DFFB) في برلين.

وتكونت لجنة تحكيم جائزة "طائر الشمس للإنتاج" من الفرنسي جورج بولون، واللبناني عبد الله الشّامي، والمخرج والكاتب اوه رايس، الذي يرأس حاليًا ورشة "آرهوس لصناعة الأفلام"، يدعم ويطور المواهب السينمائية في غرب الدنمارك.

ومن فعاليات المهرجان اللافتة في دورته الخامسة، "ملتقى صنّاع السينما الفلسطيني"، الذي ينظم للعام الثاني على التوالي، والذي كان على مدار ثلاثة أيام ابتداءً من يوم الخميس 18 الشهر الجاري، واستضاف العديد من المختصّين في قطاع السينما من الوطن العربي والعالم.

وقد صُمّم هذا الملتقى كمنتدى يناقش المواضيع المتعلّقة بصناعة السّينما وتسويقها فيأخذ بعين الاعتبار السّياق الإقليمي والعالمي المتغيّر ضمن صناعتنا وكذلك تحدّيات وخصائص السّياق الفلسطيني.

برنامج لنشر الوعي السينمائي لدى أطفال فلسطين

جزءٌ من الأفلام المبرمجة في هذه الدورة من الأيام، استهدفت الأطفال وطلاب المدارس، وهي من دول عدّة منها فرنسا وألمانيا وكندا وصربيا والولايات المتحدة واليونان وسويسرا واليابان والبرازيل والسويد وتشيلي وسوريا ومصر ولبنان والأردن والعراق وتونس والمغرب والجزائر وفلسطين، وقد تم عرضها خلال أوقات النهار فيما عُرضت أفلام أخرى في المساء.

وسعيًا إلى نشر الوعي السينمائي لدى أطفال وشباب فلسطين، وقّع وزير التربية والتعليم العالي د. صبري صيدم، والمدير الفني للمهرجان ولمؤسسة "فيلم لاب: فلسطين" حنا عطا الله، يوم أمس الأحد، مذكرة تفاهم لتنفيذ برنامج (تنمية الثقافة السينمائية للأطفال في القدس) والذي سيمتد على مدار عامين.

وحضر مراسم التوقيع، المدير التنفيذي لمؤسسة "فيلم لاب: فلسطين" د. بريجيت بولاد، ومدير عام النشاطات الطلابية في الوزارة صادق الخضور، وعدد من المعنيين بالأمر.

الوزير صيدم أكّد الاهتمام الذي توليه الوزارة لتعزيز مفهوم ودور السينما في المدارس الفلسطينية، وأنها تعمل لتحقيق رُؤاها لإيجاد دار للسينما في مدرسة.

ولفت إلى أنّ توقيع هذه المذكرة يعد نقطة انطلاق رئيسة نحو تسخير الأفلام لشرح معاناة الشعب الفلسطيني؛ وليس أقلها معاناة أهلنا في القدس، وتوظيف الكاميرا للحديث عن مدارس التحدي والإصرار وكل المدارس الفلسطينية.

من جهته، قال حنا عطا الله: سعيدون بتوقيع هذه المذكرة مع وزارة التربية؛ وذلك بما يخدم دعم الطلبة وتمكينهم من سرد الرواية الفلسطينية للعالم من خلال الأفلام، وأنّ هذا البرنامج سيشمل في عامه الأول مدارس القدس، ليتم التوسع به لاحقًا ليشمل كافة مدارس فلسطين.

وأشاد عطا الله بدور الوزارة في الدفاع عن هوية الشعب الفلسطيني، مثمنًا جهودها التطويرية التربوية الشاملة بما فيها خلق جيل واعٍ ومثقف وقادر على إيصال رسالته للعالم.

ويستهدف برنامج (تنمية الثقافة السينمائية للأطفال في القدس) طلبة مدارس الإصرار وأقسام الأطفال في المستشفيات للفئة العمرية من (16-6) عامًا، مقسمة على مرحلتين (10-6) و(16-10) عامًا.

وهدف البرنامج بشكل عام هو تعزير الوعي السينمائي للأطفال الفلسطينيين، وتزويدهم بالطرق والأساليب لسرد رواياتهم الخاصة والتعبير عن ذواتهم وهمومهم، بالإضافة لتنمية قدراتهم على قراءة الأفلام أو الصور التي يستقبلونها سواءً من خلال التلفاز أو من أي مصادر أخرى.

وتضمن البرنامج تنفيذ ورش عمل للأطفال حول صناعة الأفلام باستخدام الأجهزة اللوحية، من خلال مدربين مختصين، بحيث يخرج الأطفال بأفكار لإنتاج أفلام صغيرة تمكنهم من خلالها للتعبير عن أنفسهم، هذا بالإضافة لإنشاء نواة لأندية السينما في المدارس المستهدفة والمستفيدة من البرنامج، تشمل في نشاطاتها عروضاً أفلاماً وتدريبات لصناعة الأفلام، مما يضمن استمرارية البرنامج.

تجدر الإشارة إلى أنّ مهرجان "أيام فلسطين السينمائية" يعدّ المهرجان السينمائي الدولي الوحيد في فلسطين، وهو يهدف إلى وضع فلسطين على خارطة صناعة الأفلام العالمية والترويج للأفلام المحلية والدولية للمساهمة في إحياء الثقافة السينمائية في فلسطين المحتلة.





خاص - بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد