تقرير الوليد يحيى
 

نفّذ اللاجئون الفلسطينيون المهجّرون من سوريا إلى لبنان، صباح اليوم الثلاثاء 3 آذار/ مارس، اعتصامات متزامنة أمام المقرات الإدارية لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في عدد من المخيّمات، وأبرزها مخيميا برج البراجنة جنوب بيروت، وعين الحلوة جنوبي لبنان، وذلك بدعوة وتنظيم من لجان العمل الأهلية الفلسطينية، ولجنة معاناة المهجّرين.

ورفع المتظاهرون، يافطات دعوا فيها الوكالة إلى النظر لأوضاع اللاجئين الفلسطينيين المهجّرين من سوريا، من الناحيتين المعيشيّة والقانونية، على ضوء ما يمر به لبنان من أزمات اقتصاديّة أثّرت بشكل كبير عليهم، إضافة إلى العمل على حلّ المشاكل القانونية التي تعترض حصول 55% منهم على إقامات قانونية وفق الأرقام الصادرة عن وكالة " أونروا".

في مخيّم برج البراجنة، واكب فريق "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" الوقفة التي شاركت بها عشرات العائلات، وجرى إلقاء كلمة لتجمع اللجان الأهلية الفلسطينية في لبنان، عرضت فيها انعكاس الظروف الاقتصادية التي يمر بها لبنان، على الأوضاع المعيشية للاجئين الفلسطينيين المهجّرين من سوريا.

وأشارت اللجان، إلى أنّ تجليات الأزمة انعكست بشكل سلبي على أوضاع المهجّرين المعيشية والاقتصادية، حيث جعلتهم حبيسي أماكن سكنهم، وبات عدد منهم عاطلين عن العمل لا يستطيعون تأمين قوت يومهم، خاصة أنهم يعتمدون في معيشتهم على عملهم اليومي، وما زاد الطين بلة، انهيار سعر صرف الليرة اللبنانية أمام الدولار، وارتفاع الأسعار.

كما توجّهت بمطالب اللاجئين المهجّرين إلى مدراء المناطق لدى الوكالة ومديرها العام في لبنان السيّد كلاوديو كوردوني، وعلى رأسها تسليم المساعدة النقدية بالدولار بدلا من الليرة بسبب تدهور الليرة أمام الدولار وما نجم عنه من غلاء فاحش.

كما طالبت اللجان، بعدم التأخر في تعبئة بطاقات الصراف، وصرفها بموعدها المحدد منتصف كل شهر دون تأخير، لأن معظم العائلات تستخدمها لدفع إيجارات المنازل وتأمين الأكل والشرب، إضافة إلى زيادة المساعدات النقدية كبدل إيواء وطعام ومساعدات شتوية بنسبة مئة بالمئة.
 

مشاكل الإقامة ..مسألة ملحّة برسم "اونروا"

ولفتت اللجان، إلى ضرورة تفعيل دور "أونروا" باعتبارها المسؤول المباشر عن اللاجئين الفلسطينيين في تأمين الحماية القانونية والجسدية لهم، وطالبتها بالتصدّي لدورها في حل المشاكل المتعلقّة بالإقامات خصوصاً لمن دخلوا خلسة إلى لبنان منذ العام 2016، وكذلك الأطفال الذين قدموا إلى لبنان وهم في سنّ السادسة والسابعة، والآن بلغوا السن القانونية ولا يستطيعون الذهاب إلى سوريا لإصدار هويات وأوراق ثبوتية.

وحول هذه المشكلة التي تعتبر من أبرز المشال الملّحة لدى شريحة كبيرة من اللاجئين، قال الناشط في تجمع اللجان الأهليّة رامي منصور لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين": إنّ شريحة كبيرة من المهجّرين أتوا إلى لبنان وهم دون السن القانونية قبل نحو 8 سنوات، واليوم يواجهون مشاكل في التسجيل بالمدارس وممارسة حياتهم بشكل طبيعي لعدم امتلاكهم هويات.

وطالب منصور، من وكالة " أونروا" التدخّل لدى الأمن العام اللبناني لحلّ هذه الإشكاليّة، مشيراً إلى عدم قدرة هؤلاء للذهاب إلى سوريا من أجل اصدار أوراق ثبوتية وبطاقات هويّة.

وحول التحرك، لفت  منصور إلى أنه الأوّل من نوعه الذي ينفذّه فلسطينيو سوريا في مخيّمات عدة بالتزامن، لعرض مطالبهم، وتقديم مذكّرة موحدة، مشيراً إلى أنّ ما يميّز هذه المذكرة عن غيرها أنّها محددة بجدول زمني مدّته عشرة أيّام، وفي حل عدم الاستجابة سيجري تصعيد التحّرك نحو اعتصام كبيرة أمام مقر "أونروا" الرئيسي في بيروت.
 

أرامل بلا معيل ودون خط الفقر

وعلت خلال الاعتصام، أصوات شريحة كبيرة من اللاجئين المهجّرين، على أمل أن تصل إلى مسؤولي الوكالة، وأصحابها من النساء الأرامل الذين يعيشون بلا معيل، ولا دخل معيشيّاً لهم سوى معونات الوكالة وبعض الأعمال من هنا وهناك التي لا تكفي لسد احتياجات الإيواء والطعام.

وقالت إحدى اللاجئات المهجّرات من مخيّم اليرموك للاجئين بدمشق: ماجدة حسين إنّها تعيش مع ابنها وولديه، وأحدهم يعاني من مرض مزمن ولا يحصل على المعونة الشهرية من الوكالة.

وعبّرت حسين عبر بوابة اللاجئين الفلسطينيين عن امتعاضها من الطريقة التي يتعاطى بها موظفو الوكالة معها حين مراجعتها لهم من أجل إعانة حفيدها، وانتقدت المماطلة في الإجراءات " كل مرّة يخبروني أنّ أعود في الشهر المقبل" وفق ما قالت،  مضيفةً " .. نحن لا نظالب سوى بحقنا، في حين أن الموظفين مرتاحين ويقبضون بالدولار، وبعضهم يعاملونا وكأننا شحاضين على مكاتبهم".

وأشارت لاجئة أخرى مهجّرة من مخيّم اليرموك، إلى أوضاعها المعدمة نظراً لكونها أرملة وتعيش مع ابنتها وابنها اليتيم، إحداهنّ تعمل بأجر لا يتجاوز 400 ألف بالشهر، بينما لا تكفي معونة الوكالة لسد بدل الإيجار.

وطالبت عبر بوابة اللاجئين الفلسطينيين وكالة " أونروا" بالنظر إلى شريحة الأرامل وخصّها بمعونات شهريّة إضافيّة، قائلةً " من سيصرف علينا، أولادنا لا يستطيعون العيش كما البشر، ولا نستطيع حتّى أن نأكل كما يجب، ولا أن نُلبس أولادنا كما يجب، ونطالب الوكالة بزيادة معاشاتنا لنقدر على مواجهة الغلاء المعيشي ونعيش بكرامة".
 

اعتصام مماثل في عين الحلوة

وشهد مخيّم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين جنوبي لبنان، مشهداً مماثلاً، حيث تجمّع حشد من اللاجئين المهجّرين من سوريا أمام مدير مكتب الخدمات، للمطالبة ب ضرورة دفع "أونروا" المستحقات للفلسطينيين اللاجئين في لبنان و المهجرين من سوريا بالدولار الأمريكي و زيادة نسبة المساعدة التي لا تكفي لدفع أجار المنازل، كما جاء في كلمة ألقاها ممثل لجنة معاناة المهجّرين.
 

 

 

 

وكانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" قد أوردت في تقرير النداء الطارئ للعام 2020،  أنّ 89% من الفلسطينيين المهجّرين من سوريا إلى لبنان، يعيشون في فقر، في حين يعتمد 80% منهم على المعونات المالية، فيما يفتقد 55%  منهم إلى مستندات إقامة قانونية صالحة.

 

صور من اعتصام مخيم برج البراجنة
 

 

 

 

 

 

خاص

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد