دعاء عبد الحليم – بيروت
 

تزامناً مع المشاورات التي تجرى على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، والمتعلقة بتجديد التفويض لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، وانعقاد مؤتمر المانحين للوكالة، أمس الخميس، احتشد المئات من اللاجئين الفلسطينيين أمام مقر الوكالة الأممية الرئيسي في بيروت، رفضاً للسياسة الأمريكية التي تستهدف قضية اللاجئين وتحرض على عمل "أونروا".

الاعتصام الذي نظمته دائرة شؤون اللاجئين الفلسطينيين واللجان الأهلية والشعبية ومؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني جاء دعماً لوكالة "أونروا" واستمرار عملها، رُفعت خلاله لافتات مؤيدة وداعمة لعمل الوكالة، وأخرى مطلبية تتعلق بالخدمات الأساسية التي تقدمها "أونروا" كالتعليم والاستشفاء.
 

 
وردد المشاركون هتافات تطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه اللاجئين الفلسطينيين من خلال الايفاء بالتزاماته المالية تجاه "أونروا"، للتخفيف من المعاناة اليومية التي يتكبدها اللاجئون الفلسطينيون في مخيمات لبنان، وليتمكنوا من العيش بكرامة.

وأكّد المشاركون أن أيّ تراجع دولي لا سيما تراجع الولايات المتحدة الأمريكية عن وقف دعم موازنة "الأونروا" يندرج في سياق تطبيقاتها لما بات يعرف ب"صفقة القرن"، وهو ما يُشكِّل بدوره تهديدًا خطيرًا لعمل واستمرارية "أونروا"، كما أنَّ ذلك سيُضاعف من ارتفاع نسبة الفقر والبطالة والإحباط وسط عموم اللاجئين الفلسطينيين، مشيرين إلى أن التهديدات الامريكية بالابتزاز المالي لـ"أونروا" واللاجئين تهدف إلى تفكيك "الأونروا" وشطبها تمهيدًا لإسقاط حق العودة.
 

 

وفي حديث خاص لبوابة اللاجئين الفلسطينيين، طالب عضو لجنة المتابعة المركزية للجان الشعبية في لبنان، خالد فرحات، الدول المانحة والأمم المتحدة بتجديد الولاية لوكالة "أونروا" حتى تستمر في تقديم خدماتها إلى حين العودة إلى فلسطين، وفي الوقت ذاته، دعا فرحات الحكومة اللبنانية إلى إنصاف الشعب الفلسطيني وإعطائه حقوقه المدنية الإنسانية المشروعة وعلى رأسها حق التملك والعمل.

وأشارت اللجان الأهلية والشعبية ومؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني إلى أنه رغم كل الظروف الصعبة التي يعيشها اللاجئون الفلسطينيون في مخيمات لبنان، إلا أنهم متمسكون بحق العودة وبدور "أونروا" وخدماتها الإغاثية والتشغيلية دون نقصان، باعتبارها منظمة دولية أنشئت لاغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين إلى حين عودتهم إلى ديارهم وممتلكاتهم في فلسطين تطبيقًا للقرارات الدولية 302 و 194، لذلك يرفضون أيَّ مساس بهذه الحقوق الثابتة، مؤكدين أن مسؤولية استمرار خدمات "الأونروا" ودعم موازنتها تقع على عاتق الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والدول المانحة.

انتهى الاعتصام بتسليم مذكرة إلى المفوض العام لوكالة الغوث الأونروا في لبنان، مطالبة بحماية وكالة الغوث وإبعادها عن دائرة الإستهداف المتواصل من الإدارة الأميركية والإسرائيلية والعمل على تحسين خدماتها وإسنادها بتوفير الأموال والمساعدات اللازمة لإنجاز برامجها في خدمة اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات البؤس والشقاء في الدول المضيفة.
 


يذكر أن "أونروا" تأسست في عام 1949 لتقديم خدمات التعليم والصحة وتحسين المخيمات لنحو خمسة ملايين لاجئ فلسطيني في الأردن ولبنان وسوريا وقطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، ولكنها تواجه تهديدات مستمرة بإيقاف عملها، حيث أنها تعتمد في موازنتها على التزامات مالية من الدول المانحة، ما يجعل عملها عرضة للابتزازات السياسية، لا سيما من قبل الإدارة الأمريكية برئاسة، دونالد ترامب، التي أوقفت التزاماتها المالية تجاه الوكالة، في 31 آب/أغسطس 2018، تلبية للرغبات الإسرائيلية التي ترى أن الوكالة "تديم قضية اللاجئين الفلسطينيين"، أي بشكل يتناقض مع المساعي الإسرائيلية بتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين.

 فيما لاتزال واشنطن تحرض ضد الوكالة عبر تهديد الدول الأعضاء في الجمعية العمومية للأمم المتحدة بقطع التمويل عنها واتخاذ أقسى العقوبات بحقها إذا هي صوّتت لصالح قرار التجديد لولاية جديدة لـ"أونروا".

باقي الصور

 

 


 

خاص

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد